الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بإستئنافها الحرب، قررت اسرائيل أن تتخلى عن المختطفين

جدعون ليفي

2023 / 12 / 3
القضية الفلسطينية



إن عودة إسرائيل إلى الحرب هي أكبر خطأ ارتكبته منذ 7 أكتوبر. فالحرب "المثقلة بالأيام، المثقلة بالدماء"، على حد التعبير الرائع لموشيه ديان عن حرب أخرى، أصبحت قبل يومين مثقلة أكثر بالأيام والدماء، مع ابتعاد أهدافها. وتراكم جرائمها. العودة مرة أخرى إلى الصور الفظيعة من غزة - في اليومين الأولين من استئناف القتال كانت الصور فظيعة - تعني العودة إلى فقدان صورة الانسان. عاد الأطفال ثانيةً الى الاحتضار على الأرضيات القذرة في مستشفيات غزة فيما آباؤهم ينحنون فوقهم وصرخاتهم تمزق القلب. تم سحب مصابين برؤوسهم المغبرة من تحت الأنقاض إلى العيادات حيث لم يكن ممكنًا إنقاذهم. ولم تعد غزة قادرة على ذلك، وبعد الهدنة أصبح تحمل المعاناة الإنسانية أصعب. الآن يجب تبليغ العائلة التي فرت وأنقذت حياتها، والتي وجدت بالفعل ربع مأوى، في خيمة صغيرة، أن تتحرك جنوبًا مرة أخرى، فيما يتم قصف الجنوب بشكل عشوائي تقريبًا مثل الشمال. حتى خريطة الهروب التفاعلية، فخر تكنولوجيا الجيش الإسرائيلي وأخلاقه، التي وزعها في نهاية الأسبوع، لم تعد قادرة على إنقاذ روح واحدة في غزة، وأشكك انها أصلًا قصدت ذلك.

إسرائيل ليست مهتمة بمعاقبة غزة، بل فقط بتحقيق أهدافها. وبإعادة الحرب إلى غزة، اعترفت إسرائيل بأنها تفضل هدفاً على الآخر. انتهى الحديث عن تحرير المختطفين بأي ثمن، وقبل أي شيء آخر، لقد اتخذ القرار ولا مجال لإخفائه. ومن الواضح أن إسرائيل فضلت سحق حماس، مهما كان معنى "السحق"، على إنقاذ المختطفين. لا مجال للتورية هنا، هذه هي الحقيقة المجردة. وبتجدد الحرب، لا تعرض إسرائيل حياة المختطفين للخطر فحسب، بل تحبط أيضًا محاولات تحريرهم. وكل هذا فيما كانت عملية تبادل المختطفين والأسرى في أوجها، وسارت بشكل أفضل من المتوقع.

وبعد أيام طويلة من احتفالات الافراج والمشاعر الجياشة في الاستوديوهات والصحف تحطمت المفاوضات وأسطورة الافراج عن الأسرى بكل ثمن. وبحسب التقارير، أرادت حماس المضي قدمًا في إطلاق سراح الرجال، الذين كان ثمنهم أعلى، فيما أرادت إسرائيل الانتهاء أولاً من الإفراج عن النساء. إن تفجير المفاوضات حول هذه المسألة، والعودة إلى حرب شاملة هو تصريح واضح بشأن أولويات إسرائيل التي شابها منذ البداية الاشتباه بأنها تفضل الحرب على إطلاق سراح المختطفين.

لقد حانت لحظة الحقيقة بالنسبة لإسرائيل، وقد تم الحسم بين الخيارين، وهو أمر يثير الغضب. لا يمكن أن يكون لإسرائيل هدف أهم من إطلاق سراح المختطفين، ولا شيء أسوأ من قطع العهد غير المكتوب بين المواطن (والجندي) ودولته، وترك المخطوف لمصيره. من الآن فصاعدا لم يعد من الممكن أن نقول الإفراج بأي ثمن. تؤيد إسرائيل إطلاق سراح المختطفين بالطبع، ولكن ليس بأي ثمن. لديها أشياء أكثر أهمية في الاعتبار. ولن توافق على صفقة شاملة، الكل مقابل الكل بما في ذلك وقف دائم لإطلاق النار، لإنقاذ 136 إسرائيليًا.

في استوديوهات "الكيتش" والموت حاولوا إخفاء الاختيار. فقط بعض أهالي المختطفين، وليس جميعهم، تجرأوا على الخروج ضد تجدد الحرب، فيما ظلت جيوش المعلقين والمراسلين تردد شعارات فارغة لصالح الحرب، حرب لا شك في عدالتها، ولكن هناك أسئلة ثقيلة جدًا لا يثيرها أحد حول وسائلها المروعة. لقد شرعت إسرائيل في حرب عادلة بوسائل غير عادلة بشكل واضح. حتى في الحرب العادلة، ليس كل شيء جائز، بالتأكيد لا يجوز قتل 15 ألف إنسان ثم الاستمرار في المزيد، بلا نهاية فقط لتحقيق أهداف مشكوك في إمكانية تحقيقها، وحتى لو تحققت - لن يتم حل أي شيء. لكن لنترك لحظة عدالة الحرب ووسائلها. يجب إعادة المختطفين أولاً. ولا يزال ذلك ممكنا بشرط أن تتوقف الحرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال


.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة




.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح


.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى




.. نيران صديقة إسرائيلية تسقط مسيرات للجيش الإسرائيلي