الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التيار الصدري وتاجيل الانتخابات

عدنان جواد

2023 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


التيار الصدري وتأجيل الانتخابات المحلية ؟!
بعد الاستعدادات الحكومية ومفوضية الانتخابات لإجراء الانتخابات المحلية في (18) كانون الاول ووصول الامر الى نهاياته في التحضير، لكن وبعد اقالة الحلبوسي وضعف تحالف تقدم ، تحرك التيار الصدري وبصورة عنفيه بالأيام الاخيرة، من خلال تهديد المرشحين و تمزيق الصور والدعايات الانتخابية، وهناك كلام بانهم سوف يمنعون اجراءها في مناطق نفوذهم ، في المنطق الشعبية ذات الكثافة السكانية وهو ما يؤثر على نسبة المشاركة، وفي الانتخابات البرلمانية السابقة ورغم مشاركتهم فيها لكنها لم تتجاوز النسبة ال(19%)، فكيفما اذا هم مقاطعين ومحرضين، ويرى البعض ان في اجراءها كسر عظم، وان التيار الصدري اذا تم اجراء الانتخابات سيمارس عمل التعطيل للمشاريع وافشال الحكومة في تقديم الخدمات الماضية في تقديمها، لأنها وقفت مع خصومه من الاطار في اقصائه من المشهد السياسي ووجوده في السلطة التنفيذية، وان فقدان طرف مهم من المكون الشيعي ومن المكونات السياسية سوف يكون دافع ومدافع وربما يقود القوى والاحزاب الناشئة لمقاطعة للانتخابات، وسبق وان تحالف مع الحزب الشيوعي برغم اختلافه الايدلوجي معه!!.
وهناك ارادة شعبية وسياسية في استمرار الحكومة الحالية وعدم تعطيل عملها، فهي حازت على رضا الشارع في تقديمها للخدمات، برغم بعض المنغصات ومنها تدهور اسعار صرف الدينار امام الدولار الامريكي، والوضع الاقتصادي وفتح باب التعينات والرعاية الاجتماعية ، ولكن حتى التيار الصدري لا يستطيع ان ينتقدها او يقلل من شانها، لأنها انجزت ما عجز هو عن انجازه وطوال سنوات في المناطق الفقيرة والمعدومة الواقعة تحت سيطرته ونفوذه، فكل ما انجزه هو ابدال الارصفة كل سنة وبقاء المدارس مهدمة!!، ورئيس الحكومة الحالية في قرارة نفسه يريد تأجيل الانتخابات المحلية، لأنها سوف تكلف الدولة مبالغ طائلة، ولأنه حالياً هو من يقيل ويعين المحافظ، بينما اذا تم انتخاب مجالس المحافظات سوف تكون تابعة للأحزاب ويصعب عليه اقالة وحتى تهديد المحافظ او محاسبته اذا تأخر في صرف مبالغ او عطل تنفيذ مشروع، لان من يقيله مجلس المحافظة، وهناك ضغوط من اطراف خارجية دولية واقليمية وداخلية لتأجيل الانتخابات، بل هناك اصوات من داخل الاطار التنسيقي نفسه تطالب بتأجيل الانتخابات، فقد صرح باقر جبر الزبيدي رئيس حركة انجاز ودعا الى تأجيل الانتخابات المحلية ودمجها مع الانتخابات البرلمانية، لان الانتخابات وسيلة وليس غاية حسب قوله، وان دمجها سوف يقلل التكاليف المالية لإنجازها، وفي تأجيلها استيعاب طرف سياسي مؤثر في العملية السياسية، اضافة للمخاوف من المشاركة الضئيلة في الانتخابات وخاصة من المكون الاكبر، وخوف بعض المحافظين من خسارة مناصبهم لذلك هم يرغبون بتأجيلها.
لذلك وقبل التأجيل لابد ان يخضع التيار الصدري لشروط وضوابط القانون والاتفاقات السياسية، وان لا يخرق القانون بحجج متعددة الإصلاح مرة، وبحجة المقاطعة مرة اخرى، وان يسمح للحكومة بمعاقبة كل مسيء سواء من التيار الصدري او من غيره، فأسلوب الحرق والتخريب والاعتداء على المؤسسات الخاصة والعامة اسلوب همجي بعيد عن التحضر والنظام الديمقراطي، وان خير اصلاح هو الانتخابات بتغيير الوجوه الفاسدة، وفي الانتخابات الماضية حصلوا على اصوات كانت قادرة على فعل الكثير، لكنهم تركوها برغبة قائدهم، وعلى الاطراف السياسية الراغبة في اجراء الانتخابات التفكير بالصالح العام، وان فوزهم في الانتخابات لا يعني نهاية المعاناة وان المناصب هي غنيمة يمكن الحصول عليها بإبعاد الخصم عنها، قد يكون في ذلك سبب للفشل، وعلى الحكومة والقضاء اخذ دورهما في فرض القانون والتصدي لأي جهة تخرق القانون، وذلك بدعم الجهات التنفيذية التي تطبق القانون، والقضاة الذين يصدرون اوامر القبض بحق المجرمين ومن اي جهة كانت، فهيبة الدولة وقوتها من قوة حكومتها في تطبيق القانون والانظمة والتعليمات، وبدونها تعم الفوضى والتي عانينا منها طويلا، ونرغب في دولة كريمة يعز فيها اهلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر سويسرا.. عملية السلام من دون روسيا لا يمكن أن تستمر| #


.. واشنطن تحذر.. هجمات حزب الله شمالي إسرائيل قد تؤدي لحرب -غير




.. الجيش الإسرائيلي: استدعينا مقاتلين برا وجوا لمنع اختطاف جثث


.. محتجز إسرائيلي أنقذ من غزة يدعو حكومته إلى التوصل لصفقة تباد




.. الحجاج ينفرون من عرفات إلى مشعر مزدلفة بعد أداء ركن الحج الأ