الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورم الجنس (مقال)

نور فهمي
كاتبة

(Noor Fahmy)

2023 / 12 / 5
العلاقات الجنسية والاسرية


"بعض أشكال التبتل الهوسى، والتعفف الوسواسى، والنفور المفرط من الجنس حد التقزز؛ ليست فى حقيقتها سوى نوع من الفعل العكسى "لهوس إدمان دفين"، حتى وإن انطلق فى بعض الأحيان من قناع الأخلاقية والصوابية والمثالية الاستعلائية"
من كتاب( ممتلىء بالفراغ)
فعلى حد قول الكاتب؛ الهوس والنفور وجهان "لعملة واحدة"!

قد يبدو لنا الشكل الخارجى للمرء فى غاية التحفظ!!
أما الحقيقة المستترة؛ فولعه الشديد"بالجنس"، وبأشكاله،
أمثال: الدعاة المهووسين بالمرأة وتغطيتها، الصائحين فى المنابر والبرامج بضرورة الحجاب وحتى النقاب، الداعين للزواج بامرأة بل وباربعة دون الالتفات لقيم المودة والرحمة التى تقوم عليها العلاقة الزوجية، بل والذين يزوجون الفتيات ما ان يستطيع جسدها "الوطأ"(على حد وصفهم) اى ما ان يستطيع جسدها احتمال(العلاقة الجنسية )دونما النظر لمشاعرها وتكوينها النفسى، ومستواها الإدراكى؛ الذى لن يتحمل اطلاقا عبء الحياة الزوجية ومسؤولياتها وتبعاتها من حمل وولادة ورضاعة وتربية أطفال!
وغرضهم الوحيد فى ذلك فقط
هو تلبية" احتياج جنسى ملح" للرجل، لا اكثر ولا اقل !!
كذلك من الأمثلة الصريحة والمتكررة " للهوس الجنسى" رفض المصافحة بالايدى،
،فما الجرم او الحرمانية فى "المصافحة" ؟! فى السلام؟!
هل تثيركم (جنسيا)ملامسة اصابع الجنس الآخر لهذا الحد؟! (خطابى موجه هنا للمرأة وللرجل على حد سواء)
هل تعدون المصافحة شكل من اشكال الممارسة الجنسية؛
(خطيئة )وجب الامتناع عنها؟!
حقا ما هو مبرركم؟! اذا كانت نواياكم طيبة لهذا الحد؟!

الأمر ليس مقتصرا على دعاة الدين فقط،
بل ايضا على بعض دعاة التنوير "المزيفين" الذى يكمن كل همهم فى "تعريتها"، بالدعوة طوال الوقت للتحرر من الملابس دون التركيز على أى بنود أخرى للحرية! وكأن المرأة مجرد(مهيج جنسى) للطرفين!!
منتهى الرخص..منتهى التدنى!!

كذلك من امثلة الهوس المرضى بالجنس هو ؛( الخجل الشديد) عند التعامل مع الجنس الآخر
والذى نعتبره نحن كمجتمع شرقى نمطا من انماط( التعفف) رغم انه لا يدل فى حقيقته؛ الا على تربية منغلقة سواء فى البيت او فى المدرسه !!
فحينما تم فصل البنبن والبنات فى سن معينة؛ كان ذلك وحده كفيلا بجعلهم عرضة (للهوس الجنسى)؛ فكأنما تقول للولد لا يمكن ان تتعامل مع الجنس الآخر كإنسان بل؛ كمحرك "جنسى وشهوة" فقط، فاذا اجتمعتما بالضرورة ان تتم "علاقة جنسية" بينكما، لذلك نمنعكم من "الاختلاط"!!
ويتغاضوا حينها عن امكانية حدوث مناقشة فكرية او وجدانية او حتى علاقة انسانية!!
يتم تلقينهم منذ الصغر : ان علاقة الرجل بالمرأة هى علاقة "حيوان بحيوان"؛ لا علاقة "انسان بإنسان"
علاقة جنسية فقط ..لا مكان للعقل فيها ولا للإنسانيات !

المرحلة التالية التى يلجأ لها هؤلاء مع المرأة والتى اعدها الأخطر على الإطلاق:
هى( الإسقاط )؛ وهى حيلة دفاعية نفسية، يلجأ لها الشخص ليتخلص من المشاعر والذنوب والافكار الخاصة به ويسقطها على الآخرين حتى تخف من احساسه بالذنب(د/محمد طه_استشارى الطب النفسى)

بعض الامثلة الواضحة؛ من الحياة اليومية والمتكررة على لسان الرجال (شبابهم وكهولهم):
"اكيد هى لابسة كده عشان تغرى الرجالة"
"هى اللى عايزة تتعاكس"
دونما النظر لطبيعتها (كأنثى) ترغب فى التجمل حتى وان كان عمرها لا يتعدى ثلاث سنوات، حينما تكون وحدها فى غرفة نومها امام المرآة، او حتى فى
( تجمع نسائى)؛ كليلة(الحنة) والذى لا يكون اطلاقا فى حضرة الرجال!
المبرر الأعنف والأفجر حينما يغتصب احدهم فتاة و يبرر فعلته وكذلك من حوله من الذكوريين(اناثا وذكورا):
(اصل لبسها استفزنى)"
فى لحظة، يستطيع اسقاط التهمة كلها على المرأة !!
اى ايماءة او حتى سلام عابر سيفسره
هذا الكائن الشهوانى" بنصفه السفلى" كالحيوان تماما
مع انه مجرد تغطية لمشاعر الرغبة التى تكمن داخله هو تجاه المرأة، وليس لها ادنى ذنب فى ذلك!!
كأنه على نفس الدرجة من الوعى التى تكون عند الحيوان تماما ، قبل التهام فريسته؛ فهو يتحرك بناء على غريزته وشهوته،
وهذا يجعلنا نطبق عليه تلقائيا، ما يطبق على الحيوان فى هذه الحالة؛ يعنى ان نكمم فاهه ونسوقه الى الغابة يحيا بقوانينها ويلتهم ما شاء هناك من الفرائس !!
فى فيلم (يوم للستات) نرى نموذجا واضحا للاسقاط من خلال شخصية (على)
الشاب"لمستشيخ"؛
فحينما رفضت (عزة) ان تقيم علاقة جنسية معه؛ وفرت هاربة منه؛ ضربها، وادعى امام الناس انه يضربها لانها ساقطة"، ووجب تأديبها!
رغم انه من تهجم عليها وحاول اغتصابها!!
لم يكتفى بذلك ولكنه اشار بأصابع الاتهام تجاه كل الملتفين، المتفرجين؛ فهذا "سكرى ونسونجى" من وجهة نظره، وهذه "منحلة"؛ وهذا "فاسد" وذاك "داعر"؛ رغم انه هو شخصيا مجموع كل هذه التهم،
لكنه لم يحتمل حقيقة ذلك!!
فتم اسقاطها على من حوله واتهامهم بدلا عن مواجهة نفسه ومحاسبتها.

اما عن الوجه الآخر الظالم أيضا رغم "ظاهره المنصف"
هو تعامل البعض مع المرأة" كقدسية"، وهو من وجهة نظرى؛ (ظلم) وليس تكريم او انصاف.
عزيزى؛ اذا تعاملت مع المرأة (كقديسة) مع اول ذنب ستقترفه "كأى انسان"، ستتحول فى نظرك الى (شيطان رجيم) وجب رجمه وسحقه والخلاص منه!
لأن عكس القدسية او الطهارة هو"الدنس"
اذا تعاملت مع المرأة انها ملاك؛ لا تخطئ ولا تذنب بل ولا "تحتاج"؛ سترى مثلا فى زواجها بعد طلاقها او رحيل زوجها "جرم"؛ فمن وجهة نظرك القديس ليس له احتياجات عاطفية ولا جنسية؛ فكيف تحتاج الملائكة إلى هذه الأمور، مثلما نحتاج نحن البشر؟!
حتى لو كان "بالحلال"
تجسد شخصية مريم فى مسلسل (حكايات بنات) هذه الحالة حيث تحاول ان تتحدث مع زوجها عن احتياجاتها الجنسية؛ فيصدم الزوج صدمة كبيرة،
لان من وجهة نظره، لا يجوز ان تتحدث المرأة عن هذه الأمور اطلاقا ولا حتى مع زوجها؛ وان فعلت يشك فى اخلاقها وسلوكها بل وتربيتها من الأساس!!
ردة فعل غريبة وغير منطقية؛ لا يبررها الا النظام المجتمعى بهواجسه المريضة، وفرض مفاهيمه المغلوطة عن الحياة عامة وعن الجنس خاصة!
وكذلك فى مسلسل (سره الباتع) حيث نرى شخصية
(سارة ) المستنيرة والمتحررة، التى تتحمل مسؤولية اختياراتها وقرارتها بل وتبادر فى التغيير الإيجابى، لمجتمعها ووطنها،
اصطحبت معها صديقها(حامد) فى احدى المشاهد الى غرفة نومها؛ فانتابته صدمة كما انتابتك الآن وانت تقرأ سطورى؛
فى (مشهد كوميدى)ظن هو كما يظن الأغلبية؛ انها تسعى لعلاقة معه، لأن اول ما خطر على باله فى غرفة النوم هو "الفراش"
وذاك بسبب خلفيته الثقافية والبيئية التى نشأ فيها؛
أما هى؛ فكل ما ارادته ان تريه بعض الاوراق وتتحدث معه عن سر هام، لا علاقة له بالفراش، لا من قريب ولا من بعيد!!
فأين يكمن العيب ؟ فى تصرفها العفوى والإنسانى؟! ام فى عقله الحيوانى القاصر؟!
وعلى من نشير بأصابع الاتهام؟!
على الرجل المتشبعة عروقه بالجنس؟!
ام المجتمع الذى نشأ فيه وجعله يظن أن أى امرأة؛هى مجرد وعاء جنسى يفرغ فيه طاقته الفائضة، وأى اتصال بينهما لم ولن يكون الا فى هذا الإطار؟!
هل نلوم الرجال وحدهم؟! ام النساء (المربيات)؟!
ام المجتمع كله"رجالا ونساءا!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -هفرين السلام تسير على خطاها آلاف النساء-


.. ناشطات تدعين النساء للمشاركة في مراقبة الانتخابات البلدية




.. افتتاح اول فرع لمتجر جينا للأحذية النسائية بمجمع مراسي جالير


.. الناشطة النسوية نبيلة حمزة




.. اخصائية في علم الاجتماع لطيفة تاجوري