الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعم الأمريكي حامي الوطيس لإسرائيل

علاء عدنان عاشور
محامي وكاتب وباحث في السياسة والأدب والفلسفة والإقتصاد والقانون .

(Alaa Adnan Ashour)

2023 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ما تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية من دعم سياسي وإقتصادي وعسكري لا محدود لإسرائيل في حربها على قطاع غزة ، يشير إلى أنها شريك فعلي ومتواطئ في عمليات القتال .
والحديث الأمريكي عن ضرورة إنهاء حركة حماس من الوجود يمثل تطرفاً في إستراتيجية هذه الإدارة للقضاء على كل أشكال المقاومة في غزة ، ويبدو أن صانع القرار الأمريكي يبدو في عجلة من أمره حين يتكلم عن مرحلة حكم غزة ما بعد حماس ، حيث أن إدارة بايدن يبدو أنها تتخذ سياسة الصقور في مسألة القضاء على حركة حماس وهي تدرك أن الأمر أشبه بالمستحيل ، لذلك أعتقد أن حديث المسؤولين الأمريكيين أن العمليات العسكرية الإسرائيلية قد تستمر حتى مطلع شهر يناير من العام المقبل ، يشير إلى أن أمريكا تمنح الضوء الأخضر لإسرائيل للتوسع بعملياتها البرية جنوب القطاع ، وإتاحة المجال لها لتحقيق نصر سياسي وعسكري محدود تسوقه لجمهورها حتى يصبح بالإمكان الحديث عن وقف إطلاق نار شامل ، لذلك أعتقد أنه لن يُقضى على حماس بالضربة القاضية إلا أنه ربما يوجه لها ضربات تمس الجانب المعنوي في الحركة كإغتيال قائد كبير في الحركة ، أو السيطرة على مناطق محدودة داخل القطاع .
وفي خضم كل ذلك وفي النهاية يمكن الحديث عن وجود قوات دولية في غزة لضمان تنفيذ وقف إطلاق نار دائم وربما يكون لدول في المنطقة على غرار مصر والأردن وتركيا دور في ذلك على غرار ما قلته في مقالة سابقة لي بعنوان ( وهم التخلص من المقاومة المسلحة في غزة ) .
لذلك أعتقد أن الحل والرؤية التركية التي عبر عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بضرورة وجود أطراف دولية وإقليمية ضامنة للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني ، ربما تجد آذان صاغية في البيت الأبيض وربما تُجبَر إسرائيل على القبول بذلك ، إذا رأت أنها تغرق في مستنقع غزة ، وقد يكون ذلك فاتحة لحل دولي للقضية الفلسطينية التي عادت للتصدر المشهد الدولي بعد سنوات من التهميش والإهمال ، لذلك فهي عادت لتتصدر الملفات الدولية الساخنة التي تحتاج إلى حلول ومقاربة تنهي هذه المأساة الإنسانية المستمرة منذ نكبة عام 1948 ، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني بنيل حقوقه المشروعة على أساس القرارات الدولية الصادرة بهذا الشأن ، لذلك أعتقد أن البيت الأبيض منفتح على حلول تهيئ الأرضية المناسبة للشروع في وضع أفق سياسي جديد يلبي ويتناسب مع مستجدات المرحلة الراهنة من الصراع العربي الإسرائيلي .
وقد يكون مشروع التطبيع الأمريكي بين بعض الدول العربية وإسرائيل على غرار المملكة العربية السعودية موضوعاً على طاولة البحث ليساعد في بلورة أفق سياسي شامل يلبي حقوق الفلسطينيين ويعطي ضمانات أمنية لإسرائيل بحقها في الوجود ، التي أعتقد أنها ستتراجع عن تعنتها بشأن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، بعد أن تتخلص من اليمين الراديكالي المتطرف الذي يحكمها اليوم ، والذي أصبح عبئاً على المنطقة والعالم بأسره ، والذي أعتقد أنه سيتم إزاحته عن السلطة في أي إنتخابات قادمة ، لإتاحة المجال والفرصة للتوصل لتفاهمات إستراتيجية تحقق أهداف وسياسات الولايات المتحدة الأمريكية في بلورة أفق سياسي قائم على حل الدولتين .
وأعتقد أن السلطة الفلسطينية لن تكون بمنأى عن التغيير في سياساتها وإدارتها لتكون على مستوى تطلعات الشعب الفلسطيني وتعبر بشكل حقيقي عن أهدافه المشروعة لنيل الحرية والإستقلال ، ولكن لن يكون ذلك بعيداً عن حركات المقاومة التي ستفرض نفسها في المعادلة بطريقة أو بأخرى بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني .
وأعتقد أن إيجاد أفق سياسي في المنطقة وحل للقضية الفلسطينية سيكون إنجاز كبير لبايدن الراغب في الفوز بالإنتخابات الرئاسية القادمة العام المقبل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح