الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسا ما بين الإنجازات و التحديات لمكافحة الأيدز

عبير سويكت

2023 / 12 / 4
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


‎فرنسا ما بين الإنجازات و التحديات لمكافحة الأيدز

عبير المجمر(سويكت)

‎ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز، كان قد أعلن عن أن مرض الإيدز يشكل تهديدا للصحة العامة و انه حتى حلول عام 2030 يمكننا بل ويجب علينا إنهاء التهديد الذي يشكلها
على الصحة العامة بحلول عام 2030.

و فرنسا تعتبر من الدول التى أحرزت تقدما كبيرا في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية(الإيدز) في العقود الأخيرة، و حققت العديد من الإنجازات فلدى فرنسا نظام رعاية صحية قوي يضمن الحصول على العلاج مجانيًا كالحصول على العلاج المضاد للفيروسات العكوسة لجميع المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. وقد أدى ذلك إلى إطالة العمر المتوقع للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والحد بشكل كبير من انتقال الفيروس والحفاظ على صحة جيدة بغض النظر عن حالة التأمين الصحي للفرد فى المجتمع الفرنسي .

كذلك تنشط فرنسا بشكل فعال فى مجال البرامج الوقائية للحد من انتشار فيروس نقص المناعة البشرية. و شملت برامجها توزيع الواقيات الذكرية المجانية، وتشجيع الاختبارات المنتظمة حيث ان لدى فرنسا برنامج وطني لاختبار فيروس نقص المناعة البشرية يشجع الاختبارات المنتظمة والمبكرة. كما تتوفر مراكز فحص مجانية في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى الاختبارات السريعة والاختبارات الذاتية. أيضًا تعمل فرنسا على التثقيف عبر حملات للوقاية والتثقيف للتوعية بالمخاطر المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية(الإيدز )، وتشجيع السلوك الجنسي الأكثر أمانا. وتستخدم فى ذلك الكتيبات والملصقات والإعلانات التلفزيونية وبرامج التثقيف بالصحة الجنسية المدرسية لنشر المعلومات عن الوقاية وسبل حماية النفس ، وتوعية مختلف شرائح المجتمع عبر طرق متعددة و حسب خاصية كل شريحة اجتماعية و إحتياجاتها بناءا على ان بعض الفئات المجتمعية تعتبر هى أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة فى فرنسا، مثل الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال والمهاجرين ومتعاطي المخدرات بالحقن والمشتغلين بالجنس، حيث ان فرنسا تأخذ في عين الاعتبار ان هناك حاجة إلى تدخلات محددة الهدف وبرامج وقائية مصممة لتلبية احتياجاتهم الخاصة.

كما ركزت فرنسا على برنامج الحد من الضرر للحد بقدر الإمكان من انتقال العدوى و تمثل ذلك فى الحد من انتقال العدوى من الأم إلى الطفل من خلال الاكتشاف المبكر للفيروس والحصول على العلاج، حيث خفض من معدل انتقال المرض من الأم إلى الطفل بشكل كبير. حتى اصبح من النادر اليوم الانتقال الرأسي. و بنفس المستوى عملت فرنسا على تدعيم برنامج الحد من الضرر لمتعاطي المخدرات بالحقن. حيث تضمن البرنامج توزيع الإبر النظيفة، وتعزيز علاجات استبدال المواد الأفيونية وبرامج الدعم للحد من مخاطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية والعدوى الأخرى.

و علمًا بمآلات المرض على الفرد نفسيًا فأن فرنسا كما تحرص على توفير الرعاية الصحية و الطبية المتخصصة للمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة كذلك تعمل على توفير الدعم النفسي - الاجتماعي، كما توجد مراكز إحالة معنية بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) لتقديم الدعم والمشورة للمصابين بالفيروس.

و بالرغم من ان فرنسا أحرزت تقدمًا في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية(الإيدز) إلا انه ما زالت تواجهها تحديات منها ذاك التحدي الذى مازال يواجه جميع الدول بمختلف معتقداتها و ثقافاتها حتى المتقدمة منها و هو ذاك التحدى المشترك المتمثل فى الوصمة المجتمعية فلا تزال ما تسمي بوصمة العار تلك التى تلاحق المريض بفيروس نقص المناعة البشرية(الإيدز) ما تزال مستمرة في فرنسا، و من اضرار تلك الوصمة انها قد تثني الناس عن الخضوع للفحص أو التماس العلاج لذلك يصبح من المهم ومن الضروري التصدي لهذه الوصمة وتعزيز الوعي والشمول. أيضًا من التحديات الرئيسية التى ما زالت تواجه فرنسا هى التأخر في اختبار فيروس نقص المناعة البشرية. حيث ثبت انه يتم تشخيص العديد من الأشخاص فقط في مرحلة متقدمة من المرض، مما يحد من فرص العلاج الناجح. و عليه هناك حاجة ماسة إلى التوعية وتكثيف الجهود لتشجيع الكشف المبكر.

ختامًا، فأن فرنسا باعتبارها عضوًا مؤسسًا للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والملاريا والسل في عام 2002، مع العلم أنها كانت هي السبب وراء إنشاء مرفق المساعدة الدولية لشراء الأدوية (Unitaid) في عام 2006، مع البرازيل، فهي من أوائل البلدان التي نفذت إجراءات دولية تعتمد على قيم التضامن وحصول الجميع على العلاج، مصحوبة بجهد مالي يتناسب مع التحديات.

و بناءا على إلتزامها التاريخي الطويل المدى لمكافحة هذا المرض و الحد منه، و بما أنها تعتمد على النهج الموحد والمتعدد الأطراف كجوهر إستراتيجيتها للصحة العالمية للفترة 2023-2027، و باعتبارها الجهة المانحة الرئيسية لبرنامج "يونايتيد"، الذي مولت فرنسا 56% منه من الأنشطة لصالح الابتكار في العلاج والتشخيص والوقاية. كذلك دعمها لمنظمات المجتمع المدني، لا سيما من خلال تمويل 20% من "المبادرة" للفترة 2023-2025، هذا برنامج نشط في 40 من البلدان الأكثر ضعفا.
و عليه، بناءا على هذه الالتزامات مجتمعة، و بما ان فرنسا لا تنظر فقط لنسبة التحديات الداخلية لها بل تنظر للموضوع بطريقة شمولية و عامة و تعتبر الارقام و الإحصائيات الدولية مركز اهتمامها و معركتها الكبرى، لذا عبرت فرنسا فى اليوم العالمي لمكافحة الايدز عن أسفها لأنه من المتوقع في عام 2022، موت أكثر من 630 ألف شخص لأسباب مرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية وأن 1.3 مليون شخص سيصابون بفيروس نقص المناعة البشرية.
كما دعت فرنسا جميع الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهودها للقضاء على الوباء بحلول عام 2030، وفقا لأهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة. مع تأكيدها على مواصلتها التزامها الثابت بمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية(الإيدز).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر