الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إِلَيْكَ... يَا ابْنَ العَمْ: لاَ نَامَ وَ لَا اطْمَئَنْ مَنْ يَبْنِي حُكْمُهُ عَلَى الدَمْ.

كريمة مكي

2023 / 12 / 7
القضية الفلسطينية


من بيت الأدب في أرض العرب،
من تونس سُرّة العالم و واحة السّلام على خريطة الفِتن،
مِن حاملة لواء القلم إلى المتحدّث العربي باسم جيش الكيان المحتل:
السيد أفيخاي أدرعي:
أحييّكَ بتحيّة السّلام،
السّلام الذي أحيّيك به هو السّلام الذي أعرفه و أنشده و لا أخاله هو نفسه ذلك السّلام الذي تعرفه.
سمعتُك تتكلّم كثيرا عن السّلام بلسانك العربي شبه الفصيح على عكس ما يعمل بسلاحه العبري جيشك الغاصب القبيح، فأين القول من الفعل؟ و هل قولك قول و الفعل عندكم غير القول؟؟!
إنّ السّلام مطلبا عزيزا، يا ابن العم، حارت فيه النفوس منذ الأزل و لكن بعد طول ليل هذه الحرب بيننا آن لفجر السّلام أن يحِل و لكنه هذه المرّة سيكون سلام الشّجعان بحق و ليس فقط كما قالها يوما عرفات و هو يعلم في داخله أنّه مغلوب من هذا الطرف و من ذاك الطّرف: من العدو خاصّة و بالأخص من العرب.
السيد المتحدث العربي باسم جيش الكيان المحتل:
أحاديثك الطويلة عن السّلام و المحبّة و التسامح مهمّة و جميلة بلغتك العربية المفكّكة و المُحبّبة في آن. و لأنّك تدعو للخير مطلقا و الله وحده يعلم ما في قلبك، فإنه ساءني أن يصبَّ عليك متابعوك العرب سيول الشتائم و القذارات التي تُسيء أوّل ما تُسيء للّغة العربية المقدّسة كما جاء على لسانك. و هنا أحبّ أن أقول لك أنّ هذه الإساءات ليست من شِيَمِ العرب و لا من أخلاق دِيننا القويم فاقبل اعتذاري نيابة عنهم و اعذرهم، فقد ضاعت أخلاق أغلب هذا الجيل و أضاعوا البوصلة بسبب فِتنتكم الحديثة التي زرعتموها بين البشر، لتتجسّسوا عليهم و تُوَجهوا أفكارهم و تسلبوا منهم إرادتهم و أعمارهم.
لقد جعلتم لكل واحد منهم حائطا افتراضيا يظنه ملكه الخاص الذي لا رقيب عليه سواه، فيحتال به على النّاس و يرتكب عليه الموبقات و المعاصي ثم يسبّ فيه و يلعن من يشاء كما يشاء وقتما يشاء و هو يظن أنّه هكذا ارتاح من كل الأوجاع !! و كيف للمعاصي و فساد الأخلاق أن تداوي الموجوع الملتاع؟!
اعذرهم، يا سيد أفيخاي، و دعهم في سبيلهم حتى يعرفوا كيف بالكلمة الطيّبة و حسن الخُلُق تهدأ النفس و يعمّها، بعد الخوف و الضياع، سلام.
اعذرهم، يا ابن العم، و لا تلُمهم بعد اليوم و أنت تقرأ ما يقذفون على وجه حائطك من نفايات...
و كيف لك، بالله عليك، أن تلومهم و العمل عملكم و البضاعة بضاعتكم و قد رُدّت عليكم كما رُدّت، في زمنكم الأوّل، بضاعة أبناء يعقوب الكائدين لأخيهم ابن أبيهم: نبي الله يوسف عليه السلام!!
أتعرف، يا سيد أفيخاي، أنّ ما ساءني حقا، و أكثر بكثير من إساءة جمهور المتابعين غير المؤدّبين، هو أن تُسيء إليك مطربتين عربيتين ذواتا شهرة و صيت رغم انّك كنت –كما تبدو دائما- مسالما و مؤدّبا في حديثك، و لكنهما أرادتا الرّكوب على الدّم الفلسطيني -كالعادة- لعلّهما تربحان متابعين و مُموّلين جُدد.
ما كانا عليهما أن يفعلا... فهذه ليست أخلاق نساء العرب و لا هي من صفات أهل الفن.
لو كانتا فنّانتان بحق لكانَ ردّهما على العدو بما تُجيدان فعله فقط و هو الفنّ. أمّا أن تنخرطا مع الغوغاء في الإساءة للناس عبر حوائط المنصّات الإجتماعيّة فذلك حال من لا يُجيد عمله، و لا يحترم فنّه، و لا يؤمن بحقّه و لا بقضيّته، و إلاّ فأين الفن فيما قالتا؟! و هل أقوى و أبقى مناصر للقضيّة الأم من صوت الفن الحق!!
أكتفي بأن أقول لك هنا، يا ابن العم، أنّ للعرب مطربتان لا ثالث لهما: أم كلثوم و فيروز.
فيهما موهبة و صدق و إحساس و منهما التزام و بذل و إخلاص فاسمع لهما و أعرض عن الباقيات.
إن أحببتَ اخترتُ لك أغنية لكل واحدة منهما حقيقٌ بك أن تسمعهما في هذه الأيّام بالذّات:
اسمع لكوكب الشرق: أصبح عندي الآن بندقية،إلى فلسطين خذوني...
و اسمع للسيّدة فيروز: يا زهرة المدائن، يا قُدس يا مدينة الصّلاة...
اسمع هذه المرّة بقلبك و بالإحساس و ستفهم ما خفي عنك دوما و أنت تُجهّز كلمة يومك لتخرج على جماهير العرب بما يجعلها تبكي تأثرا ممّا تراه من شفقة و رأفة جيش الاحتلال على سكان غزّة من دواعش حماس!!
السيد أفيخاي أدرعي:
مع الاستماع إلى مطربات العرب عليك أيضا أن تقرأ لكاتبات العرب و كالعادة أنصحك بحُسن الإختيار رغم أني صِرت أشك في أنكم تقرؤوننا بعناية و إلاّ لما آلت أموركم إلى ما آلت إليه من مهزلة ما بعد الطوفان.
لقد كتبتُ لكم قبل طوفان الأقصى هذه الكلمات القليلة:
إسرائيل تسفك الدّماء و تبغي من الله السّلامة،،،
من يبني حكمه على الدّم لا كانَ حُكمه و لا هو كانَ.
هل قرأتها يا ابن العم ...؟؟؟
حسبتك، و الله، قارئا خاصّة بعد أن قال لكم مرّة، موشي دايان، قائد جيشكم الرّاحل: إنّ العرب لا يقرؤون و بذلك فلتطمئن اسرائيل!
أمّة اقرأ لا تقرأ و أنتم وحدكم القارئين!
هكذا فهمتُ فكتبتُ و هكذا فهمتم فنِمْتُمْ!!
لذلك أظنك حقا لم تقرأها!
حسبتك، و الله، قارئا و بِكَ تطمئنّ إسرائيل!
لو قرأتها وقتها لفهمتَ أمرا كبيرا و لو لم تفهمها وقتها لَفَهِمْتَ بعد طوفان الأقصى ذلك الدّرس العظيم: فالدّم لا يبرد و الثأر لا يهدأ و القلبُ لا يَنسى و لذلك لن تطمئن أبدا سافكة الدّماء دولة المكر و الخديعة أمّكم اسرائيل.

تونس في 20نوفمبر2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في شمال كوسوفو.. السلطات تحاول بأي ثمن إدماج السكان الصرب


.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا




.. المال مقابل الرحيل.. بريطانيا ترحل أول طالب لجوء إلى رواندا


.. ألمانيا تزود أوكرانيا بـ -درع السماء- الذي يطلق 1000 طلقة با




.. ما القنابل الإسرائيلية غير المتفجّرة؟ وما مدى خطورتها على سك