الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (8)

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 12 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


العلة القريبة هي العلة الحقيقية. سقراط/ المنطق.

"الولايات المتحدة هي الأمة الأساسية".
بهذه الجملة المحمولة على الهوية؛ بتعريف يحاصر المعنى بمطلق الحقائق؛ لن يجادل فيها أحد. فهي ذائعة في الظاهر و ليست ذائعة على الحقيقة.بايدن من موقعه؛ كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية؛ يتابع في مقاله/ التقرير إصدار قناعته؛ بلبوس القواعد؛ و قد أضحت يقينا؛ غنيا عن البيان بحصر العبارة؛ و لا يماري فيها إلا ناكر لما تبوأته أمريكا.
فهي الأس و الجوهر؛ و الباقي صورة في عالق الأذهان تتشكل. برهان التابع لا الفاعل في الهوية المحايثة لذاتها. و بقياس مغالط: في العالم جوهر و نحن من هذا العالم. فنحن جوهره.
و إن كان التقرير حاد على وجه الجوهر؛ فقد غيب استفهام الكم و سؤال الكيف؛ و ذاك محال. فقد حصرت الماهية بغير مزيد تفصيل. إلا ما كان عنادا من لم يقتنع يوما بأن ما قرر بات مسلما به؛ يصادر حق الطعن في أولياته.
و لك أن تسوق بالصدد عطفا على سؤال الماهية. ما هو حاصل في تمظهراتها. أمريكا دون غيرها في العالم. كيف بالغلبة؛ صارت لها؟ و لم الآخرين من هذا الحق في إقصاء لا يرتفع؟ و هل في الجوهر امتياز لأمريكا عن غيرها؟ فما رهاناته؟ أم أن غيرها فاقد لأهلية تبؤ مكانة الجوهر و المنافسة عليه؟ أم ما حصلته أمريكا غفلة من التاريخ؛ و لن يتكرر؟. و لما حصل لزم صونه بالقهر و العسف. أم أن العالم في نظر أمريكا لا يقبل التعدد؛ فقد حدته و لم يبق مجال لمزيد.
و ليس حاضرا على البديهة أن يغدو للجوهر أجزاء مكونة. تشمل الجميع. من حيث المزمع التحقيق و الانجاز؛ من غير إقصاء . بحاصل إننا إنما ننظر بأن نقبل شيئا فينا ؛ لا بأن ندفع شيئا منا.
هذه العمومية المحايثة تجعل التعريف يسبح في فضاء وهمي من الاكتمال. مفارق لنسبية الرؤى ومحدودية البؤر وتعددية المنظورات. و كأن سيرورة تاريخ توقفت هنا و الآن؛ خانعة ذليلة أمام غطرسة أمريكا. ( نهاية التاريخ/فوكوياما)
و لن نعدم سانحة من الزمن؛ حتى يطلع علينا التاريخ الكاشف بما وقف عليه الجميع من حال أمريكا؛ و ما عملوا عليه من تهجين و إنكار. أقصى تمظهراته طمس هويات الساكن الأصيل. و هجرات متعاقبة بجشع النهب و المال. حتى بات ذلك منهم جبلة؛ تريد كل من يشاركها المعمور؛ أن يدين لها؛ و يعمل وفقه بالولاء تارة و بقوة الحديد و النار طورا؛ فقد صادرت حقوقا بهويات مزيفة مؤسطرة و باتت جوهرا بعد أن كانت عرضا.و على الآخرين أن يحفظوا لها في وعيهم الشقي التشكل الموهوم كدولة أمة. و يبقوا أسرى لصورة نمطية تحرمهم إرادة الكون و التحقق.
و بلفتة خاطفة لا تنكر عن بايدن استشعاره المرجف؛ فما لاح من نتائج استطلاع للرأي ؛ (5 نونبر 2023). أظهر أن المرشح الجمهوري الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية المقبلة هو الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يتقدّم على الرئيس بايدن؛ الذي انخفضت شعبيته؛ جراء ميله كل الميل مناصرا للكيان الغاصب و بات رئيس تلك الأمة الأساس ناطقا باسم مجلسه العسكري؛ و شاهدا على أجندة التهجير و الإبادة.
بايدن رام قدح الشرارة التي يعمل عليها خصمه ترامب بشعار "أمريكا أولا"عندما تولى السلطة في أميركا عام 2017، ويعني الاهتمام بالشؤون الأميركية الداخلية أكثر من ذي قبل، وأدت تلك السياسة إلى انعزال واشنطن نوعا ما عن الملفات الدولية.
ولكن مع تولي بايدن السلطة، تغير الشعار السياسي في الولايات المتحدة، ورفع الرئيس الجديد "أميركا عادت" أي أن الولايات المتحدة عادت إلى الانخراط أكثر من السابق في قضايا العالم. أما بايدن فشعاره ظرفا قبل الانتخابات القادمة لن يراوح "أمريكا أساسا". حتى لا يبقى محط نظر.
أما سؤال الأمة فحامله استبطان و إحلال أتى على إبادة حق شعب أصيل، و باتت الأمة الأمريكية تغذيها الهجرات المبرمجة؛ المطلوبة في ذاتها. و الراغبون فيها يرعونها من كل فج عمق. لذا استشرفت إدارة بايدن شرخا يتسع؛ لا قبل لهم بلحمه؛ فلزم التعجيل بنحت شعار صاخب لرأب الصدع الآمة.
"نحن نحشد الحلفاء والشركاء للوقوف في وجه المعتدين وإحراز تقدم نحو مستقبل أكثر إشراقا وسلاما".
لم يكن مستبعدا أن يغيب هذا التوجه من رئيس أمة طرحها كأس في العالم؛ فالتحالفات محايثة لأي خطوة تأتيها أمريكا سلبا أو إيجابا؛ من موقع ضرورة الحاجة لرعاية الأحلاف و دعمها و إسنادها بالسلاح و تعضيد مكانتها عالميا. و البحث عن جديد التحالفات قبل أن تجد نفسها أمام لمة مناوئة؛ تنزع عنها مكانتها في الريادة؛ و هي المنتشية إلى حدود الاعتلال غرورا؛ بعد انهيار المعسكر الشرقي؛ و خوضها حربا باردة مكلفة.
لكن إحراز تقدم؛ مسالة فيها نظر؛ سرعان ما يتبخر سنده الداعم؛ لما ترى أمريكا أن توابعها بالتحالف ينأون بمصالحهم عما خطط له؛ أو بات في نطاق أجندة تخدم بالأساس أمريكا. فحال الولايات المتحدة من النفعية لا يبقيها على حال راس؛ تحفظ به الولاء أو العهد أمدا. بل ستتخلى عنه في أول عطفة؛ تشوفها غير مساوقة لمصالحها الآنية. فتضرب صفحا. و تتابع المسير.
و لم يكن هذا سقفا لحد بايدن؛ و أن يرعى باحتفاء ما تريده أمريكا بقيادتها؛ فزعيمها يهيئ للعالم مفاجأة من العيار الثقيل.حيث قال مازحا، خلال محادثة مع عمال مصنع أمريكي لبناء مراوح توليد الطاقة بالرياح، و هو يشير إلى جهاز في يد أحد العمال:
"جندي مشاة البحرية الخاص بي يرتدي شيئا مشابها، ولديه رمز لتفجير العالم".
بايدن، في وقت لاحق أوضح ، أنه كان يشير إلى الأسلحة النووية.
صحيفة "نيويورك بوست"، اعتبرت دعابة رئيس أمريكا غير مناسبة، وعلّقت، قائلة:
"إذا كان الرئيس بايدن يحاول إلقاء مزحة، فقد فشل".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير