الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران والتلوث الهوائي ووصول الجهلة إلى سدة الحكم!

نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان

(Nezam Mir Mohammadi)

2023 / 12 / 8
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


في أي بلد في العالم عندما يصل الجهلة إلى سدة الحكم يبدأ الزمن يسير بالعكس ويبدأ الخراب ينتشر سريعاً، وفي إيران التي ابتليت بنظام الملالي منذ 44 عاماً أصبح كل شيء سيئاً، حتى الهواء الذي صار سموماً تقتل الناس بالجملة.

وقد تسبب تلوث الهواء في طهران مؤخراً في إغلاق جميع رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والثانوية الأولى والمدارس الاستثنائية في جميع المراحل التعليمية وجعلها تُعقد بطريقة غير حضورية، كما تم منع إقامة الأنشطة الرياضية لطلاب المرحلة الثانوية في الهواء الطلق، بناءً على التوجيهات التي أصدرتها وزارة التربية والتعليم في نظام الملالي لمواجهة التلوث الهوائي!

وكان يوم الرابع من كانون الأول/ ديسمبر، واحداً من أكثر أيام سوءً في عام 2023 ، حيث أظهر فيه مؤشر التلوث الرقم 137، وهو رقم خطير للفئات الحساسة، ولهذا السبب، تم إغلاق العديد من المدارس في مختلف محافظات البلاد ، أو تم تنظيم فصول دراسية عن بُعد.

حالياً، أصفهان هي أفضل من جميع المحافظات من حيث تلوث الهواء ، حيث ذكر مدير إدارة أزمات محافظة أصفهان: "إن الهدوء والاستقرار الجوي مستمر في أصفهان، والمؤشرات الضارة المسجلة لا توجد في أي مكان آخر في البلاد " (موقع إيمنا الحكومي في 4 كانون الأول/ ديسمبر). في الوقت نفسه، تواجه محافظات أخرى مثل أذربيجان الشرقية، البرز، خراسان، خوزستان، مركزي وغيرها وضعاً مشابهاً لأسوأ الحالات.

إن أزمة التلوث الهوائي وزيادة الملوثات المستمرة هي مشكلة تطارد البلاد منذ سنوات وتعد نتيجة لعقود من العداء والتعنت للنظام الديني مع شعب إيران وحتى الأطفال الذين ليس لديهم القدرة على المقاومة.

يذكر أن وزير التربية والتعليم في الحكومة أطلق العام الماضي وعوداً وقال ان: "المدارس لن تُغلق بسبب التلوث الهوائي بعد الآن"، وأكد رئيسي نفسه على "عدم إغلاق المدارس إلا في حالات استثنائية" (موقع تابناك 21 كانون الثاني/ ديسمبر 2022).

من المسؤول عن آلاف الوفيات نتيجة للتلوث الهوائي؟

وفي حين أن موقع مراقبة جودة هواء طهران غير متاح حالياً، تقول وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا): "أن مؤشر جودة هواء طهران كان في الرابع من كانون الأول/ ديسمبر عند الرقم 155، وفي حالة حمراء وخطيرة لجميع الأفراد، لا يمر يوم دون أن نرى وفاة أحبائنا بسبب تلوث الهواء في البلاد".

رئيس الوكالة الوطنية للهواء في منظمة حماية البيئة يقول: "في عام واحد، فقد أكثر من 26 ألف إيراني حياتهم بسبب التلوث الهوائي، إن الخسائر الناتجة عن هذه الوفيات تقدر بحوالي 11.3 مليار دولار". (موقع خبر أونلاين في 4 ديسمبر).
ووفقاً لهذا التقرير، فإن طهران شهدت أكثر من 6 آلاف حالة وفاة بسبب التلوث الهوائي، مما يتسبب في خسائر تقدر بنحو 3 مليار دولار.

شدة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في إيران عشر مرات أكثر من الولايات المتحدة

على الرغم من أن وضع الفاشية الدينية الحاكمة في إيران لا يمكن مقارنته بأي نظام سياسي آخر، يمكن للمقارنات أن تظهر شدة الأزمة، غازات الاحتباس الحراري هي أحد المؤشرات التي تظهر مدى ما قدمته نظام الولاية الفقيه للشعب الإيراني وللعالم.

وفقًا للإحصائيات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي، فإن شدة انبعاث غازات الاحتباس الحراري في إيران تقريبًا ثلاثة أضعاف الصين وأكثر من عشرة أضعاف الولايات المتحدة، بينما يتم في المتوسط في العالم إطلاق نصف طن من غازات الاحتباس الحراري لكل ألف دولار من الناتج المحلي الإجمالي، فإن هذا الرقم في إيران يتجاوز 2.5 طن (ما يعادل ثاني أكسيد الكربون) لكل ألف دولار من الناتج” (بيانات باز في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر).

وتعتبر الإنتاجية المنخفضة للاقتصاد، والاعتماد على الوقود الأحفوري، وعدم الاستثمار في الطاقة النظيفة، وإهمال الحكومة للتنمية المستدامة من بين العوامل التي تسهم في إنتاج غازات الاحتباس الحراري غير المستدامة في إيران.

يقول تقرير وزارة الصحة الإيرانية إنه يتم تسجيل وفاة 41 شخصًا يوميًا بسبب التلوث الهوائي، ويعترف بأن أكثر من 75,000 شخص فقدوا حياتهم خلال الخمس سنوات الماضية نتيجة التلوث الهوائي، وهذا يتطلب من الشعب الإيراني إزالة العامل الرئيسي للتلوث في المجتمع الإيراني وهو نظام ولاية الفقيه الذي يجب تجريفه من أرض إيران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تفرق محتجين اعتصموا في جامعة السوربون بباريس


.. صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد




.. غزة: أي فرص لنجاح الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دعوة لحماس من أجل قبول العرض الإسرائيلي -السخي جدا- وإطلاق س




.. المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية