الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابوالعلاء المعري وثقافة المجتمع المدني

عادل الامين

2006 / 12 / 9
ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن


بمناسبة الاحتفال بمرور خمس اعوام على موقع الحوار المتمدن
دراسة تاريخية ادبية اجتماعية لعلها تجيب اسائلتنا الراهنة


أبو العلاء المعرى وثقافة المجتمع المدني
كما أسلفنا في هذا المنتدى إن هذه الأمة لم تكن يوما معطوبة فكريا،إن هناك رجال حملوا مشاعل النور عبر العصور..إلا أن سياسة التهميش والتغييب المتراكمة عبر السنين..واتباع(كل هماز مشا بنميم عتل بعد ذلك زنيم) هو الذي قادنا إلى السقوط المدوي والإفلاس الحاضر
**********
دعا الفيلسوف/الشاعر أبو العلاء المعرى إلى احترام العقل وتمجيده كأداة معرفية حقيقية..رفعت الإنسان من مصاف الحيوان درجات..وجعل العقل هو أداة المعرفة للتوصل للحق والهدى
آيها الغر أن خصصت بعقل
فاسألنه فكل عقل نبي
**********
انتقد المعرى المذاهب وعرى دورها في تفكيك نسيج المجتمع العربي/الإسلامي..واعتبرها معاول هدم وليس عوامل توحيد..رغم نعيق زعماؤها وثقافتهم الصوتيةالانشائية غير العلمية..قال أما المذاهب فهي التى أضعفت الدين أفسدت اليقين..حيث وظفت في خدمة الرؤساء
إن هذه المذاهب أسباب*** لجلب الدنيا إلى الرؤساء
كالذي قام بجمع الزنج***في البصرة والقرمطى بالاحساء
************
دعا المعرى الشفيف إلى تجاوز العنصرية ودعا إلى دولة المواطنة المتساوية وامتد حسه الوطني من المحيط إلى الخليج آنذاك..قبل أن ينعق بها دعاة الوحدة العربية الشوفينية المأزومة ألان
لا يفخر الهاشمي على ***امرئ من آل بربر
فالحق يحلف ما على***عنده إلا كقنبر
والأمام على كرم الله وجهه ليس في الاعتبار الإنساني افضل من خادمه قنبر..ولاالعربى افضل من الهاشمي..والدعوة للمساواة ة بين البشر دعت لها كل الأديان ونادى بها الإسلام..قال الله تعالى(يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكروانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفو إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير)
ولكنها من فم أبو العلاء ومن عقله ووجدانه لها طعم خاص..
*************
أما رؤية المعرى للطغاة والطغيان فهي تشبه رؤية أي ليبرالي شريف معاصر..كانوا في نظره أهون من بعوضة واحقر من ذبابة..فقد اصبحوا وفى عصره كل همهم(قطع السبيل على الضعيف)..ومهاجمة النساء(ولم يعفو النساء من الهجوم)..وطبعا ذلك بمساعدة رجال الدين
يسوسون الأمور بغير عقل***فينفذ أمرهم ويقال ساسة
فأف من الحياة و أف منى***ومن زمن رآسته خساسة
أكد المعرى ومن منظوراقتصادى بعيد المدى امتد إلى عصرنا هذا..ليس على الشعب أن يدفع الضرائب والمكوس ويتحمل فساد الحكام
وارى ملوك لا تحوط رعية*** فعلام تؤخذ جزية ومكوس
بحسه الحضاري السابق لعصره إن الملك أو الرئيس تجب طاعته إذا كان يحوط الرعية بعنايته وينفق عليها ما دفعته في شكل مشاريع وتنمية وضمان اجتماعي
وقد دعا المعرى إلى اشتراكية مبكرة أو توزيع عادل للثروة
لو كان لى أو لغيري قيد أنملة***من البسيطة خلت الامرمشتركا
****************
أما المدلسين من بطانة الحكام من اللذين يزينون لهم باطلهم من انتهازيين ورجال دين باعوا دينهم بدنياهم فقد أسهب المعرى في وصفهم باقزع الصفات إلى درجة وصمهم بالعهر
كذب الذي سمى الملك قاهرا***نحن الازلة والمليك القاهر
وكذلك يدعى طاهرا من كله***نجس ويفقد في الأنام الطاهر
**********
لم ارض رأى ولاة لقبو***ملك بمقتدر وآخر قاهرا
هذه صفات الله جل جلاله***فالحق بمن هجر الغواة مظاهرا
كم قائم بعظاته متفقه***في الدين يوجد حين يكشف عاهرا
لقد دعا المعرى إلى ثورة يمكننا أن نعتبرها ثورة ثقافية لتخلص الناس من أمثال هؤلاء ولكنه رمز لها بالطوفان
والأرض للطوفان مشتاقة*** لعلها من درن تغسل..
*****************
هذا غيض من فيض بحر علوم أبو العلاء المعرى..إذا وزن بميزان مفكرين العصر لرجحت كفة المعرى ولو جئنا بمثلهم مددا..لو كان هذا الرجل المستبصر يعيش في زماننا..لا ضحى فارسا لا يشق له غبار فى معركة حوار الحضارات أو صدامها..
هذا هو أبو العلاء المعرى ولو تفندون!!
(المرجع:فىسبيل موسوعة فلسفية،أبو العلاء المعرى،الأستاذ خليل شرف الدين،دار مكتبة الهلال،بيروت)












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ