الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شتان بين كَوتيريش وحكام العرب...

موسى فرج

2023 / 12 / 7
القضية الفلسطينية


أمين عام الأمم المتحدة كَوتيريش يقف بصلابة بوجه اسرائيل مدافعاً عن أرواح وسلامة الفلسطينيين في غزه والضفه...
دول في أوربا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل وطردت سفراءها من أراضيها...
برلمانيون في أمريكا ينددون بإسرائيل وبايدن وهم يجهشون بالبكاء من على منصة الكونكَرس مدافعين عن أطفال فلسطين ، وآخرون في بريطانيا يخونون حكومة بلدهم بسبب اصطفافها مع اسرائيل في ذبحها للناس في غزه والضفه، وفي ايرلندا وبلجيكا والسويد يفعلون الأمر نفسه...
مظاهرات واحتجاجات شعبية تجتاح أمريكا وبريطانيا وغيرهما من دول العالم منددة بالإجرام الصهيوني ضد الناس في فلسطين...
مشاهير هوليود ...انجلينا جولي يهاجمها والدها ويتبرأ منها بسبب تنديدها بإسرائيل وتضامنها مع الفلسطينيين لكنها لا تبالي...وسوزان ساندرون الحاصلة على الأوسكار تطرد من عملها بسبب تضامنها مع غزه ولا تكترث...وصانعة الافلام الاسرائيلية يولا بينيفولسكي تعلن تخليها عن الجنسية الإسرائيلية بسبب الحرب على غزة...
اليهود حتى اليهود من غير الصهاينة لم تنقطع مظاهراتهم الصاخبة شبه اليومية أمام البيت الأبيض والكونكَرس الأمريكي ينددون بحكومة اسرائيل ويتبرؤون منهم صارخين ان حكومة اسرائيل لا تمثل اليهود...
في القدس ذاتها وفي جانبها الغربي يشتبك اليهود من اعضاء حركة ناطوري كارتا اليهودية المناهضة للصهيونية مع الشرطة الإسرائيلية تضامناً مع الفلسطينيين...
إلا حكام العرب...
أبن زايد وابن سلمان يقيمون قناة بريه تمتد من الأمارات الى حيفا تخترق السعودية والأردن لإدامة تجارة اسرائيل مع دول آسيا ولتجعل منها حلقة الوصل بين الشرق وأوربا بدلاً عن البحر الأحمر وقناة السويس ليس لأن أي من الدولتين تعاني فقراً يبيح لها القفز على المحظورات تلبية للضرورات ولكن لأن حكام الدولتين يريان ان تحقيق مصالح اسرائيل يمثل المفتاح لبلوغ قلب بايدن وعتاة الإمبريالية ...وفي الوقت الذي يقيمون فيه المشاريع الاستثمارية لبناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة فإن مساعداتهم لأهل غزه أكفان وأقنعة الوقاية من كورونا...
وتحت ذريعة شجب حماس يشاركون في تدمير غزه وذبح الفلسطينيين ومن مطارات الأردن تقلع الطائرات الإسرائيلية والأمريكية المحملة بأدوات القتل لضرب الأطفال والمدنيين في غزه في حين لا يشكل عناصر حماس 1% من سكانها ...
والسيسي رضوخاً لنتنياهو يحكم الحصار على غزه ويطالب بتهجير أهلها الى صحراء النقب القاحله...والحكومات العربية منخرطة بفاعلية في جهود التطبيع مع حكومة إسرائيل الصهيونية...
وفي حين تستمر الاحتجاجات وتضيق بها عواصم دول العالم منددة بأعمال الإبادة الجماعية في فلسطين فإن شوارع العواصم العربية خلت من الاحتجاجات للتنديد بما يجري من تدمير وقتل الفلسطينيين باستثناء مظاهرة يتيمة في بغداد أو عمّان أو الجزائر العاصمة...
الناس حتى الناس في الدول العربية ينتشر فيها الجدب القيمي والجفاف الأخلاقي بمناسيب تفوق أضعاف مناسيب الجفاف الحراري حتى ان بعضهم يرفع أصوات منكره ومنحطة تدعو نتنياهو لحرق الفلسطينيين وإراحة باله منهم ...
في عام 2008 عندما كلفت صديق سوري من حمص للعثور على نسخة من كتاب صادق جلال العظم "النقد الذاتي بعد الهزيمة" الصادر عام 1968 أحضر بعد يومين نسخة من الكتاب ولكنها مطبوعة على ورق أبيض ناصعاً وليس على ورق اسمر يوم اقتنيتها عام 1968 عندما كنت طالبا في الثانوية يومذاك وعندما تساءلت مستغرباً قال صديقي: تجد جواب ذلك في مقدمة صادق جلال العظم التي دونها في مقدمة الطبعة الثانية ، وكان ما جاء فيها قوله: بعد 40 سنه من صدور الطبعة الأولى لم أجد فارقاً في أوضاع وقيم الدول العربية فقررت طبع الكتاب ثانية لأنه ما زال يناقش الواقع الراهن...
أنا اتفق مع رأي الراحل الدكتور صادق جلال العظم باستثناء جزئية واحدة وهي أن الفلوس كثرت عند بعض الحكومات العربية من جراء عائدات النفط وباتت تناطح دول الغرب في الرفاهية والأبراج وناطحات السحاب ولكن اخلاقيات انظمة الحكم فيها انحدرت الى الحضيض بشكل متوازٍ مع ارتفاع الأبراج في عواصمها رغم انها في بداوتها وابراجها لم تسجل يوماً ارتفاع في مناسيب الأخلاق والقيم الانسانية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا غرابة...
موسى فرج ( 2023 / 12 / 7 - 23:18 )
المرة الأولى التي تحصل مقالة لي على معدل 36% والمرة الأولى التي اشعر فيها بالراحة والرضا الداخلي فقط لأن مقالتي حصلت على تقييم متدني..فأنا لست بأفضل من انجلينا جولي التي هاجمها والدها ولم تبالي ولا بأفضل من سوزان ساندرون التي طردت من عملها بسبب تمسكها بقيمها الانسانيه ...أيضاً يريحني ان الحوار المتمدن مقروء من الجميع بمن فيهم الصهاينة لأننا لا نرى الصهيونية عرق أو دين إنما أيديولوجيا ونمط من السلوك ومن الطبيعي جداً ان العملة الرديئة تطرد العملة السليمة من السوق ، لكن أن تبلغ نسبة الطرد 64% فهذا لم يحصل سوى في الطرد المركزي لمفاعل ايران النووي....

اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة