الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غيوم حرب في أفق أميركا اللاتينية

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2023 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


غيوم حرب تلوح في أفق أميركا اللاتينية

مستشار اقتصاد سياسي وعلاقات دولية

تلوح في الأفق نذر حرب بين ڨنزويلا وغويانا البريطانية جورج تاون ( تمييزآ لها عن الدولتين المجاورتين لها من ناحية الشرق سورينام أو غويانا الهولندية السابقة وعاصمتها باراماريبو ، وعلى الشرق من هذه الأخيرة تقبع غويانا الفرنسية التابعة لفرنسا وعاصمتها كايين) .

حيث عاد للواجهة صراع حدودي عمره قرون بين الدولتين منذ زمن الحقبة الإستعمارية الإسبانية (ڨنزويلا) والهولندية ولاحقآ البريطانية (غويانا) على منطقة غويانا ايسيكويبو الغنية بالنفط والتي تمتد غرب نهر إيسيكويبو والتي تشكل حوالي 75٪ من مساحة غويانا البريطانية ويسكنها حوالي 20٪ من السكان.

فقد وافق مؤخرآ وعبر استفتاء شعبي عقد في 3/12/2023 حوالي 95٪ من السكان الفنزويليون على ضم الإقليم ، واعتبر الرئيس الڨنزويلي ذلك انتصارآ وتمهيدآ لاستعادة الإقليم ، مما يشكل أفضلية قوية له قبل الإنتخابات الرئاسية القادمة وفي ظل الأزمة الخانقة التي تعانيها ڨنزويلا ، مما قد يدفعه للدخول في حرب ومواجهة عسكرية ، إسميآ ستعتبر نزهة للجيش الڨنزويلي وسيشكل ذلك موكبآ لنصر مادورو للحفاظ على كرسيه في الميرافلوريس.

وتعود جذور الأزمة إلى عام 1777م حينما اتفقت كل من هولندا واسبانيا على خط الحدود بين مستعمراتيهما بحيث تكون الأراضي الواقعة شرق نهر ايسيكويبو تابعة لهولندا والأراضي الاي تقع في غربه تابعة لإسبانيا ، واستمر الوضع كذلك حتى عام 1788م ، عندما بدأ المستوطنون الهولنديون في تجاوز النهر وتأسيس مستعمرات لهم غربي النهر بحثآ عن الذهب ، وعلى الرغم من الإحتجاجات الإسبانية المتواصلة إلا أن المستوطنين واصلوا غزوهم للمنطقة الجديدة وخلفهم في ذلك المستوطنون الإنجليز بعد أن انتقلت إدارة المستعمرة للإنجليز بموجب إتفاقية لندن الإنجليزية الهولندية عام 1814م في أعقاب الحروب النابليونية.

واستغل الإنجليز فترة حروب الإستقلال الڨنزويلية في بسط سيطرتهم على غويانا إيسيكويبو ( حيث بدءت حرب الإستقلال عام 1810م ، وتم توقيع إعلان الإستقلال عام 1811م ودخلت البلاد في حروب الإستقلال الأهلية بين الجمهوريون والملكيون حتى نيل الإستقلال الفعلي عام 1821م بقيادة سيمون بوليڨار تحت علم جمهورية كولومبيا الكبرى التي كانت تضم كلآ من الإكوادور وكولومبيا وبنما وڨنزويلا واستمر الإتحاد في ظل حروب أهلية بين الفيدراليين والإتحاديين حتى عام 1830م وتنحي بوليڨار ).

ولكن خلال كل هذه الأوقات العصيبة لم يكف سيمون بوليڨار على تأكيد أحقية ڨنزويلا أو كولومبيا الكبرى في هذه الأراضي ، وبعد تنحي بوليڨار عام 1830م استمر الحال على منواله حتى بعد إعلان بريطانيا لخط شومبورك (نسبة لعالم طبيعة وجغرافيا ألماني بريطاني رسم خط الحدود الحالي تقريبآ ) عام 1886م هو الخط الفاصل بين غويانا البريطانية وڨنزويلا ، أعقبه قطع ڨنزويلا لعلاقاتها الدباوماسية مع لندن وتنديدها بالقرار وصولآ لقرار التحكيم الدولي المعيب في باريس عام 1899م لصالح لندن لتستمر الأزمة تحت السطح حتى الآن ، حتى بعد استقلال غويانا لاستقلالها عام 1966م.

وحاولت أميركا التدخل في هذا النزاع وبتشجيع ڨنزويلي تحقيقآ وإعلاءً لمبدأ مونرو (جيمس مونرو رئيس الولايات المتحدة الأميريكية 1817-1825) الصادر عام 1823م والذي ينص على أن أميركا (يقصد العالم الجديد في أميركا الشمالية والوسطى والجنوبية) هو للأمريكيين أصحاب هذا العالم الجديد والمولودون على أرضه ، وأن واشنطن ستعارض فصاعدآ أية محاولة للقوى الأوروبية لإستعمار أراضي جديدة أوتوسيع مستعمراتها القائمة في هذا العالم الجديد ، ولكن طبعآ اصطدم هذا المبدأ آنذاك بضعف قدرة الولايلت المتحدة على تطبيقه لضعف قوتها العسكرية آنذاك على الرغم من قبول بريطانيا به لأنه يشجع حركات التحرر التي مافتئت تندلع هناك في المنطقة ضد المستعمر الإسباني
وبالتالي يضمن لها توسع تجارتها وتصدير منتجاتها للمستعمرات الإسبانية بعيدآ عن الحمائية الإسبانية.

وتجد واشنطن اليوم نفسها أمام معضلة بين الإنتصار لمبدأ مونرو الذي لطالما أكدت عليه وبين تأويل آخر للمبدأ يركز على معناه من باب المصلحة السياسية العليا لواشنطن ، فدعم كراكاس المرمية في أحضان اليسار وروسيا والصين سيعد انتصارآ للغريمين اللذين أضحيا يلهوان بقوة في الفناء الخلفي لأميركا.

كما أن ضم الأراضي الجديدة لڨنزويلا سيسمح لڨنزويلا بزيادة احتياطياتها الضخمة من النفط وتحويلها لرقم صعب في معادلة الإنتاج العالمي والمساهمة في التحكم بالأسعار العالمية للنفط مما سيشكل أداة مساومة تفاوضية في يد كراكاس للتخفيف من العقوبات الأمريكية .

لذلك فإنه لابد على كراكاس الإسراع في ضم الإقليم ولو بالقوة ، لأن جورج تاون ستسعى لعقد اتفاقية مع واشنطن لبناء قاعدة عسكرية أميركية في إيسيكويبو أو اتفاقية دفاع مشترك أو أي مقاربة تتيح للأمريكيين منع الڨنزويليين من استعادة حقوقهم ، وبالتالي فليس على ڨنزويلا أن تغامر بزراعة تايوان جديدة على أراضيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا