الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صور ومدن ويسار ....الجزء الآخير

عبد الرزاق حرج

2006 / 11 / 21
سيرة ذاتية


الحقيقه ........كلها .....روجيه غارودي
(قامشلي )
أيقظ شريف نعومة الوشاح الآحمر وهو يغادر أذياله أمام فوانيس الشمس المبكره ...نهض من فراشه النتن في غرفته المحصوره بين غرف الرفاق الى المغسله لكي يزيح الخدر والنعاس العالق في بقايا عيناه النصف نائمه ....نظر الى غرفته البائسه المكونه من بعض فرش وألبسه و جدران بارده مثقوبه بمسامير سوداء يعلق بها هندامه الرث ..ودع بيت الرفاق في بكاء خجل حين قال مع نفسه ....نفضت يدي من رفاق الآمس !!!....صعد في الباص الذاهب الى الشام بملابسه المعتاده من الشروال والقميص التي بانت خيوطه الصفراء من الغسيل ...أقدامه ووجه الكحلي وشعره المنفوش ودع أحياء المدينه . تذكر..جدل الآمس بين الرفاق والمسؤول المبعوث من قبل الحزب حول مطاليبهم البسيطه ورفضها من قبل المسؤول ذو الهندام العسلي المغمسه بالعطر النافذ وربطة العنق المشبوكه بمسمار المنجل والجاكوج بقميصه الحريري والحذاء اللامع الذي يطبع صورة الناظر أليه ...بين حين وفتره ينظر الى ساعته الذهبيه ويده الآخرى تغطي أنفه بالورق الناعم من عفونة غرف الرفاق والجدل قائم حول حقوقهم مع المسؤول الذي يتحول وجه الدائري الى اصباغ الوان الآطفال وهزات رأسه الرافض الى كلماتهم الحاده وعلى الطاوله منشورات الحزب في عناوين تشير الى سقوط النظام الصدامي مبكرا من خلال فعاليات الآنصار في كردستان وتضامن حركات الشعوب مع نضال الحزب ... لوى رأسه المنفوش شريف جانبا الى شباك السياره .. حين تحرك الباص من كراج المدينه الى الشام ..كان فمه مر... لم يفطر بعد !!!..أطارات الباص خلفت ورائها أعينها السوداء المتشابه على الشوارع الطويله بعد تركها المدينه الزراعيه ...بقيت فتحات عينيه الجنوبيه صامته تبرق نتوشات الطفوله واللعب مع أقرانه في أزقتهم الفقيره ..لكن عندما خط شاربيه أنتمى الى الحزب !!!..أصبح شاب يافع عندما هربت قيادة حزبه ....ترك الوطن وتزوج القضيه ...حط طيرانه السندبادي على أراضي سلطة البعث السوري الذي يقاتل البعث العراقي أنذاك !!!!..دونت شخصيته على كافة معلوماتها عند أجهزة الآمن السوري وحصل على ورقة ورخصة الذهاب والآياب في البلد ... أستلم مهام الحزب بتهريب السلاح الى كردستان العراق المسوق من بلدان أوربا الشرقيه الآشتراكيه سابقا تحت رعاية وأعين أجهزة الآمن وأبن منصوره في قامشلي ..كان السوفيت يسلح النظام البعثي في سوريه والعراق تحت يافطات معاهدت الصداقه والسلم وأيضا سلح الآحزاب المعارضه الى هذه الآنظمه ..لاتزال قائمة ديون التسليح على هذه الانظمه البعثيه سارية المفعول !!!! ...ظل يعيش في هذه المدينه الحدوديه حفنت سنين يقوم بهذه المهام الموكله له من قبل الحزب ...عرف وتعرف وحفظ عن ظهر قلب هذه المدينه الحدوديه الزراعيه..( قامشلي) ....عاش بهذه المدينه الشهيره بزراعة الكروم والقطن والخضره وبساتين الفاكهه والمزروعات الآخرى في تغير الفصول تفترشها أسواقها الكبيره وسط المدينه,,,, يتبضع منها النسيج الاجتماعي المختلف في الديانه والطوائف والقوميات ..هذه الآسواق الضاحكه والممتلئه بعافية هذه المزروعات الضاجه والمصفوفه في صناديق العرض ويسوق بعض منتوجاتها الى معامل المحافظات القريبه منها ...هذه المدينه التابعه حديثا الى محافظة ( الحسكه) حديثا ..هي مدينه متداخله تاريخيا مع مدن تركيا الحدوديه والعراق حين كانت قرى يسكنها المهاجرين من الحروب والغزوات بين القبائل المتحاربه ..لذلك في العرف الجغرافي هي أمتداد الى هذه المدن والقرى المتداخله مع بعضها القريبه من سلسلة جبال طوروس وجبل عابدين طور عابدين) وهذه المناطق المجاوره الى( قامشلي) حديثا كانت تسمى (أنصيبين ) ..يربطها نهر يسمى ...(جغجغ) المتسرب من أراضي تركيا والداخل الى( (قامشلي ) ..مدن أخرى حدوديه تدعى..( المالكيه) ..أقرب المدن الى قامشلي ...هذه المدن حاليا والقرى سابقا كانت متدرجه في تاريخ حضارة وادي الرافدين ...لها لغاتها الآراميه والسريانيه والكلدانيه والآشوريه وديانات وثنيه أخرى وأسلاميه حديثه ويسكنها أقوام أشوريون وأرمن وسريان وكلدان مع كنائسهم الشهيره والكبيره في المبنى والمعمار التاريخي وعرب وكرد مع جوامعهم الشاقوليه المربوطه على قببها سماعات الآذان ...زوايا شوراعها الرئيسيه تفصلها ساحات وحدائق عن الآحياء الجانبيه ...توجد في داخلها وخارجها مقابر مسيحيه وأسلاميه ...هذا الشريط الحدودي له مذاق خاصة عند مهربي السلاح ومهربي الآشخاص الى كلا الطرفين ..فيها يعيش الكرد الذي لغته تسيدت شوارعها في التعامل اليومي بعد هروب الآقوام المسيحيه الى أرض الله الواسعه ...الكرد وأحزابها الكرديه ..أحزاب تابعه للنظام ومن ضمنها الآحزاب الكرديه التركيه وشيوعيون من بقايا أرث خالد بكداش وقوميون عرب التي تتسلح بأفكار مفكرها المدعو...سعاده ...وبعثيوا السلطه وأحزاب المعارضه لنظام صدام في العراق وأحزاب معارضه للنظام السوري تعيش في سريه تامه ..شيوعيون ومسيحيون وكرد وشخصيات سياسيه لهم باع طويل في مكوثهم في السجون السوريه تحت أنظار ومعرفة الآحزاب المؤتلفه في الجبهه الوطنيه ..مهمام هذه الجبهه الوطنيه مراقبة الآحزاب والشخصيات المعارضه للنظام السوري !!!.....وصل شريف مساءا الى الشام يبحث عن مطعم رخيص لكي يسكت معدته المعتاده على الاكل الرخيص !!!...توجه بعد الآكل الى مقهى العراقيين يبحث عن معارفه وأصدقائه لكي يأخذ قسطا من الراحه لجسده المنهار من سفرته الطويله ...ألتقى في بعض معارفه وطلب منهم في التعجل بالذهاب الى مأواهم لكي ينام ويريح نفسه من التعب المضني وفي صباح الغد سوف يعلمهم ما سيجري وجرى ؟؟؟...في الصباح الشامي أستيقظ شريف على أصوات معارفه وهم يتوجهون الى أشغالهم ويقولوا له ...عندما تذهب شريف أغلق الباب الرئيسي ...أكمل فطوره السريع ...ترجل من الباص الذي يصله الى مقر الحزب ...سلم على حرس المقر وطلب منه السماح بالدخول حتى يقابل قيادة الحزب ..أشاره له الحرس أن يدخل ...قابل الاستعلامات وأبلغهم أن يلتقي بقيادة المقر بعدما سجل أسمه الحركي والمكان المناط به,,, بقى ينتظر أقل من ساعه في أنتظار الجواب ...خرج من أحد ابواب المقر مسؤوله السابق ..أقترب من شريف وقال له ..أتفضل رفيق ..هل عندك شئ تريد أن تبلغه الى الحزب ؟؟؟...ظل شريف مدهوش من هذه المباغته السريعه وتلعثم عن الكلام وعيناه تحجرت عن الحركه ووجه الكحلي أستنشق أنفاسه بغليان سرعة الضوء ..أجابه ..أنت ..أنا ...أنت ..أنا أريد أقابل أحد الرفاق المسؤولين هنا ..أجابه ..رفيقي أعطني ماعندك من رسائل وتوصيات وانا سوف أوصلها الى القياده ..وهل تناسيت أنا عضو لجنه مركزيه ؟؟؟ ...أجابه شريف كيف أسلمك الرسائل والشكوى ضدك ...ولكن أريد اسألك سؤال خارج الموضوع ..أجابه القيادي ..أسأل نحن صدورنا مفتوحه ..قال شريف كيف وصلت بهذه السرعه الى المقر ..أبتسم القائد وقال له ..رفيق هل نسيت مطار قامشلي ...هز رأسه شريف وأجابه وهو يفرك بيديه ...نعم ...أعلم بذلك ...يعني تركب الطائره ...أجابه القائد ..نعم ..قال شريف ..مرة ثانيه أنا اريد أقابل مسؤول المقر ...قال له ...أنا المسؤول هنا وعن كل شئ أذا كان لديك شئ فانا أستلمه...ترك الحوار شريف والحزب وأصبح من رواد المقاهي في الشام ولعنات رفاقه تطعن به من الخلف ويتجنبوا منه حسب التعليمات الجديده لآن لم يلتحق برفاقه ....!!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا