الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة من تسعة سجناء في سجن أفين بإيران : مسؤوليّتنا في ما يتعلّق بعذابات الشعوب الأخرى

شادي الشماوي

2023 / 12 / 6
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


من الحملة الإستعجاليّة العالميّة لتحرير السجناء السياسيّين في إيران الآن(IEC )
جريدة " الثورة " عدد831 ، 4 ديسمبر 2023
https://revcom.us/en/letter-9-prisoners-evin-prisonour-responsibility-concerning-suffering-others

ملاحظة ناشر موقع revcom.us : هذه الرسالة من تسعة سجناء في سجن أفين الشهير في إيران كان يتمّ تداولها على نطاق واسع على وسائل الإتّصال الاجتماعي منذ صدورهابما في ذلك من قبل الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماويّ ) و جمعيّة " أحرقوا القفص / أطلقوا سراح العصفور " في أوروبا ، و اللجنة الإستعجاليّة العالميّة لتحرير السجناء السياسيّين في إيران الآن ( IEC). و تمّت ترجمة الرسالة من الفارسيّة بفضل متطوّعين من اللجنة الإستعجاليّة العالميّة لتحرير السجناء السياسيّين في إيران الآن . بعض التعديلات الطفيفة و الكلمات بين معقّفين و هوامش أضافها المرتجمون من أجل الوضوح . و النصّ الكامل صدر عن قناة تلغرام الرسميّة ل نقابة العمّالفى طهران و شركة حافلات الضواحي ( Syndicate of Workers at Tehran and Suburbs Bus Company) .
----------------------
هنا في السجن ، ضمن السجناء السياسيّين ، هناك بعض الذين خاطروا بحياتهم في السنة الماضية للمطالبة بالحرّية و بوضع نهاية للتمييز . لكن الآن ، تجاه افبادة الجماعيّة للفلسطينيّين في حرب غير عادلة أصلا من حكومة إسرائيل ، يقولون [ أشياء من مثل [ : " أتمنّى أن تقتل إسرائيل المزيد منهم " ، و " نأمل أن تقضى عليهم إسرائيل بقنبلة نوويّة ، حتّى يتنفّس الصعداء ". و يقول البعض حتّى : " آمل أن يوجّهوا ضربات إلى رأس الأفعى في طهران ، كذلك " . كم هو تافه بالنسبة إلى الذين يقاتلون سجنهم ذاته أن ينتهوا إلى القتال من أجل تحطيمهم الذاتي (1 ).
الحرب أمر يباركه الحكّام الرجعيّون . بالضبط مثل الحرب الإيرانيّة – العراقيّة التي دامت ثماني سنوات في ثمانينات القرن العشرين و التي ساعدت على إستقرار الحكم في إيران و عبّدت الطريق لإعدام آلاف السجناء السياسيّين . هذا النظام [ جمهوريّة إيران الإسلاميّة ] التي قتلت آلاف الأطفال و المراهقين في السنوات السابقة و في السنة الماضية [ أثناء حركة " المرأة ، الحياة ، الحرّية " ] يحاول الآن إخفاء طبيعته الرجعيّة بتقديم نفسه كمدافع عن الشعب الفلسطيني .
و لئن إتّسع نطاق هذه الحرب ، قد توفّر للنظام ذريعة لإستخدام حتّى المزيد من العنف لقمع المحتجّين و السجناء السياسيّين و الحركات العمّاليّة و العمّال و الطلبة و الأقلّيات الدينيّة مثل الجماعة البهائيّة و حتّى توسيع هجماتهم ضد حركة " المرأة، الحياة ، الحرّية " .
إضافة إلى النظام الحاكم ، وُجدت على الدوام حركات يمينيّة متطرّفة [ فاشيّة ] تودّ إستخدام الهجمات العسكريّة و القصف ل " تصدير الديمقراطيّة " [ إلى إيران ] . و هؤلاء الناس يبحثون عن الحصول على حصّة [ من الغنائم ] بعد تحطيم البنية التحتيّة للمجتمع بالهجمات العسكريّة للغرب – كما لو أنّهم لم يتعلّموا أي شيء من تجربة العقدين الماضيين في أفغانستان و العراق . في أوج حركة " المرأة ، الحياة ، الحرّية " علّق هؤلاء الناس آمالهم على الحصول على المساندة من إسرائيل و الغرب ، و هم يحاولون إسترضاءهم في الحرب الجارية .
لكن اللامبالاة تجاه الحرب و الإبادة الجماعيّة في فلسطين – و ربّما تمنّى هجوم عسكريّ على إيران – مستشرية أكثر من مجرّد بعض القوى المتطرّفة .
و رسالتنا هي التالية :
ببساطة لا يمكن أن نغطّي على هذه الحرب المعقّدة و اللامتوازنة المخاضة ضد الشعب الفلسطيني بتبرير نبذنا للحكومة الإيرانيّة و سياساتها التدميريّة و حروبها [ في المنطقة ] ، ليس بوسعنا أن نغلق أعيننا عن ما يمثّل إبادة جماعيّة بالمعنى التام للكلمة : " نيّة القضاء الكامل أو الجزئي على مجموعة قوميّة أو إثنيّة أو عرقيّة أو دينيّة ، لمجرّد طبيعتها ذاتها " . و لا يمكن التغاضي عن دعاية وسائل الإعلام – الإحتكارات .
إنّ المفارقة التي تقدّم لنا حماس أو إسرائيل ، التدخّل العسكري أم تواصل الوضع السائد – لا توفّر سوى الخيار بين السيّئ و الأسوأ . طالما ننظر فقط في الخيارات التي يقدّمها لنا الحكّام ، بدلا من إيجاد طريقنا الخاص إلى الأمام ، لا يمكن أن تكون النتيجة سوى سيّئ أم أسوأ .
الواقع هو أنّنا [ في إيران ] كان لدينا تاريخ ضعيف من الحركات الإحتجاجيّة المناهضة للحرب . و رغم أنّ التيّارات و الحركات المساواتيّة بشعارات مثل " خبز ، عمل ، حرّية " إتّخذت مواقفا واضحة مناهضة للحرب ، لم نستطع أن نربط النضال ضد الإضطهاد و الإستغلال و التمييز مع النضال ضد الحرب و مشعلى الحرب .
في السنوات السابقة ، شعار " لا غزّة و لا لبنان " سمعناه من بعض القوى .(2) و قد إستخلص هؤلاء الناس أنّ وضع بؤسهم الخاص ناجم عن إنفاق الحكومة للموارد على التدخّلات في المنطقة . لكن في الواقع ، موّل النظام هذه التدخّلات لإسناد هذه القوى الرجعيّة في المنطقة فقط ليحافظ على مصالحه الخاصة و توفير الاستقرار لها ، ليس خدمة لهذه البلدان التي يتداخل معها أو يهيمن عليها . و بالتالى ، قلّص هذه التدخّلات التاريخ الثريّ للنضال الاجتماعي و السياسي للجماهير الشعبيّة في فلسطين إلى رمي بضعة قنابل الروكات من قبل حماس ، و القسم الذى إضطلعت به قوى شعبيّة تقدّميّة فلسطينيّة أخرى يجرى الإستخفاف به و محوه .
لكن هذا الغطاء الرجعيّ قد ولّد وحشا داخله ، وحش اللامبالاة بعذابات الشعوب الأخرى – كما لو أنّ إشعال الحرب و إقتراف المذابح أمر سيّئ فقط حينما تسقط القنابل على رأسى [ و التفكير في ] : " لا أهتمّ لما يحدث في غزّة ! " ، " لا أهتمّ لما يحدث للبالوشستان و كردستان ! " " مهما حدث للمهاجرين من أفغانستان و للنساء و للعمّال و أشباه العاطلين عن العمل ، للناس الذين يعيشون في مدن الصفيح ! ... لا أحتجّ إلاّ عندما يقع الهجوم عليّ أنا أو على أناس من أوساطى الخاصّة ".
و هذا الوحش سيكون كعب أخيل في حركتنا الثوريّة . في أرض لغاتها متعدّدة و دياناتها متعدّدة و خطوط تصدّع و تداخل إضطهادات ، و في إرتباط وثيق مع كادحين و مضطهَدين في المنطقة ، و لامبالاة إزاء عذابات الآخرين سيعزّز هيمنة القوى الحاكمة [ الرجعيّة ] و تصبح عائقا لأيّة إمكانيّة للتغيير [ من أجل عالم أفضل ] .
و راهنا ، العدوّ الأقوى لهذا الوحش هو الوعي و التصميم لدي الشعوب في الشرق الأوسط الذى تمظهر في شعار " المرأة، الحياة ، الحرّية " مؤوّل على أنّه يشمل دعم الكرامة الإنسانيّة و مكافحة التمييزو الأبارتايد / الفصل العنصري مهما كان شكله .
و بالتعويل على هذا الشعار ، بوسعنا أن نقاتل الأصوليّة الدينيّة بأيّ شكل كانت ، سواء كانت حماس أم إسرائيل . يمكن أن نحدّد خطوط التمايز على نحو تكون فيه حماس و إسرائيل إلى جانب القوى الإمبرياليّة التي تدعمهما في جانب ، و الحركات التقدّميّة الإجتماعيّة و النقابيّة و النسويّة ... و القتال من أجل الحرّية و المساواة في الجانب الآخر .
لا تبالى الحكومات بعذابات الناس و يمكن للحروب أن تحرف و تصبح عائقا أمام الحركات الشعبيّة و الثوريّة . و من ثمّة، مقاربتنا هي أن نتقدّم بنشاط بجناح معادى للحرب في قلب الحركة الثوريّة ل " المرأة ، الحياة ، الحرّية " – بينما في الوقت نفسه ندين الإبادة الجماعيّة التي تقترفها إسرائيل و دوس إنسانيّة الشعب الفلسطيني، و ندين الطبيعة الرجعيّة لحماس و كيف تستخدم هؤلاء الناس ذاتهم [ كوسائل لبلوغ أهدافها ] ، و التنديد بالحكومات في المنطقة التي تساند [ حماس ] ، و ندين المموّلين الإمبرياليّين الذين يستفيدون من هذه الحرب العنيفة .
تاريخيّا ، تحويل الحروب الرجعيّة إلى قتال للجماهير المضطهَدَة ضد الطبقات الحاكمة في ظلّ شعار " خبز ، سلام ، حرّية " كان فعّالا ، أثمر نتائج إيجابيّة . في هذه اللحظة التاريخيّة [ الراهنة ] ، نواجه إختبار ما إذا كانت الحركة التقدّميّة ل " المرأة ، الحياة ، الحرّية " ستصطفّ إلى جانب النضال ضد التمييز و التهميش أن تصبح [ مجرّد ] هامش في التاريخ.
إمضاءات :
- أنيسة أسد الله
- غلروك إيراي
- رضا شهابي
- أرشى جوهاري
- كيفان مهتدى
- مهران رؤوف
- فؤادفتحى
- مزيار سيد نجاة
- عوميد ماسيار
سجن أفين ، نوفمبر 2023
الهوامش :
1- تصارع هذه الرسالة بحدّة ضد نظرة ضارة ، ضيّقة و قوميّة في غيران تجاه الشعب الفلسطينيّ . في هذه الرسالة يجرى ذكر كلام بعض السجناء السياسيّين الآخرين الذين وقفوا ضد النظام التيوقراطي الإيراني أثناء تمرّد “ المرأة ، الحياة ، الحرّية " ، إلاّ أنّهم الآن يساندون الإبادة الجماعيّة في غزّة بالوقوف إلى جانب إسرائيل / الولايات المتّحدة و حتّى عقد أمل أن تتعرّض إيران و عاصمتها طهران إلى الهجوم ، حتّى النوويّ ن وهو ضد مصلحتهم الخاصة و مصالح الإنسانيّة ككلّ .
2- هذه النظرة الضيّقة / الأنانيّة ل " قوميّتى أوّلا " أو " أنا أوّلا " تعبير عن " لن أضحّى إلاّ من أجل إيران " أي ليس من أجل الشعب في غزّة أو في لبنان .
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
مقالات و أشرطة فيديو العدد 831 من جريدة " الثورة " لسان حال الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة ، بشأن فلسطين
www.revcom.us
Stop the U.S.-Backed Israeli Genocidal War Against Palestine!
The Palestinian People Must Be Free!
Down With the Racist Apartheid State of Israel and Its Master, U.S. Imperialism!
Stop the Repression, Censorship and Blacklisting of Pro-Palestinian Voices!
From the Imperialist USA to Palestine The People Need Real Revolution Based on the New Communism!
• Resource page on the genocidal assault on Palestine—and Israel as an Enforcer of Imperialism [updated]
• Some Basic Truths About the U.S.-Supported Israeli War Against Palestine, by Bob Avakian
• A Timely Provocation from Bob Avakian
• The Moral Blind Spot of Supporters of Israel Who Criticize Hamas—and Hamas Alone—for Murdering Children, by Bob Avakian
• Yes, There Can Be No “Equivalence” Between Israel and the Palestinians—But the Reality Is the Reverse of What Supporters of Israel Insist, by Bob Avakian
• Video: Bob Avakian on the Two Meanings of "Never Again"
• For the Revcoms, Including People in and Around the Revolution Clubs: PALESTINE, ISRAEL, IMPERIALISM: WAR, THE DANGER OF EVEN GREATER WAR—AND REVOLUTION
BASIC ORIENTATION, COMPELLING AGITATION AND MOVING MASSES, by Bob Avakian
• Essential Writings from Bob Avakian on the Middle East, Israel and the Revolution—and the World—We Need
• On Top of the Blood and Bones of Tens of Thousands…
Israel Resumes War of Genocide Against Palestinian People
U.S. Firmly Backs Israel’s Renewed Slaughter—While Mouthing Words of “Concern” for Civilians [new]
• Whatever Happened to the Tunnels and Hamas Command Center Israel Used to Justify Its Murderous Assault on Al Shifa Hospital? [new]
• The Two Faces of Genocide Joe (PDF for poster) [new]
• Video and text: An Open Letter to the People of Conscience Within the U.S. Government s Institutions, by Annie Day
• Widespread Opposition for U.S. Backing of Israeli Genocide of Palestinians Coming from Within the System’s Institutions
• “The Only Democracy in the Middle East” Is a Fascist State, by Paul Street [new]
• To those who say “It’s too complicated” and “I don t know enough” to stand against the U.S. backed Israeli genocide in Gaza… [new]
• Flyer for mass distribution: STOP THE U.S.-BACKED ISRAELI GENOCIDAL WAR AGAINST PALESTINE! THE PALESTINIAN PEOPLE MUST BE FREE!
• Take the Quiz! Israel: Perception & Reality
Part 1. The Origins of the State of Israel, the Palestinians, and the Holocaust
• What Is Hamas?
• Setting the Record Straight on Anti-Zionism, Anti-Semitism, and the Important Difference Between the Two
• Video: "God s Chosen People"? Israel s Bloodthirsty Old Testament Myth. By Sunsara Taylor, from The RNL Show
• In the Midst of the Assault on Palestine, People Need Science, Not Religious Consolation
• Two excerpts from Away with All Gods! by Bob Avakian: Islam Is No Better (and No Worse) Than Christianity/Why Is Religious Fundamentalism Growing in Today s World?








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي