الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرائم الاحتلال لا تقتصر على القتل بالقذائف

سعيد مضيه

2023 / 12 / 4
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


الأمراض على وشك الفتك بالناجين من القذائف في غزة
أوردت جوليا كولوني، الكاتبة في هيئة أحلام عمومية ، في مقالتها المنشورة في 30 نوفمبر / تشرين ثاني، شهادات من جهات دولية وأفراد مختصين بالصحة كلها تؤكد قرب انتشار الأوبئة الفتاكة ، خاصة بالأطفال، نتيجة حصار إسرائيل الذي أضعف المناعة مع ندرة المواد الغذائية ومياه الشرب النقية. طعنت الكاتبة في مصداقية دول الاتحاد الأوروبي إذ قطعت التمويل عن الجهات الفلسطينية بذرائع مختلقة؛ الثقة برعايتها لحقوق الإنسان ضعفت لحد كبير، تقول الكاتبة.



مع فشل "الهدنة الإنسانية" القصيرة بين إسرائيل وحماس في توفير معونة كافية لغزة، فقد حذر المسئولون بالأمم المتحدة هذا الأسبوع من الأمراض يبدأ انتشارها في الحال تقتل من الشعب الفلسطيني أكثر مما تقتله غارات القنابل.
قالت المنظمات الإنسانية قبل أسابيع ان الإغلاق الإسرائيلي المحكم - منع إدخال الوقود والماء والأغذية والكهرباء – من شأنها ان تسبب قريبا جدا أمراضا بالجهاز الهضمي وأمراض التنفس ـ، حيث خدمات النظافة ومعالجة المياه توشك ان تتوقف .
سجلت منظمة الصحة العالمية حتى الآن أكثر من 44000 حالة مرضية بالإسهال و 70000 إصابة حادة بالتنفس في غزة منذ أن بدات إسرائيل قصف القنابل على القطاع في أكتوبر؛ بارتفاع اكثر من مائة ضعف عن المعتاد بإصابات الجهاز الهضمي للأطفال في سن الخامسة فما فوق في بدايات شهر نوفمبر.
وقالت مارغريت هاريس ، الناطقة بلسان منظمة الضحة العالمية ، في موجز بجنيف يوم الثلاثاء (28 نوفمبر) "كل شخص في اي مكان يحتاج الى خدمة صحية عاجلة الآن لأنهم يجوعون، وتنقصهم المياه النظيفة ويعيشون في اماكن مكتظة. ومن حيث الأساس ان كنت مريضا ، وإذا اصيب طفلك بالإسهال ،إذا اصبت بمرض رئوي فلن تتلقى اي [مساعدة]".
وأضافت:"في نهاية الأمر سوف نرى الناس يموتون تباعا من المرض مع هذا النظام الصحي المنهار:.
على السوشيال ميديا كررت منظمة الصحة العالمية الدعوة من أجل وقف إطلاق نار دائم عن طريق التفاوض وتقديم المعونات المستدامة لتسمح لمسئولي الصحة إعادة بناء النظام الطبي المنهار.
من بين36 مستشفى كانت تعمل كليا بالقطاع تعطل 26 (أو ثلاثة أرباع) جراء التدمير من قصف القنابل و عدم القدرة على نقديم الرعاية الطبية للمرضى. بدون إيصال وتوفير الكهرباء عجز الأطباء عن إدارة الآلات الضرورية لتعقيم المعدات الطبية تعقيما كافيا، وهذه بعض من الأضرار المنتظرة.
رغم الهدنة، فقد انقضت سبعة ايام حتى يوم الخميس على الأقل، والوقود لم يصل المستشفيات في شمالي القطاع لتشغيل المولدات، كما صدر عن وزارة الصحة الفلسطينية .
طبيب من مستشفى الشفاء الذي تعرض للغارات الإسرائيلية في بداية نوفمبر، أبلغ اليونيسيف (صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة) ان مخاطر أولية على سلامة الأطفال "تتهددهم من الهواء وباتت تتهددهم كثيرا من على الأرض"، وذلك مع بدء انتشار أمراض الجهاز الهضمي وأمراض التنفس. وقال جيمز إلدر، الناطق بلسان اليونيسيف، يوم الثلاثاء (28نوفمبر) "كان (الطبيب)خائفا بصفته اخنصاصيا طبيا من احتمال الانتشار الوشيك للأمراض هنا وكيف سيدمر صحة الأطفال نظرا لضعف المناعة ونقص الطعام ...يضعفهم بشكل شديد الخطورة".
جيش الاحتلال عرف مراكز قيادة حماس حين كذب حول الشفاء
بصدد المستشفيات في أنحاء القطاع ، قال إلدر في موجز بالفيديو ، " التقيت بعدد من المرضى... هم يعرفون بالضبط ماذا يحتاج اطفالهم ؛ وليس بإمكانهم الحصول على المياه السليمة وهذا ما يقعدهم ".
منذ شهر اكتوبر حذرت المجموعات التابعة للأمم المتحدة ، ومنها أو كسفام، ان منع الحصول على الماء النظيف يشكل خطرا على الصحة العامة أشد فتكا من الأمراض التي بدات تنتشر: احتمال انتشار الكوليرا مثل تلك التي قتلت 97 شخصا على الأقل عام 2022، في سوريا ولبنان.
وأبلغ ريتشارد برينّان، مدير طوارئ إقليمي لمنظمة الصحة العالمية، في شهر أكتوبر ، فضائية الجزيرة ان " من المتصور ان الجرثومة انتقلت الى داخل القطاع ، والظروف مهياة لانتشارها".
وفي يوم الثلاثاء (28 /11)أبلغت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية هيئة الإذاعة البريطانية ان 200 ناقلة من المعونة سمح لها بالعبور كل يوم منذ الهدنة الإنسانية –وهو تحسين على 45 ناقلة كانت تعبر يوميا قبل الهدنة ، لكنها تشكل نصف الكمية التي كانت تعبر الى القطاع قبل 7 اكتوبر لإغاثة 2.3 مليون نسمة يعيشون بالقطاع .
"الحالة غدت أشد خطورة وهذه المعونة مطلوبة بإلحاح وبمزيد الاستعجال"، قال الناطق بلسان الهلال الأحمر الفلسطيني، نيبال فرسخ في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية.
وحذرت امنيستي إنترنشيونال من ان جماعات بالمجتمع الفلسطيني تناضل لخدمة المصابين والمرضى والمهجرين والمصابين من الحرب نظرا لوقف الاتحاد الأوروبي وعدد من دول أوروبا المعونات المالية أو تقييدها، بسبب "مزاعم لا أساس لها بأن التمويل حُوِّل الى ’ منظمات إرهابية‘ أو استخدم في ’التحريض على الكراهية والعنف‘."
ادخل الاتحاد الأوروبي مواد " ضد التحريض" على جميع العقود مع المنظمات غير الحكومية الفلسطينية، أخضعتها لمراقبة طرف ثالث ، حتى وهي تعلن في 21 نوفمبر : لم توجد بينة حتى اليوم على ان الأموال قد حولت لأغراض غير مرسومة".
فقد صرح/ت إيفي غيدييه مدير/ة مكتب المؤسسة الأوروبية لمنظمة امنيستي إنترناشيونال أن "فرض القيود على تمويل المنظمات الفلسطينية ليس إلا إجراء تمييزي وسوف يسكتهم عن طريق إعاقة عملهم الحيوي ومن شانه في المستقبل حرمان الضحية من أي احتمال للوقاية".
وأضاف/ت:" ان مصداقية الدول الأوروبية التي تزعم انها تدافع عن حقوق الإنسان قد ضعفت جراء فشلها في الدعوة الى وقف إطلاق النار وجراء مواصلتها تسليح إسرائيل، وهي تقتل الآلاف من الفلسطينيين بحصانة تامة. وزاد من تدمير مصداقيتها هذه القيود التمييزية ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري


.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج


.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام




.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي