الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نحمي الدين من السياسةوالسياسة من الدين ؟؟/ الحجاب النسائي

سعد الطائي

2006 / 11 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


يحتل الحجاب مكان واسع على ساحة النقاشات في مجتمعنا العربي والغرب على حد سواء ا بعد بروز نجم الإسلام الأصولي والفكر السلفي على الأحداث الدولية وعلى الأخص بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة وما أعقبها من أعمال إرهابية في بعض العواصم الأوربية ,حيث يظهر الترابط السياسي بين هذين الموضوعين ( أي المد الأصولي الإرهابي وشيوع الحجاب ) .
لقد استغلت بعض الجماعات الدينية الأصولية في بلدان الغرب الحرية المتاحة للمواطن في التعبير والرائي في إظهار نفوذها وقوتها من خلال التميز في مظهر نسائها في المجتمع الذي تعيش في وسطه و هو نوع من أنواع لفت النظر والتميز متمثلين بمقولة "خالف تعرف " .
أما في البلاد العربية فان الوضع مختلف حيث اتخذ شيوع الحجاب منحى مغاير,ففي العراق نجد إن الحجاب شاع في ظل أجواء الحرب العراقية الايرانيه وامتداد الدعوة الخمينية في تصدير الثورة الإسلامية ,وكثرت الضحايا من الشهداء والمفقودين والمعوقين بسبب حرب دامت ثمان سنين وشيوع الحزن في كل بيت عراقي ,ثم ما أعقبها من إعلان نظام صدام حسين "للحملة الايمانيه" وهو النظام العلماني والمناهض لكل توجه وميول دينية حيث ظهرت على أثرها رئيسة اتحاد المراءة العراقية إحدى تنظيمات النظام السيدة منال الالوسي وكثير من الرفيقات في حزب البعث الحاكم وهن مرتديات الحجاب .
وفي مصر البلد الرائد في دعواه تحرير المراءة المعاصرة ومن ابرز دعاتها المصلح قاسم امين , فقد برزت ظاهرة تحجب بعض نجوم السينما والإعلام تظهر علينا بشكل غير مسبوق ,ثم يتبين ان هناك عمليات ترهيب وترغيب تقوم بها جماعات من الإسلام السياسي لغرض الكسب الحزبي .
بينما نجد تونس ومنذ بدايات الحكم الوطني بقيادة الزعيم بوارقيبه قد حسم موضوع الحجاب بشكل دراماتيكي حيث منع ارتدائه قانونا .
وبلدان الخليج والجزيرة العربية المحكومة من قبل أنظمة قبلية لا تزال الأعراف الاجتماعية مترسخة و بظل هيمنة الجماعات الإسلامية الأصولية أدت إلى بقاء المراءة في ظل هذه الظروف إلى حرمانها من ابسط حقوقها الآدمية والسياسة وحيث نجد التطرف في الملبس النسائي يمتد إلى لبس النقاب وهو الذي يحجب وجه المراءة بالكامل عن الناس عموما .
أذا ما الذي استجد في موضوع الحجاب حتى نجد كل هذه الحملات الإعلامية سواء في الغرب أو الشرق؟
من الواضح إن الحرب الكونية المستعرة نارها بين الفكر الغربي الليبرالي والفكر الديني الأصولي المتعصب قد أفرزت هذه الظاهرة (ارتداء الحجاب) كسلاح في المعركة متمثلين بدعوة رسول الإسلام بضرورة " مخالفة الكفار" ,في الوقت الذي ظهرت العديد من فتاوى فقهاء إسلاميين معتدلين فصلوا بشكل جلي بين الحجاب كزي ملبوس وبين الدين كفكر وممارسة لا يطلب أكثر من الحشمة في المظهر والملبس ضمن ضوابط المجتمع الذي يعيش المسلم في كنفه .
إن من الطريف القول إن من أوائل المعارضين للتجديد في المجتمعات الشرقية والدعوات إلى اعتماد الزى المعاصر وترك لبس الحجاب والعباءة من قبل المراءة لأنه يرمز إلى تهميش المراءة إنسانيا واعتبارها عورة بالمفهوم المتخلف كانوا هولاء بائعات الهوى بسبب تأثير هذه الدعوى سلبيا على حرية ممارستهم لأنشطتهم اللااخلاقية بشكل مستور.
إن منظمات المجتمع المدني في العالمين الشرقي والغربي مدعوة إلى نبذ هذا التوظيف السياسي لظاهرة الحجاب والرد على المتاجرين بالدين من الجماعات الاصوليية والمتطرفة وإبراز روح التسامح والسلام لجميع الأديان السماوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا يحذر من الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي|#مراسلو_سك


.. في الذكرى 17 لسيطرتها على غزة...حماس تتمسك بـ-الرهائن- ورقة




.. انهيار السلطة الفلسطينية بالحصار المالي الإسرائيلي|#غرفة_الأ


.. انتخابات إيران.. هل يرجح الحرس الثوري كفة قاليباف على حساب ج




.. مساع دبلوماسية لتجنب المواجهات على حدود لبنان|#غرفة_الأخبار