الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام الغربي بات حاكي صدى للرواية الإسرائيلية.

أحمد كعودي

2023 / 12 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


في الحرب على الوعي يقول مالكوم إيكس:"إن لم تكن فطنا فأن وسائل الإعلام تجعلك تكره الضحية والجلاد" ،جرت العادة أن يقال أن الغرب محصن بأمبراطورية الأعلامية وموجهة سياسيا لخدمة مصالحه من أهدافه كي وعي الدول والشعوب المارقة لسياسة هيمنته ،فكيف كسر الإعلام البديل والمتواضع للمقاومة هذه المعادلة
لما يغتال الأعلام الغربي "قدسية الخبر والتعليق حر" ويمعن في التلاعب بمحتواه ، يختفي بشكل مطلق الحياد لصالح الرواية الإسرائلية ، حينها يصبح الأعلام "بروباغندا" رخيصة ، فالميثاق الصحفي على حد علمنا يقتضي ما يقتضيه مهنيا ؛ جمع المعلومات والبيانات والصور من مصادرها المختلفة وليس من مصدر واحد وأوحد كما هو الشأن، باعتماد الغرب الرأسمالي على رواية الإعلام للمحتل الإسرائيلي ، بدل التأكد من مصداقيتها قبل نشرها وبثها ، غير ذلك يصبح هذا الإعلام أداة إيديولوجية لخدمة الأجندة السياسية للطرف المتغول ، إعلام موجه و خاضع لصناع القرار في العواصم الغربية ، ، الهدف منه تلميع صورة المعتدي وتوفير الغطاء الصحافي والسياسي له ، ولهذا لم ولن نستغرب من تبني الإعلام الرأسمالي المعولم، مواقف وطروحات الطرف الأمريكي المهيمن وربيبته المدللة " إسرائيل " ؛وتأثير سلطته على توابع التوابع لفضائيات بعض دول العربية المطبعة وقد تكشفت على أنها نسخة معدلة للأعلام العبري ؛ المقصود بذلك فضائيات بعض دول الخليج في استضافتها للإسرائيلين ،ومحاكاة مفردات خطابهم الأعلامي ، للأطروحة الصهيونية في أضاليلها، وتجنب عدم تسمية تلك القنوات الفضائية الأشياء بمسمياتها كالقول:" الحرب بين الطرفين"وذات الشيء نجده في شريط القنوات الإخبارية الأوروبية عامة والفرنسية خاصة -- الحرب بين "إسرائيل وحماس"<< la guerre entre Hamass et israïl »- وبكل وقاحة وصلافة تكثر من الحديث على شاشاتها بالايحاء ، بسيناريو 1982 و انسحاب منظمة التحرير من لبنان تجنبا عما تعتبره تلك الفضائيات إراقة الدماء..! .
ولهذا كل مناصر للقضية الفلسطينية يتابع يصاب بالاشمئزاز على ما تنشره القنوات الأخبارية للغرب،إلا و يقف على سياسة التعتيم الأعلامي على جرائم الكيان الصهيوني ؛ من جرائم الإبادة وتطهير عرقي وتدمير كل ما له علاقة بالحياة كتسوية للبيوت -على رؤوس أصحابها المدنين- ، وتدمير المدارس واستهداف المستشفيات - بغاية منع علاج الجرحى- ، ودور العبادة - بغاية التعتيم عن جرائم العدو ، الملاحظ أن الفضائيات الغربية لا تنقل مشاهد القتل المتعمد للأطفال ؛ خوفا من سقوط أقنعتها في أوساط الرأي العام الداخلي ، تكتفي بإيراد الخبر في أشرطتها وفي منشيطاتها ، لازمة تكرر طيلة 24 ساعة في الأعلام السمعي البصري ؛(الحرب بين إسرائيل وحماس ) الخبر يأتي في كثير من الأحيان بشكل محتشم وتقلل من هول الحدث متشككة أحيانا كثيرة في مصدره الطبي أوالإعلامي الموثق ، لا محيد عن ترديد القنوات الاخبارية لأوروبا وأمريكا الرواية الإسرائيلية ، مما يجعل تلك الفضائيات والصحف الورقية- ذات الانتشار الواسع فاقدة لشرعيتها الصحفية ، بل باتت مجرد حكي صدى أو نسخة طبق الأصل لرواية مخابرة الجيش "الإسرائيلي" ، وبذلك تفقد مصداقيتها أمام الإعلام البديل ، فضائيات كانت أم صحفا ورقية أوقنوات فلسطينية مناصرة للقضية المركزية ؛ او شبكة عنكبوتية مدعمة لحركة التحرر الفلسطينية ، هذه الأخيرة لعبت دورا في التركيز على نقل المجازر ، مخاطبة الضمير الأنساني ونجحت في جلب تعاطفه دولي مع الفلسطينين، بالتركيز على بطولات المقاومة الأسطورية في مواجهة " الجيش الذي لا يقهر" و المدجج بأحدث الترسانة العسكرية الأمريكية ،جيش لا يجيد حسب المراقبين النزهاء، إلا القتل لفشله في تحقيق بنك أهدافه وتعويض خسارته ، بقصفه الأطفال والنساء باستعمال الفسفور الأبيض المحرم دوليا ؛ لأنه أكثر جبنا من الأ رانب على القتال على الأرض ، وقد تأكد ذلك في المواجهة البرية مع فصائل المقاومة المسلحة ؛ لكتائب القسام وكتائب عز الدين القسام وكتائب أبو علي مصطفى .. بأن بات "أهون، من بيت العنكبوت " حسب توصيف السيد نصر الله ، كما لعب الأعلام المضاد رغم إمكانيتة المتواضعة ، تجنيد الرأي العام الإقليمي والدولي ضد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأنسان وفي تعرية هذا الكيان الذي أوهم العالم منذ عقود ، أنه واجهة الغرب الرأسمالي في "الحرية والديمقراطية والمساواة" ، ليكتشف أحرار العالم ، أنه كيان عنصري وإحلالي ووحش لا يجيد إلا البطش بالمدنين ولا يقيم أي اعتبار للمواثيق الدولية والخطوط الحمر المتعارف عليها في قواعد الاشتباك.
ولهذا تعمدت" إسرائيل " للتغطية على هزائمها اغتيال الصحافة المقاومة وقد وثقت هذه الأخيرة ، لجرائمه المرتكبة في غزة والضفة ؛ بالصوت والصورة ، وهذا ما يفسر محاولتها ، للتغطية على جرائمه ، بمنع دخول الصحافة الأجنبية ، كما أحالت دولة الاحتلال ، دون المفرج عنهم في صفقة التبادل من الأقتراب من وسائل الإعلام وأصرت فاشيته ، تصفية الأصوات الإعلامية التي تركته دون تبان عاريا أمام شعوب العالم ، ما ينهاز سبعون صحافيا ، على حد قول الكاتب اللبناني مصطفى حمدان :" قضوا قربانا على مذبحة الحرية" لقيامهم بمهامهم الصحافية ، في نقل المعانات الإنسانية في غزة ، والختم بقول بليغ للأمين العام للمؤتمر القومي صبحي صباحي أثناء حضوره تأبين قناة "الميدان "اللبنانية الشهيدة فرح و ربيع ومرافقهما، الثلاثاء الماضي :"علينا ان نحرص على هذا النصر من ألاعيب السياسية وألا يفرغ من محتواه كما وقع في نصر 1973 " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية