الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوفان الأقصى، وخَيارات حماس الصعبة في ختام الهدنة المؤقّتة !

نزار فجر بعريني

2023 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


في نهاية اليوم السابع من الهدنة المؤقّتة، تستأنف "حكومة الحرب" اليمينية العنصرية هجماتها العدوانية على غزة - القسم الجنوبي، لتحقيق هدفها المُعلن حول "تحييد" التهديد الذي تشكّله حماس".
التساؤل الذي يطرح نفسه :
هل ستواصل الحكومة الإسرائيل حربها المدمّرة وفقا للأهداف والضوابط الأمريكية المُعلنة، أم ستعمل وفقا لأجندات خاصة متناقضة، ترتبط بسياسات وخطط تقويض شروط التسوية السياسية، التي يأتي في مقدمتها إحداث تهجير واسع، ومنع إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة ؟
في تجديد حربها على غزة، تمارس حكومة العدو ما اعتبره بايدن و وزير خارجيته "حق الدفاع عن النفس"، وقد أعاد بلينكن التأكيد على موقف إدارته في مؤتمره الصحفي الأخير في "القدس المحتلة"، ٣٠ نوفمبر، عشية انطلاق المرحلة الثانية من الحرب :
" يحق لإسرائيل أن تفعل كل ما في وسعها لضمان عدم تكرار المذبحة التي ارتكبتها حماس يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر. ولا يمكن أن تبقى السيطرة على غزة بيد حماس ولا يجوز أن تحتفظ هذه الأخيرة بالقدرة على تكرار تلك المذبحة".
مقابل ذلك، شرح الوزير بالتفصيل ما ينبغي على حماس القيام به، إذا كانت تريد عدم استمرار الحرب الإسرائيلية "المشروعة":
أ-" ... الإفراج عن كافة الرهائن الذين تحتجزهم على الفور، ... والتوقف عن استخدام المدنيين كدروع بشرية والبنية التحتية المدنية لشن هجمات إرهابية".
ب- "... إلقاء سلاحها، وتسليم القادة المسؤولين عن المذبحة وأعمال التعذيب والاغتصاب يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى العدالة".
ت- ".... تتخلى عن هدفها المعلن المتمثّل في القضاء على إسرائيل وقتل اليهود وتكرار الفظائع التي ارتكبت يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر مرارا وتكرارا."
هي شروط "استلام" قاسية على قيادة حماس، لا تتضمّن فقط تفكيك أذرعها العسكرية والأمنية – تحييد التهديد الذي تشكّله – بل تترك إمكانية أن تلعب دورا سياسيا ما في إطار التسوية مرهونا بإرادة العرّاب الأمريكي:
يضيف بلينكن :
"..... نحن ندعم وسنواصل دعم الجهود التي تبذلها إسرائيل للقيام بكل ما بوسعها لضمان عدم تمكن حماس من تكرار أهوال 7 تشرين الأول/أكتوبر. ويعني ذلك، من بين جملة أمور أخرى، أنه لا يمكن ترك حماس مسؤولة عن الحكم في غزة ولا يسعها الاحتفاظ بالقدرة على تكرار تلك الهجمات" .
يبدو جليّا أنّ هذا الحكم الأمريكي القاسي على حماس، يضع قياداتها السياسية والعسكرية والأمنية أمام خيارين لا ثالث لهما، أحلاهما، مر، كما يُقال :
١إعلان الاستسلام، وتسليم السلاح والقادة العسكريين، وإعلان تخليها عن برنامجها السياسي الذي يتضمّن " القضاء على إسرائيل "والاعتراف بحقها بالوجود وشرعيتها"، على غرار ما فعلته منظمة التحرير الفلسطينية عام ١٩٨٨، وبالتالي قبول أن تلعب قيادة حماس السياسية دورا سياسيا في إطار السلطة الفلسطينية، والقبول بلعبة الانتخابات، والمشاركة السياسية في السلطة ....
٢ استمرار الحرب، ومواجهة عواقب هزيمة شاملة حتى سياسية وعسكرية .
ما هي الممكنات؟
إذا أخذنا بعين الاعتبار مجموعة من العوامل، منها :
١موازين القوى العسكرية بين حماس (وجميع فصائل المقاومة التي تشاركها )، وبين "إسرائيل"، لانجد صعوبة في إدراك أنّها تميل لصالح "جيش الإحتلال الإسرائيلي"، بغضّ النظر عن طبيعة الثمن، وطول فترة الحرب .
٢ نجاح الجهود الأمريكية في عزل حماس عن باقي أطراف "محور المقاومة"، عبر استراتيجة منع انتشار النزاع إقليميّا، سواء على صعيد ضغوط مباشرة على حكومة الحرب الإسرائيلية لمنع توريط حزب الله، أو من خلال حزمة " تحفيز" للنظام الإيراني، تضمّنت التهديد بالتراجع عن صفقة " اتفاق نووي غير معلن" كانت قد عقدتها واشنطن مع طهران في سياق مشروع التطبيع الإقليمي وحقق من خلالها النظام الإيراني مكاسب ضخمة، لم تقتصر على عشرات المليارات، بل وتضمّنت تسريع خطوات التطبيع مع السعودية،(خاصة على الصعيد الاقتصادي، وصفقات مغرية، يصعب على النظام الإيراني، الذي يواجه تحدّيات اقتصادية وسياسية داخلية معقدة، أن بتجاهلها، خاصة بالمقارنة مع ما تقدّمه حماس من خدمات "لوجستية")، وربّما و ترتيبات نهائية حول طبيعة الوجود الإيراني في سوريا .
٣ صعوبة، بل و استحالة، قبول القيادات المقاتلة على الأرض، التي كسبت قلوب الملايين- بشجاعتها وقدراتها العالية على تخطيط وتنفيذ عمليات الهجوم النوعية الرئيسية في طوفان الأقصى على المراكز الاستخباراتية والأمنية -بشروط الاستسلام التي يطرحها وزير الخارجية الأمريكي.
أعتقد أنّه من المرجّح استمرار المرحلة الثانية من الحرب العدوانية على الجزء الجنوبي من غزة، في مسعى من القيادة العسكرية والأمنية الإسرائيلية لتدمير مواقع ومرتكزات القوّة العسكرية لجيش القسام، واغتيال أبرز قياداته العسكرية، الأكثر صلابة وخبرة، دون أن تغض النظر عن هدف إحداث أكبر حالة من التهجير، رغم التعهّدات التي قدمتها لواشنطن !
يعزّزهذا الاحتمال ما يبدو من حصول حكومة الحرب الإسرائيلية على ضوء أخضر أمريكي، بعد قبولها بالشروط الأمريكية التي أوجزها بلينكن :
لنتابع التفاصيل :
قناعة الإدارة الأمريكية بأنّه "لا يمكن ترك حماس مسؤولة عن الحكم في غزة ولا يسعها الاحتفاظ بالقدرة على تكرار تلك الهجمات"، يعني موافقة صريحة على المرحلة الثانية من الحرب، أمّا كيفية قيام إسرائيل بتحقيق أهداف الحرب ، "، فهذه هي الشروط التي تضعها واشنطن:
أ-" ضرورة إعطاء الأولوية لحماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة أمر حيوي بالنسبة إلينا وهو أمر تتفق معنا حوله الحكومة الإسرائيلية".
"مسألة المساعدات الإنسانية شيء منفصلٌ تماما عن حماس أو الرهائن، لأنه يتعلّق بالرجال والنساء والأطفال الأبرياء في غزة والذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة، وهم ليسوا حماس. الظروف في غزة صعبة وقاسية جدا. والحاجة إلى أبسط الأمور كالغذاء والمياه والدواء والوقود للتأكد من قدرة الناس على الحصول على المياه النظيفة وتمتعهم بأنظمة صرف صحي فعالة. هذا أمر ضروري وحتمي."
ب"...إعادة تجديد قيادة السلطة الفلسطينية".
" لذا أكرّر، نحن نركّز الآن على غزة وما يجب أن يتحقق في غزة للتأكد من أن يكون الحكم مختلفا عما هو عليه الآن مع حماس. وأشير بذلك إلى الأمن وإعادة الإعمار. نركز على كل هذه المسائل ويجب التركيز عليها. ولا شك في أننا سنستعرض ملف الانتخابات ومتى يستطيع الفلسطينيون اختيار قادتهم وكيفية قيامهم بذلك كجزء من هذه المناقشة".
"هذا أمر حتمي، هذا أمر حتمي لأنه الخيار الصائب الذي ينبغي اتخاذه، وهو أمر حتمي لأنه الشيء الضروري الذي يجب القيام به. لقد خرجت مقتنعا من مناقشاتي مع الحكومة الإسرائيلية وعرفت بأنها لا تفهم ذلك فقط، بل تؤمن به أيضا وستتصرف بناء عليه".
هذا ما ستكشف عنه الجولة القادمة من الصراع المسلّح؟ المؤكّد أن المزيد من الفلسطينيين سيكونون وقودا، وضحايا لاستمرار هذه المذبحة التي ترتكبها حكومة الاحتلال بالتواطؤ مع الإدارة الأمريكية، وبما يقدّمه نهج وسلوك حماس من تبرير، ومسوّغ، على صعيد الشارع الإسرائيلي، وعالميا !!
السلام للشعب الفلسطيني، وعلى أرواح عشرات ألوف المدنيين الذين تمّ التضحية بهم على مسرح لعبة الاشتباك بين قيادة حماس الباحثة عن مصالحها الخاصة، وقيادات الاحتلال الإسرائيلي، الساعية إلى تدمير مقوّمات الحياة الإنسانية الفلسطينية، وشروط قيام تسوية سياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نزوح 300 ألف من رفح.. واشتباكات ضارية بين القوات الإسرائيلية


.. لا تنسيق مع إسرائيل بمعبر رفح.. القاهرة تعتبر اتفاقية السلام




.. السير نحو المجهول.. مأساة تهجير جديدة تنتظر نازحي رفح الفلسط


.. الخلافات تشعل إسرائيل..غضب داخل الجيش الإسرائيلي من نتنياهو




.. موكب أمني لحماية المغنية الإسرائيلية -إيدن جولان-.. والسبب -