الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم العربي...فيك، فيك، فيك.

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2023 / 12 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


هل نقرأ؟ وإذا قرأنا ماذا نقرأ؟
كتابنا لا يقرؤون وخذ الدليل من كتاباتهم، الروائي لا يقرأ بل يكتب وعينه على النشر، الناقد لا يقرأ بدليل ضحالته أو هيامه بقصص قصيرة لمبتدئين حتى لا يغرق ببحرٍ أعمق من تحمله. محللينا والباحثين وضيوف القنوات الفضائيّة العربية المُدجَنة والناشطة بخط الدولة وما يملى عليها هم لا يقرؤون ولا يتابعون بقدر ما يهمهم بالظهور على شاشات صغيرة لا تقول الحقيقة بل كل ما يصدر عنها فيك، فيك، فيك. حتى نبذنا العالم وسخر منا.
لا استثناءات بذلك العالم الفيك، إلا لمن تسوِّل له نفسه بالخروج من الطابور وخرق المحظور والتحلي بجرأةٍ غير مسبوقة لا تسمعها إلا من خارج السرب، فالكاتب محظور بقوة ذاتية لدى البهائم من القراءة حتى لو كُدس برفوف المكتبات فالكتاب الذي لا يتصدر الترهات لا يمضي يومًا واحد يتنزه بعقل القارئ الذي اختار السلامة العقلية!! على المجازفة، ولذا ترتع المكتبات بالقصص القصيرة وقصائد النبط وبدائيات الكتابة فثمة قوة خفيّة في الرأس تردع القارئ العربي من كسر الجرة والخروج منها، فالفقاعة تحميه من صداع القراءة فتراه يختار الترهات ولو اكتفى بالجهالة لكان بذلك أنقى من قراءة المجارير.
حتى النقاد لا يجرؤن على فعل القراءة، والمحللون لا يتابعون ما يصدر من الأعداء!! فيكتفون بما يقدم لهم على مائدة الأصدقاء في الدولة وما تفضله القنوات الفضائيّة المبنية على فيك، فيك، فيك.
في مسابقات عالم النشر والابداع يتم اختيار لجان تحكيم من أولئك الذين لا يقرؤون، وينعكس ذلك على التقارير التي يصدرونها ويتجرعها المتصدر للقمة الهرميّة ويصدر فرمانه بالإعلان عنها وينتهي المولد ليبدأ آخر وكل سنة وثقافتنا وإبداعنا فيك، فيك، فيك، حتى ترجماتنا لم تسلم من الفيك لأن الاختيار يتم على أساس لا تظهر فضائحنا ونتعرّى للخارج وتظلّ في محيطنا بحماية عالمنا القائم من أساسه على الحقيقة الوحيدة الصادقة وهي كل شيء يبدأ من الثقافة والسياسة والتحليل والمحللين والكتاب والنقاد وما يصدر بغالبيته، فيك، فيك، فيك. باختصار نحن من اختار هذه القاعدة بإرادتنا لأننا لم نطق ولا نتحمل حرية التعبير، ولا نؤمن بأن العالم تغيّر ونحن بمكاننا فيك، فيك، فيك...يبدو أنه طاب لنا المقام بهذا العالم الفيك. يا له من عالمٍ جميل رائع على حد تعبير المغني لويس ارمسترونغ!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات