الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهداء مغاربة من اجل فلسطين

محمد زيادي

2023 / 12 / 6
القضية الفلسطينية


منذ تطبيع العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وإسرائيل في 10 ديسمبر 2020 حسب البعض، واستئنافها حسب الجانب الرسمي، وخروجها إلى العلن حسب اخرين، تجندت العديد من الأحزاب والجمعيات والصحافة الموالية الى الإشادة بالخطوة تحت مبررات شتى، بل الأكثر من ذلك كانت فرصة سانحة للطابور الخامس بمختلف مكوناته الإعلامية والأكاديمية والجمعوية للتشكيك في الروابط التاريخية المشتركة بين الشعبين المغربي والفلسطيني، وأيضا في جدوى المقاومة الفلسطينية للاحتلال الصهيوني، كما سارعوا للتنديد بأشكال متعددة بعملية طوفان الأقصى، والتباكي على جرائم الإبادة الإسرائيلية دون إدانتها، غير أن الشعب المغربي أبان لهم من خلال مسيرات المساندة والدعم اللامشروط لكفاح الشعب الفلسطيني من أجل حقه المشروع في التحرر والاستقلال ودحر الاحتلال الصهيوني الامبريالي، وأيضا من خلال الدعوة الى جمع التبرعات واسقاط التطبيع ومقاطعة بضائع الشركات الداعمة لإسرائيل، أن القضية الفلسطينية تشكل قاسما مشتركا بين مختلف مكوناته واحدى ثوابته التي قدم من أجلها العديد من الشهداء منذ أن غرس الغرب الاستعماري الكيان الاستيطاني عي ارض فلسطين التاريخية. المناسبة شرط كما يقال، فالوفاء لأولئك الشهداء يقتضي التعريف بهم وتسليط الضوء على انخراطهم في معركة تحرير فلسطين، للحفاظ على الذاكرة الجماعية وتنشيطها وتحصينها من اختراقات الرواية العميلة ومخططاتها للنيل من القضية الفلسطينية.
ذكر المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس في كتابه " مولد مشكلة اللاجئين الفلسطينيين"(ج2، ص 192 ,عالم المعرفة 2013) بأن الجيش السوري المشارك في جيش الإنقاذ ضم في ضفوفه كتيبة من المتطوعين المغاربة، من جهته أورد المؤرخ الفلسطيني عارف العارف في كتابه النكبة والفردوس المفقود ( ج6 سجل الخلود ص289 اصدار دار الهدى) لائحة بأسماء بعض الشهداء الذين قضوا نحبهم في حرب فلسطين عام 1948 : الحاج الصادق المغربي؛ عبد الحفيظ عبد الرحمان؛ حمد موسى عبد الله؛ موسى المغربي؛ الحاج حسن السحار؛ عبد القادر المغربي؛ الحاج موسى المغربي؛ الحاج عبد الله المغربي؛ أحمد خليل الهموني؛ الحاج حبيب المغربي، فباستثناء أماكن وتاريخ استشهادهم لم ترد معلومات ضافية عنهم.
اما الشهيد عمر الوزاني فعرف عنه انه ينحدر من مدينة وزان، تجند في صفوف الجيش الفرنسي وقاتل معه الهند الصينية، ثم لبى نداء الجهاد الذي وجهه رئيس لجنة تحرير المغرب العربي من القاهرة محمد بن عبد الكريم الخطابي، فالتحق بمصر ليشارك في الجبهة المصرية بمنطقة غزة بجانب متطوعين مغاربيين الى ان استشهد في 1948.
ولد الشهيد عبد الرحمان اليزيد امزغار في مدينة اصيلا سنة 1944 ، في 19 فبراير 1974 غادر المغرب الى لبنان ليلتحق بالثورة الفلسطينية، انطلاقا من قواعد الفدائيين في لبنان شارك في العديد من العمليات العسكرية ضد جيش الاحتلال، كما شارك في التصدي للهجوم الإسرائيلي على بلدة كفرشوبا بالجنوب اللبناني، وفي صباح 15 يونيو 1975 شارك مع رفاقه الفدائيين الفلسطيني حسن الصوفي والتركي فكرت باتماز والعراقي قاسم الطائي في عملية اقتحام مستوطنة كفار يوفال شمال فلسطين المحتلة، وبعد ساعات من الاشتباكات العنيفة انهت العملية البطولية بمقتل مايزيد عن 20 جنديا إسرائيليا من بينهم قائد عملية الاقتحام ،واستشهاد الفدائي المغربي عبد الرحمان امزغار.
ازداد الشهيد الركراكي النومري بمدينة اسفي سنة 1945 ، توجه سنة 1981 إلى العراق، بموجب عقد عمل مع الحكومة العراقية، التحق بصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمخيم صيدا جنوب لبنان، استشهد يوم 25 نونبر من سنة 1988 لحظة مشاركته في التصدي لهجوم جوي شنه الطيران الحربي الإسرائيلي على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
الشهيد الحسين بنيحيى الطنجاوي من مواليد تطوان سنة 1945، غادر الى اسبانيا من اجل متابعة دراسته في هندسة الطيران ثم انتقل الى بلجيكا وبعدها الى إيطاليا حيث انخرط في الحزب الشيوعي الإيطالي، في سنة 1973 غادر إلى لبنان وانخرط في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، حمل البندقية إلى جانب رفاقه وشارك في العديد من العمليات، استشهد يوم 28 نونبر 1974 وهو في طريقه إلى الأرض المحتلة لتنفيذ عملية فدائية.

ولد الشهيد الداسر في مدينة سلا بتاريخ 25 نونبر 1958 ، تابع دراسته الجامعية بكلية الحقوق في الرباط، وكلية القانون والسياسة بجامعة بغداد لغاية السنة الثالثة من الاجازة، ترك دراسته والتحق بقواعد الثورة الفلسطينية التابعة لحركة فتح مطلع عام 1981 ، استشهد في الانفجار الذي تعرضت له مكاتب الثورة الفلسطينية يوم 1 أكتوبر 1981 على يد المخابرات الإسرائيلية في بيروت.
الشهيد العربي بن قدور ازداد بمدينة القنيطرة عام 1958 ، التحق بصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إيماناً منه بخطها الكفاحي الفكري والسياسي والعسكري وبوحدة النضال العربي عام 1977م شارك في معارك المواجهة البطولية لقوات الغزو العسكري الصهيوني للجنوب اللبناني عام 1978م. وفي معارك التصدي لقوات الغزو الصهيوني للبنان عام 1982 اعتقل في معسكر أنصار الصهيوني، بعد خروجه من المعتقل واصل نضاله في صفوف الجبهة الشعبية وشارك في النضال دفاعاً عن الثورة وجماهيرها في لبنان. استشهد في بلدة عيتات ـ جبل لبنان إثر إغارة الطيران الحربي الصهيوني على أحد مواقع الجبهة في الجبل، بتاريخ 14-7-1986م .
الشهيد مصطفى علال صديق زنيبر من مواليد مدينة ارفود بإقليم الراشيدية عام 1966، نقله والده الذي كان يشتغل في قطاع البناء إلى العراق معه سنة 1979 ، وغادر في ما بعد الى ليبيا حيث سيتعرف على المقاومة الفلسطينية ، انضم الى صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سنة َ1991 ، خاض عدة عمليات ضد مواقع جنود الاحتلال الصهيوني، استشهد في إطار عملية مشتركة مع الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بعد مواجهة بطولية مع قوات العدو في قرية بيت ياحون في جنوب لبنان بتاريخ 2 غشت 1994.
نادية وغيثة البرادلي من اب مغربي وام اسبانية فرنسية الجنسية، تعرفت نادية عن القضية الفلسطينية لما كانت تدرس بجامعة السوربون في باريس، التحقتا الفتتان بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وتدربتا على حمل السلاح وتحضير المتفجرات، في 11 ابريل 1971 وصلتا إلى مطار اللد في تل أبيب وكان عمرهما 25 و 19 عاما ، كانت برفقتهما الفرنسية إيفلين بارج التي وصلت قبلهما وكانت المخابرات الفرنسية ترصد تحركاتها ، في التفتيش عثر بين امتعتهما على مسحوق متفجر وبطاريات لأجهزة التفجير كانت معبأة بشكل محكم وضمن مساحيق التجميل وداخل الملابس، تعرضتا للتعذيب الجسدي والنفسي وحكمتا بالسجن ل12 سنة لنادية و 10 سنوات لغيثة، وبعد اربع سنوات من الاعتقال ظهر على نادية اعراض مرضية غريبة يرجح أنها من مواد كيماوية حقنت بها خلال التحقيق، بعد الإفراج عنهما بتدخل من القنصل الفرنسي توجهتا الى لبنان عبر سوريا حيث تم استقبالهما استقبال الابطال، عملتا في الاعلام الحربي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي عام 1982 بعد انسحاب الفدائيين الفلسطينيين من بيروت قررتا الشقيقتان العودة الى المغرب، في عام 1995 توفيت نادية متأثرة بالأمراض التي اصابتها خلال فترة اعتقالها.
لم نستطع الالمام بجميع الشهداء لغياب المادة المصدرية كعبد القادر عثمان المستشهد سنة 1985، لكن ما يستخلص ان القضية الفلسطينية متجذرة في وجدان ووعي الشعب المغربي واستعصى اقتلاعها من قبل المتصهينين على اختلاف تلاوينهم، فالتجاوب معها يرجع الى ثورة البراق 1929 والثورة الفلسطينية الكبرى ما بين 1936 و1939 حسب الوثائق والشهادات التاريخية، وتجسد في التطوع لحمل السلاح والاستشهاد من اجل فلسطين. فالمجد والخلود لهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد توغل بري إسرائيلي وقصف مكثف.. نزوح عائلات من حي الزيتون


.. هل بدأت التحولات بالمواقف الأمريكية من حرب إسرائيل على غزة؟




.. هل سيؤدي تعليق شحنة الأسلحة الأمريكية لإسرائيل للضغط على نتن


.. الشرطة الهولندية تفض اعتصام طلاب مؤيدين لغزة بجامعة أمستردام




.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا