الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نزهة في حديقة الجهل وللعقل الرحمة!!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2023 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


عشية السنة الجديدة، وقبل سنة احتفلت بيروت بليلة العام الجديد بذات المرفأ الذي وقع به انفجار نووي صغير بعد تفجيرات نكازاكي وهيروشيما ورقص وغنى البعض تحت سماء ذلك البلد المنكوب. وهو ليس البلد العربي الوحيد المنكوب، بل المنطقة بأسرها، حكومات وشعوب. توحدوا في قافلةٍ خارج الكوكب الذراع الرابعة وهو الفضاء السيبراني.

منذ 300 عام كانت الأخبار والإشاعات والطرود والأفكار عرضة للتلف بسبب بطء وصولها للهدف وكانت الأديان والشرائع والأيديولوجيات المثاليّة تتأخّر بالوصول إلى هدفها ومع ذلك خرج من معطف كارل ماركس تعبير أسطوري عبّر عن حقبته بخلاصة اختزلت كل فلسفات ذلك العصر حين أطلق صرخته "الدين أفيون الشعوب" هل كان يتوقّع ماركس بعد ثلاثة قرون وبالألفية الثالثة وعصر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وبغطاء من الفضاء السيبراني، هنالك شعوب وحكومات تشكل ثلث هذا الكوكب تعتقد أن الانتصار على العقل لا يتأتى إلا من خلال الايمان بالسحر وثمة قطيع محسوب على البشر بالملايين يتنزهون في حديقة الجهل.
هنا وتحت سقف الشعوب تلهو الحكومات بترويج الخرافة، وأصحاب التنوير والفكر والوعي وهم بحكم طردهم من جنة الجهل وملاحقتهم بقيود التخلف وقفل قنوات التعبير بحدها الأدنى في وجوههم سوف يجدون أنفسهم يبحثون عن ديار لا تبيع الخرافة ولا تفتتح متنزهات الجهالة وسماؤهم ظلاميّة وبالتالي ملفاهم أما الهجرة أو الإقصاء، والاقصاء الشعبي قبل الحكومي ربما أفتك، لأن العزل عندما يقع عليك من الشعب فقد سهل الأمر على الحكام أن يفتكوا بك وهي وسيلة سهلة تفسر كيف نرى اليوم ظاهرة دعم الحومات العربية والإسلامية لمختلف المظاهر الشعبية، بل وتجاري الحكومات شعوبها في ترسيخ الظلامية ومحاربة التنوير وقد تمكنت من إخضاع النخب وتركيعها وجعلها تساير القطيع.
لقد كشفت شعوبنا العربية بالأخص ومعها بالطبع ما يُزعم بأنها الطليعة النخبة زيف هذا العصر الذي يواكب غابة شاسعة تملؤها الوحوش الكاسرة من الجهل والتخلف والظلامية والخنوع ومداهنة الغوغاء، وهذه الأخيرة هي من تتصدى اليوم لأيّ نفسٍ تنويري تحرّري حتى كدنا بعد سلامة موسى ونوال السعداوي نفتقد صوتًا مماثلاً إلا من حُكم عليه بالعزلة والتهجير واللجوء والنفي داخل الوطن وهو أشدّ بطش وألم من النفي خارج الأوطان. ويوم عن يوم يتأكّد انتصار الخرافة على التنوير ولن يلوح شيء بالأفق ما لم نرَ الطليعة استردت حريتها. وحتى ذلك الحين سوف يستمر حكم الغوغاء بصحبة موسيقى جنائزية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟