الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رَيْثَ يَأْتِي رَبِيع

عبد الله خطوري

2023 / 12 / 8
الادب والفن


كَينوناتٌ مُكَبَّلَة :
وكانت كينونات الحظيرة مكبلة بأصفاد، لا تعرف للبراري سبيلا، مرهونةً ظلت داخل أقفاص شفافة، تجرجر أوجاعا متهدلة، منتكسات إناثُها راضيات يلدن المزيد والمزيد، تتفانى ذكورُها تَغرق في خدمات آلسخرة، وقوات السنور السمين تخزها بعصي وسياط وأحذية البروتكال، حتى إذا حان حَيْن أحدها، رُمِي بقَدَره بين كماشات المجازر يُذبح يُسلخ .. تُؤكلُ الأبدان تباعا ثم يُلقى بما تبقى من أرواح كما آتفق في جِنان جائرات ...

دِيدَانٌ رُبَّمَا :
هنااااك، حيث العين ترى أكثر من مداها وتراهم، بين فجوة وفجوة، بين ثنايا فراغات مفرغة من خَلل مسام آلمسام أبصرتهم .. كينونات دقيقية حان موعد ميلادها الجديد .. ربما .. شرانق تنبجس من عساليجها ديدان عُمْيٌ صُم بُكْم تنحني تترنح تزحف تتلوى تتمدد تنقبض تتدانى تتباعد تتشابك تخبّ تدب تَنْغَلُ تعفسها أرجل لا مبالية يمر أصحابها لا يقفون ... انحنيتُ، تلقط عيناي حسيس خشخشاتها المكتوم .. حزينة كانت، ربما، في وجوم مرتبك يهمس بعضها لبعض .. عَلَّنا وُلدنا في أحد ليالي آلشتاء آلخاليات من آلأحلام، عَلَّنا وُلدنا قبل آلأوان، علنا بنات ربيع محتشم، لا حُلْم له لا حُلْم لنا، بآلكاد يولد نولد وإياه بين حنايا تلابيه المجعدة، لعلنا لمْ نولد بعدُ، علنا لن نولد أبدا .. ربما .. ربما ..

تُولَدُ رَيْثَمَا :
في صندوق بريد بالوعات آلمجاري، وَجَدَتْ مقذوفةٌ نفسَها ملقاةً في تفاصيل آلركام .. تَلقفَها طائر يشبه آلغراب .. نقر نقرة آرتشف وطار .. وفي عشه باض بيضة سلخت قشرتها، فخرج إنسان في حجم عود ثقاب ...

يَأْتِي رَبيع :
أ مازال ثَمّةَ أمل أَنْ يَشْدُوَ حسونيَ القَشيبُ أنْ تُشقشق العناديلُ ترفرف الفَراشاتُ آلحِسَانُ من جديد في جَنائن بلا عَثرات بلا جَمرات بلا أسْيجة من لهب الحريق ؟؟ هل هناك بَصيص رجاءٍ أنْ يَعودَ طائري مرة أخرى إلى فَنَنِهِ آلغَضّ آلرَّطِيبِ، إلى سمائه الصغيرة، إلى إخوة له صغار، إلى أُمّ تركها فَدْعَاءَ ثكْلَى تَرنّحُ دموعُها حَرّى في آنتظار رُجُوع لا يَؤُوبُ .. تكلمي أيتها الروائح المُفَحّمَة المُتصاعدة من جوف عذاباتنا، تكلمي أيتها آلكائنات الدقيقة، أيتها آلديدان التي تتلوى تنحني، بُوحِي ببعض أسراركِ القَميئة .. لا سِـرّ لديكِ، كل شيء نعرفه الآن .. وحتى ما تبقّى في حََنايانا من نَسمات مَفلوجة سألقيها في لظاكِ الآنَ وأرتاحُ مِنْ بَرَمي ومن وَهَني .. مُشْتَعِلا سأُقْبِلُ لا أُعَاني .. لِتَأْكُلِ آلدُّهُـورُ مِنْ فَسَـائِلِي، لتَمْتَص مِنْ عُصَارَتِي ما شاءت ولم تشأ، لتحتسِ مِنْ جَدَثٍ وَمُهْجَـةٍ كَانَتْ تَهِيمُ في حَيَاةٍ تُـسْرٍعُ تَهْـَـرَعُ وَفِي آنْتِكَاسٍ ستحترق لن أبالي، منتفِضا في آختلاج سَأضطرمُ أتقِدُ ريثَ يأتي ربيع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح