الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشهدان ما بين غزة والقرآن

صوت الانتفاضة

2023 / 12 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


عندما أقدم شخص ما على حرق القرآن امام الناس وبنقل مباشر في السويد قامت الدينا ولم تقعد، تظاهرات واحتجاجات غاضبة، وصلت لحرق السفارة السويدية وطرد العاملين فيها، وتم قطع العلاقات الدبلوماسية، وعقدت اجتماعات لقادة الدول "العربية والإسلامية"، والتنديد والشجب والاستنكار قائم لم يتوقف، وهددت بعض الدول بقطع العلاقات مع السويد، ودول أخرى استقدمت السفراء السويديين، وشعوب كثيرة قاطعت البضائع السويدية؛ شكلت تلك الحادثة عاصفة احتجاج هائلة.

في اليوم السابع والخمسين من حرب إسرائيل وامريكا والغرب على غزة، وصل عدد الضحايا فيها الى 16 ألف، نصفهم أطفال وخدج، وعشرات الالاف من الجرحى، ومثلهم مدفونون تحت الأنقاض، والقصف الهمجي والبربري مستمر، واعداد الضحايا تزداد كل اليوم، والمأساة تكبر كل اليوم، ميلون ونصف المليون نازح يفترشون الأرض، بلا مأوى، بهذا الطقس البارد، جوع وعطش وخوف، ظلام دامس وحالك، وانقطاع عن العالم، لا أحد يسمع اوجاعهم او صراخهم، هم وحدهم في حلبة الصراع، ومعهم وحوش تفترسهم شيئا فشيئا، وسوف تقضي عليهم كلهم.

كل تلك المأساة التي تحدث امام الاعين، وبنقل مباشر لعمليات القتل ووالابادة، ولم نرى تجمعا امام سفارة، ولم نرى غاضبين يحرقون سفارة، ولم نسمع تهديدا بقطع العلاقات، كل ما رأيناه صلوات جمع شكلية هنا وهناك، واجتماعات سخيفة ومكررة وروتينية هنا وهناك، لا يوجد موقف حقيقي وجاد.

يحرق كتاب، تقوم الدنيا، كاريكاتير في مجلة، تقوم الدنيا، يؤلف أحدهم كتاب، تقوم الدنيا، يٌتنقد رجل دين ما، تقوم الدنيا؛ لكن تدمر مدينة، تباد مدينة، تهجر مدينة، تنام الدينا.
طارق فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الرياض.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والس


.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا




.. واشنطن تحذر من -مذبحة- وشيكة في مدينة الفاشر السودانية


.. مصر: -خليها تعفن-.. حملة لمقاطعة شراء الأسماك في بور سعيد




.. مصر متفائلة وتنتظر الرد على النسخة المعدلة لاقتراح الهدنة في