الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في عراق اليوم ثلاثية.. الحرب والقوت والغضب

علي عرمش شوكت

2023 / 12 / 8
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الترقب السلبي اخذ يتسع. منبعثاً من وحدة وصراع الارادات الحاكمة، وتداعيات الحرب القائمة غير المعلنة بين الحابل والنابل، من صلب ذات البين. اما الجموع الغاضبة تراها داخلة في عمق مربع الازمة. حيث ان الغضب هو من تراكم الالم لدى الناس . وان ما تعلمناه من دروس التاريخ السياسي يدلنا على حتمية انفجار جماهيري مرتقب اذا ما دام هذا الحال المتداعي. غير ان المتربع على سدة الحكم يعيش ( ربيعاً مزدهراً ) ، ومن عليائه يرى حال الغلابى كأنهم ذباب يحوم حول موائده الدسمة، ليشبع جوعه حالماً بالشبع. والادهى من ذلك يقول المتنفذ انه صنع حياة مستقرة، ودولة شامخة منطلقاً من واقع حاله.. نعم يشاهد في الاسواق ازدهاراً تجارياً ومولات تحوي ارقى البضائع، كما تنط عمارات شاهقة مجهولة التومين، تشاهد ايضاً السيارات الفارهة قاطعة انفاس المرورية في الشوارع .. ولكن كل ذلك يدور في حيّز طبقة الاغنياء المتنفذين بالسلطة، وليس للفقراء فيه نصيب.
يؤكد علم حركة التطور بان العوامل الداخلية هي الحاسمة في عملية الانتقال من حال الى حال ارقى. فكل ماتقدم من تفاعلات داخلية يؤشر الى ان عوامل الانهيار او الانفجار او ساعة صفر الدمار آتية. ولا شك ان العوامل الخارجية هي الاخرى لها دور فاعل تبدو في عراق اليوم قد غدت توازي ما يعتمل في الداخل لدى ساعة التغيير. لعلها ليست بحاجة الى مجهر لرؤيتها. وعلى سبيل الذكر وليس الحصر . الدولار وفعله المؤذي الداخلي مثلاً ، لاشك في ان محركه عامل خارجي، كما ان سياقات السياسة الحكومية عموماً على وجه التعيين ليس الا خلا صة انعاثات خارجية . ولا يغيب عن بال مواطن عراقي ان الهرولة وراء الحرب وامتشاق السلاح المنفلت لاموجب ملح له، الا ان العوامل الخارجية بالدرجة الاساس هي التي تقتضيه.
ان كل ماتقدم يتجلى في حالة تشابك وتفاعل بين مختلف العوامل خارجية وداخلي على حد سواء، التي تفرض حتمية حدوث الانفجار . تدعو هذه الارهاصات الخطيرة الى التساءل حولة من هو المسؤول عن الذي سيتمخض؟؟ . صحيح ان بعض التفاعل الداخلي انبعث من وجود وشائج تربطه بفعل خارجي تجسد ذلك في الموقف من العدوان الاسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة .. فهو قد اثار الحمية الاخوية والانسانية لدى الشعوب ضد جرائم الابادة البشعة التي ارتكبها الصهاينة الذين قد جلبوا من شتات الارض، ومن قوميات مختلفة ولكن ظلت دولهم الغربية ترعاهم مع انهم غدوا مواطنين في الكيان الاسرائيلي. وقدمت لهم اقوى انواع الاسلحة والمساعدات المالية والسياسية الجدية، في حين كان وما زال يقتصر دعم الحكومات العربية للفلسطينيين ما على مجرد عطاء عطوف لايتجاوز الطعام كالذي يوزع في شهر رمضان على الفقراء.. الفرق بين كلمة غرب وكلمة عرب هي نقطة قد سقطت عن جبين العرب فهل هي نقطة حياء جعلتهم لايخجلون من عدم تقديم معونات كالتي يقدمها الغرب لشتات ابنائه المستوطنين في فلسطين ؟؟. ان الحرب اول احتياجاتها هي الاسلحة النارية وبعدها تاتي الانواع الاخرى لان القوة النارية لاترد ولا يوقفها الا توازن القوة.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي


.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط




.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص


.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل




.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري