الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بروباغاندا الدعم التربوي وهدر المال العام

شفيق العبودي

2023 / 12 / 4
الحركة العمالية والنقابية


بروباغاندا الدعم التربوي أو هدر المال العام
في سياق المعركة البطولية التي تخوضها الشغيلة التعليمة وبغية كسر شوكتها أقدمت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة على خطوة مثيرة للجدل تحت مسمى الدعم التربوي لفائدة التلاميذ وقد برمجته أثناء العطلة البينية بين 4 دجنبر 2023 إلى 9 دجنبر 2032، وهي واحدة من المناورات التي تسعى عبرها الوزارة إلى إيهام الرأي العام أنها متمسكة بزمام الأمور، وأيضا مدعية أنها قادرة على إيجاد و إبداع الحلول رغم الرفض الواسع لعديد الجمعيات الممثلة للأمهات والآباء وحتى جزء من مدراء المؤسسات التعليمية. لكن المثير في هذه الخطوة وهي التسمية التي أطلقتها عليها الوزارة "الدعم التربوي" دون إشراك المعنيين خاصة أطر التفتيش التربوي، وهذا ما دفعني للتفاعل عبر هذا المقال لتنوير الرأي العام بخصوص مفهوم ومعنى الدعم التربوي، وأنا هنا لن أخوض في ما إذا كان المستدعين لهذه المهمة مؤهلين أم لا، لكن يهمني أن أقف عند مسألة الدعم على مستوى الاصطلاح في وثائق الوزارة نفسها ومرتكزاته وألياته وغيرها من أمور يبدو أن الوزارة ألقت بها عرض الحائط وهي بفعلها هذا/الترقيع كشفت عن عدائها للمدرسة العمومية واستعدادها لهدر المال العام من أجل ذلك عوض صرفه في ما يعود بالنفع على وطننا الغالي وشعبه الصامد. إذن ماذا نقصد بالدعم التربوي؟ وما هي ألياته وطرق إنجازه؟ وما الهدف من إنجازه؟
الدعم التربوي لغة يعني رد الأمر أو الشيء إلى نصابه واستقامته كلما بدا يميل وينحرف ويخرج عن القاعدة والمألوف.. فالتلميذ الذي يتعثر في التحصيل الدراسي يحتاج إلى دعم وسند قبل أن يميل ويسقط مثل شجرة.
أما اصطلاحا فمعناه جملة من الأنشطة التعليمية المندمجة والتي تهدف بالإضافة إلى حصول التعلم لدى جميع المتعلمين (او معظمهم) بشكل عادي، إلى تقديم تعليم فردي وقائي وملائم للنقص الذي يتم اكتشافه خلال عملية التقويم، وحتى يتمكن المتعلمون جماعات وافراد من تحقيق الأهداف المرسومة حسب امكاناتهم وحسب متطلبات المستوى الدراسي الذي يوجدون فيه.
ولا يمكن للدعم التربوي أن يحقق أهدافه ما لم يكن مسبوقا بمجموعة من العمليات القبلية وعلى رأسها تقويم دقيق للتعلمات حتى يتسنى التحقق من نوع الصعوبات والتعثرات، وتصنيف المتعلمين حسب الحاجيات البيداغوجية لهم، لذلك يمكن اختزال مكونات الدعم التربوي في مجموعة من الإجراءات والأنشطة وأدوات تُشَكِّل الطرق العملية لتنفيذه ومن بين هذه الأنشطة يمكن أن نذكر أربعة وهي:
1 ــ التشخيص: وهو عملية تُوَظَّفُ فيها أدوات للكشف عن مواطن النقص واسبابه وعوامله، وهو يختلف عن التقويم التكويني ولا حتى عن التقويم النهائي الذي يتوج بنقطة عددية أو قرار بالانتقال أو التكرار أو الفصل، بل هو عملية تالية نسعى من وراءها الجواب عن السؤال التالي: لماذا نحن بصدد هذه النتائج؟ وتوظف من أجل ذلك أدوات التشخيص كالاختبارات والروائز أو الاستمارات أو تحليل مضمون الأجوبة وغيرها من الأليات التي ستمكننا من وضع الأصبع على الاختلالات.
2 ــ التخطيط: وهي عملية تأتي مباشرة بعد التشخيص ويكون الغرض منها وضع خطة للدعم تحدد نمطه وأهدافه وكيفية تنظيم وضعياته، وأشكال توزيع المتعلمين وتفيئهم، إضافة إلى الأنشطة الداعمة وغيرها من الإجراءات.
3 ــ التنفيذ: وهي عملية تمكن من نقل ما تم تخطيطه إلى سياق الممارسة والفعل وفق رؤية واضحة وفي سياق مندمج في عملية التعليم والتعلم أو خارجه في إطار مؤسسي أو غيره(الدعم الخارجي مثلا).
4 ــ الفحص والتقويم: وهي عملية يتم التأكد من خلالها بأن الإجراءات التي خُطط لها ونُفذت قد مكنت فعلا من تجاوز الصعوبات والتعثرات وبالتالي تقلصت الفوارق بين مستوى المتعلمين الفعلي وبين الأهداف التي وضعت في إطار خطة الدعم، والتحقق أيضا من مدى وصول الأهداف والغايات المسطرة، وبالتالي اخضاع عملية الدعم نفسها للفحص والتقويم، حتى يتسنى الحكم على مدى نجاعة خطة الدعم.
فهل احترمت الوزارة على مستوى المديريات التعليمية كل هذه الخطوات السالفة الذكر؟ الملاحظ أن العملية التي أطلقتها الوزارة لا تحمل من صفة الدعم التربوي إلا الاسم، فمتى كان المال العام مستباحا بهذه الطريقة دون حسيب ولا رقيب؟

العرائش 03 دجنبر 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يحتفل العالم بعيد العمال في الأول من مايو؟


.. طلاب جامعة كولومبيا يواصلون اعتصامهم ويرفضون تهديد إدارة الج




.. الجنيه الجملي بـ 50 ألف وجنيه إدريس بـ 700 .. سوق العملات ال


.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدرسة الخليل الأساسية وتعتقل الموظف




.. بأطباق المقلوبة .. طلاب هارفارد ينظمون وقفة احتجاجية من أجل