الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسبانيا تدين العدوان على قطاع غزة وتمهد للاعتراف بدولة فلسطين

علي أبوهلال

2023 / 12 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


كشف العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن حقيقة مواقف العديد من الدول الأوروبية، فمنها من بقي متمسكا بمواقفه التقليدية الذي يقوم على أساس المعايير المزدوجة، ومنها من تطور واعترف بدولة فلسطين، وبعضها من تطور نحو الاعلان عن رغبته الاعتراف بدولة فلسطين، وادان العدوان الاسرائيلي، ووصفه بأنه يتعارض مع قواعد القانون الدولي الانساني.
ومن الدول التي تبنت الموقف الأخير اسبانيا، حيث دعا رئيسا وزراء إسبانيا إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، الذي شهد يوم الجمعة 24 نوفمبر/ تشرين الثاني هدوءًا بعد دخول الهدنة الإنسانية المؤقتة، بين حكومة الاحتلال وحركة المقاومة حيّز التنفيذ، عند الساعة السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي، بعد 49 يومًا من الحرب.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز مع نظيره البلجيكي ألكسندر دي كرو، خلال زيارتهما لمعبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، حيث أكد سانشيز على ضرورة استمرار الهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة، داعيًا إلى وقف دائم لإطلاق النار في القطاع، والإفراج عن المزيد من الأسرى. وقال رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ستكون إحدى أولويات حكومته الجديدة. وشدّد رئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو على أن: "وقف إطلاق النار المؤقت في غزة أمر مستحسن، لكن وقف إطلاق النار الدائم هو الهدف النهائي"، وهذا يشكل موقف ايجابي وهام لبلجيكا أيضا.
وكان بيدرو سانشيز قد أكد في تصريحات للصحفيين في مصر، يوم الجمعة أيضا، أنه إذا لم يعترف الاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية، فإن مدريد ستفعل ذلك. وقال رئيس الوزراء الإسباني: "حان الوقت لكي يعترف المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية. إنه أمير قيّم ومهم، يجب أن نفعل ذلك مع الاتحاد الأوروبي". ويشار إلى أن البرلمان الإسباني تبنى بالإجماع تقريبا عام 2014 قرارا غير ملزم يدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية. كما قامت دول أوروبية مثل السويد ومالطا ورومانيا والمجر بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، غير أن الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي لم تقم بهذه الخطوة.
وصدرت عدة مواقف رسمية وشعبية جريئة من اسبانيا تدين العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، حيث أدانت وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية إيوني بيلارا ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة من أفعال قالت إنه يمكن اعتبارها "جريمة حرب وإبادة جماعية مبرمجة". وأكدت بيلارا -في تصريح لها تعليقا على تطورات الأوضاع في قطاع غزة- أن إسرائيل تركت مئات الآلاف من الأشخاص من دون كهرباء ولا طعام ولا ماء، وتقوم بعمليات قصف للمدنيين، مما يعد عقابا جماعيا ينتهك بشكل خطير القانون الدولي الإنساني ويمكن اعتباره جريمة حرب، كما قالت. واتهمت الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية بتشجيع إسرائيل على ممارسة سياسة التفرقة والعنصرية والعدوان التي تنتهك -حسب الوزيرة الإسبانية- حقوق الإنسان بصورة خطيرة.
وخرجت في العاصمة الإسبانية مدريد مظاهرة دعت إليها منظمات مدنية إسبانية وعربية للتنديد بالجرائم الإسرائيلية في غزة. وشارك في المظاهرة ممثلون من التحالف الحكومي الحاكم. كما شهدت المدن الإسبانية العديد من الوقفات الاحتجاجية والمسيرات التي تطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل وتشجب مواقف الاتحاد الأوروبي. ولا تتناغم المواقف الشعبية في إسبانيا وبعض الدول الأوروبية مع مواقف الحكومات في الاتحاد الأوروبي، حيث أكد الأخير ما سمّاه "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وفقا للقانون الدولي"، داعية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى "الإفراج الفوري عن جميع الرهائن دون شروط".
وقد لقيت تصريحات رئيس وزراء اسبانيا وبلجيكا غضبا واسعا من حكومة الاحتلال الاسرائيلي، حيث أدان وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، إيلي كوهين، تصريحات سانشيز ودي كرو ووصفها بـ"المزاعم الكاذبة التي تقدّم الدعم للإرهاب" وفق تعبيره. زاعمًا أن "إسرائيل" تتصرف: "وفق القانون الدولي، وتحارب منظمة إرهابية قاتلة"، في إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وقالت الخارجية الإسرائيلية في تصريح مكتوب، إن كوهين أوعز باستدعاء سفيري إسبانيا وبلجيكا في تل أبيب لـ"إجراء محادثة توبيخ حادة". من جانبه، أدان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تصريحات رئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا اللذين اعتبر أنهما: "لم يحمّلا حماس كامل المسؤولية عن ارتكاب جرائم بحق الإنسانية، وذبح مواطنينا، واستخدام الفلسطينيين دروعًا بشرية"، على حد زعمه.
واستدعى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الجمعة سفيري إسبانيا وبلجيكا في سياق احتجاج رسمي، واتهمهما بـ "دعم الإرهاب". وأعلن وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس عبر التلفزيون الإسباني العام أنه "استدعى السفيرة الإسرائيلية في مدريد لتقديم توضيحات للاتهامات غير المقبولة والزائفة التي وجهتها الحكومة الإسرائيلية لرئيس الوزراء" الإسباني ونظيره البلجيكي.
ان المواقف الاسبانية السياسية الهامة التي تبنته الحكومة الاسبانية ضد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وخاصة أدانة وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية إيوني بيلارا لما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة من أفعال، قالت إنه يمكن اعتبارها "جريمة حرب وإبادة جماعية مبرمجة". وتأكيد رئيس الوزراء الاسباني أنه إذا لم يعترف الاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية، فإن مدريد ستفعل ذلك. وقوله أنه "حان الوقت لكي يعترف المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية، إنه أمير قيّم ومهم". تشكل هذه المواقف تطورا هاما يستحق التقدير، ويشكل نموذجا للدول الأوروبية الأخرى التي لا زالت مترددة في تطوير مواقفها، لتنسجم مع القانون الدولي، ومبادىء العدالة والقيم الانسانية.
* محام ومحاضر جامعي في القانون الدولي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة