الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شرعنة الشعوذة (الرقية الشرعية و أخواتها)

كوسلا ابشن

2023 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


حكم مؤخرا على "راقي شرعي" بطنجة بخمسة سنوات سجنا نافذا, بتهمة الإعتداء الجنسي على سيدة مؤمنة بالخرافات و الشعوذة, و بتهمة الإحتيال و التعنيف الجسدي لإخراج "عاشقها الجني" من جسدها و روحها.
القاضي حكم على المتهم بإرتكابه جريمة الإعتداء الجنسي و التعنيف الجسدي و ليس لفعل ممارسة الرقية, فالشعوذة المقدسة معترف بها و مشرعنة بنص قرآني, لا تنتقد و لا يحاكم ممارسها. الشعوذة المقدسة (الرقية), بتفسير موقع إسلام ويب: الرقية هي ما إجتمع فيها ثلاثة أمور:
(1- أن تكون بكلام الله أو بأسمائه وصفاته أو المأثور عن صلى الله عليه و سلم.
2- ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية شرطاً وهو أن تكون باللسان العربي وما يعرف معناه, فكل إسم مجهول فليس لأحد أن يرقي به فضلاً عن أن يدعو به ولو عرف معناه لأنه يكره الدعاء بغير العربية.
3- أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى).
فإذا كانت هذه الشروط الثلاثة مجتمعة في الرقية فهي الرقية الشرعية, وقد قال صلى الله عليه وسلم : " لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً ", أخرجه مسلم (2200).
و عن نفس المرجع:
(عند رقية المريض يقول: " بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك, ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك, بسم الله أرقيك " رواه مسلم.
وإذا اشتكى ألماً في جسده يضع يده على موضع الألم ويقول : " بسم الله (ثلاثاً) ويقول: (سبع مرات) : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ". رواه مسلم .
والرقية الشرعية تنفع من العين والسحر والمس وكذا الأمراض العضوية).
الرقية حسب الدجل الإسلامي تنفع لكل الأمراض النفسية و العضوية. الشعوذة المقدسة, لو كان لها القدرة على شفاء الأمراض النفسية و العضوية, لما إحتاج المسلمون الى الطب العصري, و الى المستشفيات و العياداة, و لا تجنب النظام العلوي فضائح المستشفيات التي يغادرها المرضى جثث هامدة, و لا تجنب فضيحة سجن بويا عمر للأمراض النفسية.
إستغلال النظام الرجعي الإستبدادي للنمط التقليدي و التخلف المجتمعي لإعادة إنتاج وتكرار ممارسة الجهل و تكريس المعتقدات الثقافية و الإجتماعية المؤسسة لثقافة الخضوع و الخنوع, و ترسيخ سياسة السلطة المطلقة إعتمادا على المرجع النظري للنص الإسلامي, قول محمد : " لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً " ( رواه مسلم). ترسيخ الخرافات بإسم المقدس, بما فيها ما يسمى بالإعجاز "العلمي", كإنعكاس للواقع الإجتماعي و الثقافي المتخلف لشرعنة الشعوذة المقدسة. الشعوذة أو الرقي الشرعي له أرضية و مبرر في النص الإسلامي, و كل محاولة لفصل النص الإسلامي عن شوائبه و ممارساته الإجتماعية فعل يراد به إعادة هيكلته بشكل آخر لتزييف الوعي و إنتهاك حقوق الإنسان بإسم النص المقدس و شرعية ما يقترفه المشعوذون و الدجالون الرسميون من جرائم بشعة, كما حدث مؤخرا من إختفاء طفل من آيث توزين, عثر عليه فيما بعد جثة هامدة, مقطعة اليدين و الرجلين و حليق الرأس. الحالات الإجرامية من بتر أطراف الضحايا لإستعمالها في السحر و التعذيب الجسدي لإخراج الجن, متكررة و معروفة لدى العامة و لدى السلطة المعنية بقمع الشعب أكثر من العناية ب"آمن" الشعب. كل ما هو مقدس وجب الإيمان به وعدم التشكيك في صحته وضرره و في غالب الأحيان يوجد له مبرر لا يعرض صاحب الشرعية القدسية للمحاسبة, إلا في حالات إستثنائية كما حصل مع المشعوذ المحكوم بخمسة سنوات. القانون الجنائي لا يجرم الشعوذة بشكل صريح, فالفصلين 540 و 609, لا يجرمان فعل الشعوذة بنص صريح, فالمشرع تعامل مع النص بهالة من الضبابية بهدف حماية فعل الشعوذة المقدسة و التستر على إنتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بهذا المقدس الذي قيل عنه أن يكون بكلام الله, أو بأسمائه وصفاته, وباللسان العربي و ليس بغيره. لأن الله ينتمي للعرق العربي و القرآن عربي والمحاسبة يوم القيامة تكون باللسان العربي. الأرض تتكلم عربي و الفضاء يتكلم عربي. هيمنة ثقافة الخرافات و الشعوذة, و تصعيد الهجوم الكولونيالي و آدواته الظلامية و الأحادية و العرقية على ما هو عقلاني و تعددي و تحرري في المجتمع, بهدف إخضاع الشعب كله لإرادته, بسجنه في بنية مغلقة إيمانية لا تفكر و لا تتحرك إلا من خلال النص المتحجر الغيبي الذي أنتج الخرافات و الشعوذة و ناهض العقل و حرية التفكير. إذا لا يمكن النظر الى الشعوذة المقدسة في معزل عن الإطار العام لثقافة الإنحطاط و التنويم الإيديولوجي الذي يمارسه النظام الكولونيالي لخلق قناعة إيمانية لدى الشعب بالخرافات و بالماورائيات و تناهض أفكار التحرر و تناهض التغيير الإجتماعي و الثقافي و السياسي. الإيديولوجية الإسلامية سلاح نظري و عملي, فعال في يد النظام الكولونيالي الذي يوظفها بشكل قسري في تزييف وعي الجماهير المهمشة و محاربة الفكر التحرري و محاربة قوى التغيير الحقيقية, التي من مهامها الضرورية فضح الدور الإرث الفكري الإستعماري المتمثل خاصة في إيديولوجية الغيبيات و الشعوذة المقدسة و فضح دورها في تزييف الوعي الجماعي و الإستلاب الثقافي لصالح النظام الكولونيالي. السلوك الفردي و الجماعي الإيماني بالنص الإسلامي و قداسة الشعوذة (الرقية), سيستمر الدجالون في إرتكاب الجرائم البشعة و الوحشية و بزهق الأرواح و تشويه إجساد الأطفال الأبرياء, قد يقدم أحد المشعوذون للمحاكمة فداءا لمئات الدجالون و خاصة دكاترة الرقية الشرعية ذوي لقب الأشراف الأدارسة و بني عمومتهم العلويون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر