الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار حول الحرب والسلم في القرن الواحد والعشرين 2

كامل عباس

2023 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


حوار حول الحرب والسلم في القرن الواحد والعشرين
(2)
ملخص مختصر جدا لكتاب الدكتور توماس لا غنى عنه لمن يريد ان يتابع حواري مع النص المكتوب .
اعتقد ان الكاتب عبقري وموهوب في الكتابة ليس في المضمون فقط بل وفي الشكل أيضا فأسلوبه شيق في الكتاب واستخدامه سيرته الذاتية موفق كونه يأتي كخدمة للعام عن طريق الخاص
.يصف الكتاب ايضا بنية البنتاغون في امريكا وطريقة تفكيره وعلاقة الكاتب فيه واين يختلف وأين يتفق معه, كما انه أسهب في اظهار القوة العسكرية الهائلة لأمريكا وخاصة قوة اسطولها البحري الذي يشرف على كل بحار العالم , لكأنه أراد أن يقول: امريكا تقصد من ذلك إبعاد الحروب عن الأراضي الأمريكية ومشاركتها بها في نفس الوقت.
يضم الكتب بين دفتيه400 صفحة من القطع الكبير تحوي الفصول التالية
1- مجموعات قواعد جديدة من ص1 حتى الص 57
2- ظهور الحالات الأقل احتواء من ص 57 الى 117
3- النزعة الانفصالية تعني الخطر من 117 الى192
4- اللب والفجوة من 192الى 246
5- المبدا الناظم الجديد من 246 الى 293
6- استراتيجية الصفقة العالمية من 293 الى 342
7- أساطير نصنفها سوف تتبدد الآن من 342 الى 370
8- أمل بلا ضمانات من 370 الى 399
الفكرة الرئيسية في الكتاب عن العولمة التي تقسم حسب وجهة نظره الى
1- عولمة أولى منذ القديم وحتى عام 1950
2- عولمة ثانية من 1950 الى 1980
3- عولمة ثالثة من 1980 حتى الآن
وحماسه للعولمة الحالية كبير فهي برأيه مدفوعة بالتكنولوجيا والعلم والتطور والسرعة معا
وصايا العولمة صنّفها الكاتب في عشرة وصايا
1- ابحث عن الموارد ولسوف تجدها
2- لا استقرار لا أسواق
3- لا نمو لا استقرار
4- لا ثروات لا نمو
5- لا بنية تحتية لا ثروات
6- لا مال لا بنية تحتية
7- لا قواعد لا مال
8- لا امن لا قواعد
9- لا لوياثان لا امن
10- لا ارادة لا لوياثان*
لايخفى على القارئ أن الدكتور توماس متحمس للعولمة الجديدة – الثالثة حسب تصنيفه –وبسبب حماسه لها اخترع نظرية جديدة سماها (اللب والفجوة ) وهو يقصد باللب الدول الغنية والمتطورة والفجوة هي الدول الفقيرة والمتخلفة وهو يرى ان مركز التخلف في الشرق الأوسط ففيه دول متخلفة عن الحضارة على رأسها السعودية ودول الخليج البدوية جميعها إضافة الى دول استبدادية مثل عراق صدام وايران الخميني ولا يمكن للمتخلفين اللحاق بركب الحضارة الا اذا تخلصوا من تخلفهم ذاد في الطنبور نغما موقع الشرق الأوسط وحيازته على مصادر الطاقة وهو بصريح العبارة مع حروب استباقية تستأصل حكام تلك الدول الانفصاليين الذين يتنعمون هم واولادهم وزبانيتهم بالرفاه على حساب شعوبهم فهم ضد العولمة بوضوح لأنها تحرمهم من امتيازاتهم وتجعلهم جزءا من العالم.
والعولمة تحتاج الى الناس والمال والاستثمار والأمن ص 255.
الدفوق الأربعة الأساسية
1- يتعين على الناس ان يتدفقوا من الفجوة الى اللب .
2- يتعين على الطاقة أن تتدفق من الفجوة الى اللب .
3- سينشأ لب جديد نتيجة العملية وعلى الاستثمار ان يتدفق دائما اليه .
4- على الاستثمار ان يتدفق من اللب الى الفجوة.
- لكأني بالكاتب يريد ان يقول في كتابه : كفانا انقسامات وتشرزمات على هذا الكوكب يقف وراءها رؤية قديمة للأديان التي تقسم البشر بين كفرة ومؤمنين ومن ثم جاء عصر القوميات ليستمر في قسمة الناس بين هذه القومية أوتلك ,اما العولمة فقد دفعتنا رغما عنا الى قرية كونية لها سوق واحدة نتحرك فيها جميعا كبشر وهو بصريح العبارة يهمه الانسان وسعادته على هذا الكوكب بغض النظر عن جنسه ولونه وقوميته ودينه وان كان قد بدا متحمسا لأمريكا لأنه يرى فيها الدولة الأقوى عسكريا وافتصاديا وسياسيا وتبنيها للعولمة بهذا المفهوم خدمة لها وللعالم معا, ان جعل السهم صاعدا مع العولمة يحتاج الى دعمنا جميعا لها لتستمر من الانفصالية الى التواصلية ,لكن العولة ستبقى خارج التوازن ما بقيت امريكا خارجها, وامريكا ستبقى خارج التوازن الى ان تنجز فهما جديدا لما يشكل الأزمة الحقيقة في عصرنا.

- أطرف ما في فكرة الفجوة واللب هو توقعه ان ينعكس موقف الدول المتقدمة من الهجرة مستقبلا بعد نجاح العولمة واستقرارها واستمرارها وتقدمها مع الزمن, لأن الدول المتطورة سيكون أناسها قد هرموا وقّل عددهم مع الزمن , في حين ستكون دول الفجوة أكثر شبابا وعددا بكثير من الدول المتقدمة وبالتالي هم بحاجة الى الشباب كي يعتنوا بهم في آخر عمرهم . قارن بين عدد سكان مصر وعدد سكان فرنسا وتخّيل المستقبل على سبيل المثال لا الحصر

- لقد اخترت ثلاثة فقرات من الكتاب ربما تتكامل مع قراءتي للكتاب بحيث اكون قد قدّمت فهما عاما له لكي يتابع القارئ حواري مع الكاتب وأتمنى انا كون قد وفقت في الإحاطة به
صفحة 259
لكن الدولار لن يبقى صالحا كالذهب الى الابد و ان كان ذلك فقط لان يورو الاتحاد الاوروبي سيرتفع باستمرار كعملة احتياطية منافسة شبه نظيرة وعلى المدى الطويل لابد ليكافئ اليورو الشرق اسيوي من ان يرتفع حتما ,لا عملة واحدة بل ربما عملات عدة: اليوان الصيني الين الياباني والوون الكوريالجنوبي. أي باختصار كل ركيزة من ركائز اللب ستسوق عملتها الاحتياطية ,وبفعلها ذلك تبيع رؤيتها الخاصة للمستقبل العالمي الذي يستحق الصنع. لكن رغم ان الولايات المتحدة ستبقى بكل وضوح القوة العظمى العسكرية الوحيدة في العالم ان تكلمنا اقتصاديا الا ان ميدان اللعب سيكون متعدد الأقطاب مانحا المنظومة ككل فرصة لان تصّوت على خيارات عملتها الاحتياطية بالنسبة للصور المستقبلية المتنافسة لتقدم العولمة و مجموعات القواعد السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الامنية التي تحدد ماهية ذلك التقدم . يمكن لأمريكا بالتأكيد ان تمضي وحدها عسكريا لكنها لا تستطيع المضي وحدها ماليا فنصيب اجمالي الاستثمار في الاقتصاد الامريكي الذي تموله مصادر اجنبية يصل الآن الى ما يقارب العشرين بالمئة في حين انه في السبعينات قلما كان يزيد على الخمسة بالمئة, في النهاية ذلك المال سيكون له معظم الشأن لان تقليص الفجوة سيكون الى حد كبير شأن من شؤون القطاع الخاص تدفعه دفوق استثمارات مباشرة اجنبية و ليس خزانات الولايات المتحدة
صفحة335
مرة ثانية هذه هي مشكلة النجاح غير المسبوق لقوة اللوياثان في الجيل الماضي اذ يمكنه ببساطة ان يجلد العالم باي نوع من الحرب يمكن تصورها لكنه ذو بنية بائسة بل ابأس من ان تتعامل مع السلام الذي لابد ان يتبع الحرب ان كان ينبغي ضمان نصر دائم .انه فريق الشوط الأول الذي يلعب ضمن مجموعة فرق و يحتفظ بحساب أهداف أعلى حتى نهاية اللعبة . عدا فيتنام لم تُهزم امريكا أساسا في اية حرب لكن سجّلها التاريخي في بناء الأمم ما بعد الصراع هو بشكل ما دون 0.5 و على ذلك ان ينتهي لأن تقليص الفجوة يدور حول تنامي التواصلية وإتاحة التكامل الاقتصادي وليس فقط حول سلسلة من الاغتيالات والدفع باتجاه تغيير الأنظمة. ان إزاحة الحكام الأشرار امر ضروري في حالات اساسية لكنه ليس كافيا, امريكا ببساطة ليس لديها بنتاغون قادر على كسب السلام و كسب الحروب لم يعد يكفي بعد اذ يجب ان تؤدي الحرب الى السلم و الانفصالية الى التواصلية و الفجوة الى اللب.
و اذا لم يكن البنتاغون على توافق مع هذه الرؤية فانه سيضطر الى التغيير ذلك أنه ليس له سياسة خارجية و لن تكون له أبدا. وزارة الدفاع تخدم الهدف الأكبر للسياسة الخارجية أو لاتخدم إطلاقا,لذلك قوة مدير المنظومة ستكون كل شيء حيث يكون اللويثان لا شيء و بينما يستعرض قوته بشكل تهديدي فان مدير المنظومة يصدّر امنه بشكل غير تهديدي و بينما يتركز اللوياثان على الحدث يكون مدير المنظومة متابعا. ان مدير المنظومة يبني الأمم مقدما تقنيات غير متكافئة مناسبة لإدارة الأنظمة التي سينشئها ، كتركة للنظام السياسي الناجح. اللويثان يعاقب مدمرا شبكات العدو ملحقا الهزيمة بالخصوم لكن مدير المنظومة يبحث عن أدوية وقائية تؤكد على جعل الشبكات أكثر قوة و الأوضاع المتأزمة أكثر شفافية .
صفحة 341
و بالإجمال فأنني أرى مستقبلا يستحق الصنع و اختار ان أؤمن به . و قد قضى هذا البلد معظم القرن العشرين وهو يجري في تخطيطه للحرب,هربا او خوفا,لا سعيا , لصنع مستقبلات جديرة بالحياة بل في محاولة لصنع مستقبلات غير جديرة بالحياة. تلك التركة من الخوف ما تزال تصيب بالعدوى رؤيتنا للعالم , مما يجعل كلامنا حادا ومتغطرسا, الأمريكيون محاربون لكنهم يكرهون الحرب , لكن في هذه النقطة من التاريخ البشري الأمر المناسب هو أن نصمم على الحرب. ولدى إتمام تقدم العولمة على نطاق واسع في العالم , فإن نموذجنا للسلام المستقبلي سيهيمن طالما ان رغبتنا في شن حرب عادلة لا تتزعزع , تعريفي للحرب العادلة بسيط للغاية: يجب ان نترك المجتمعات ذات العلاقة أكثر تواصلية مما كانت عليه أو لتترك دون ان تمس . لكن لا يمكننا أن نطالب بديمقراطية أو أسواق حرة من خصوم مهزومين , بل فقط بشفافية وحفاظ على حسن اختيار الأفراد فيما يتعلق بالتواصل الخارجي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد