الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب الوحدة الوطنية.. واستفراد القوى المعادية بغزة

سليم يونس الزريعي

2023 / 12 / 9
القضية الفلسطينية


بمعزل عن الموقف الفلسطيني صاحب العلاقة كشعب وأرض، يكاد يكون هناك اتفاقا واسعا بين أطراف دولية وإقليمية على أن قطاع غزة بعد 7 أكتوبر لن يكون كما قبله، عندما كانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تقيم سلطتها في القطاع بعد سيطرتها عليه بالقوة المسلحة على حساب أجهزة منظمة التحرير الفلسطينية التي تتولاها حركة فتح فيما يسمى المحافظات الجنوبية ضمن مشروع الدولة الفلسطينية حتى 14 يونيو 2007، جراء عملية طوفان الأقصى التي شكلت زلزالا غير مسبوق ليس على الصعيد العسكري ولكن أيضا على صعيد الوعي لدى الكيان الصهيوني.
ومع أن الكل المعادي استغل ما جرى ليكرس مقولة غزة بعيدا عن سياقها الطبيعي وهي أنها جزء أساس من مشروع الكيانية الفلسطينيةـ في تكريس مشبوه لحالة الانقسام الشاذة التي كانت سائدة خلال السنوات الماضية، ومن موقع تبني الولايات المتحدة وجهة نظر الكيان الصهيوني من الحرب على غزة ، كامتداد عضوي لها، تعمل واشنطن على نرتيب وضع غزة ما بعد الحرب بما يحقق أهداف العدوان في المديين المرحلي والاستراتيجي، بالبحث مع الأطراف الإقليمية والكيان الصهيوني بشكل أساسي كونه بات يحتل القطاع عسكريا ويفرض سيطرته عليه؛ حول مستقبل قطاع غزة..
وفي سياق لي عنق الحقيقية اعتبرت القوى المعادية الحرب على غزة وأهلها، التي هي في توصيفها "التقني" مع كل البشاعة التي تنتج عنها حربا على حماس وفق الأهداف المعلنة لهده الحرب من قبل الكيان الصهيوني ، التي هي أيضا حرب نتنياهو الشخصية. يؤكد هذه المقاربة تصريح نتنياهو الذي جاء فيه "قلت له (بلينكن) أقسمنا، وأقسمت أن نقضي على حماس. وليضيف لا شيء سوف يوقفنا.. سنواصل هذه الحرب حتى نحقق الأهداف الثلاثة: إطلاق سراح جميع المختطفين لدينا، والقضاء على حماس بشكل كامل، وضمان ألا تواجه غزة مثل هذا التهديد مرة أخرى".
ومع أنه من الصعب تصور تحقيق الكيان الصهيوني لهدفه من هذه الحرب بالقضاء على حماس كبنية عسكرية، وإنهاء حكمها قي غزة على غرار ما حدث في العراق، بالشكل الذي يخطط له الكيان، لكن استمرار سلطة حماس هو الذي لم يعد موضوعيا ممكنا كسلطة بأدواتها وأجهزتها، كون الكيان الصهيوني ربما يكون لاعبا مقررا قي ذلك من خلال وجودة الفعلي على امتداد مساحة قطاع غزةـ وهو أمر تدركه الولايات المتحدة التي تتفق معه ومع دول أخرى من أنه لن يكون لحماس دورا في حكم القطاع فيما بعد انتهاء الحرب إلا أن هناك تباين بين واشنطن والكيان حول الجهة التي ستحل محل حماس في إدارة شؤون القطاع.
وهنا يبرز دور السلطة الفلسطينية كصاحبة الولاية الشرعية، التي اعتبرتها فرصة تاريخية في ظل تعالي وتيرة الحديث خاصة الأمريكي عن حل الدولتين، ومن أنه لا يمكن فصل مصير غزة عن الضفة ضمن أي حل سياسي، لذلك أبدت السلطة الفلسطينية استعدادها لتولي مسؤولية القطاع ضمن رؤية شاملة لحل سياسي يشمل الضفة والقطاع ، لكن استعداد السلطة يواجه أكثر من تحدي كون إرث تجربة حماس في غزة ثقيل جدا على المستوى الأمني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، ناهيك عن أن السلطة بأدائها السيء في الضفة لن تكون محل ترحيب شعبي، إضافة إلى أن حماس ستعتبر أن السلطة ستكون وكيلا للاحتلال قي غزة، ويمكن استشراف ذلك من خلال دعوة فتحي حماد عضو المكتب السياسي لحماس، ووزير داخليتها الأسبق بالخروج عن طاعة الرئيس محمود عباس . بل واستحضر حماد شعار حركة الإخوان المسلمين بأن طالب الشعب الفلسطيني بالاستعداد لحمل ما سماها راية الخلافة ، وأضاف لا يجوز للرئيس "الخائن" عباس ان يتحكم في القرار، ويجب التخلص من أسباب العمالة والخيانة لليهود والنصارى.
هذا التصريح يكشف مدى البؤس الذي يعيشه المشهد الفلسطيني ، الذي تحضر فيه الأجندات الحزبية للفصائل على حساب دم وأرواح عشرات الآلاف من أهل غزة إضافة إلى ما يجري في الضفة.
ويبدو أن القوى الفلسطينية لا تريد أن تتعلم من دروس التاريخ، وإلا ما كان لما يجري في غزة أن يكون بهذا الشكل، في الوقت الذي توحدت فيه كل القوى والأحزاب الصهيونية على أهداف الحرب مع كل ما بينها من تناقضات ، بأن فرطت حماس وفتح في أحد أهم أسلحة مواجهة المحرقة في بعديها السياسي والكفاحي، وهي الوحدة الوطنية، من خلال غياب الموقف الفلسطيني الواحد في مواجهة إصرار الأطراف المعادية على هندسة مصير غزة يما يتوافق والشروط الأمريكية الصهيونية للمشهد الفلسطيني في غياب الطرف الفلسطيني الواحد الفاعل.
هذا الغياب الناتج عن الانقسام كان وما يزال عامل ضعف في الموقف الفلسطيني، الذي مثل طوال أكثر من ستة عشر عاما جريمة موصوفة في حق الشعب الفلسطيني، جعل نتنياهو يرفض فكرة أن يكون لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلة في السلطة الفلسطينية أي دور مستقبلي في قطاع غزة، مؤكدا أن الطريقة الوحيدة للتأكد من أن غزة بعد الحرب منزوعة السلاح هي أن يشرف الجيش الإسرائيلي -وليس القوات الدولية- على هذه العملية.
قيما طالب الرئيس الأمريكي بإعادة تأهيل السلطة أولا ، وذلك بـ"ضرورة القيام بإصلاحات تعزز السلطة الفلسطينية، مثل محاربة الفساد وتقوية المجتمع المدني"، مشيرا إلى أن "تغيير القيادة الفلسطينية وكيفية اختيارها أمر يعود للفلسطينيين". وقال "إننا نتطلع إلى إنهاء دائرة العنف والتوصل إلى حل يسمح للفلسطينيين والإسرائيليين بالعيش بسلام ضمن حل الدولتين".
ونعتقد أنه من العبث القبول الفلسطيني بأي حل سياسي فيما تسعي القوى المعادية لشطب حماس من المعادلة السياسية الفلسطينية، كونه غير واقعي ، فيما الواجب يتطلب أن تقوم منظمة التحرير بدورها كممثل لكل الشعب الفلسطيني من خلال اتفاق جميع ألوان الطيف السياسي والفكري لمواجهة تحدي شطب القضية الفلسطينية من خلال ما يرتب لغزة، عوض ترك غزة للكيان الصهيوني والقوى المعادية، وليكون موضوع الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير هو الرد على ما يحاك لغزة والقضية الفلسطينية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة