الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدم تبلور عالم متعدد الأقطاب.. تحصد غزة نتائجه

ضيا اسكندر

2023 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرةٌ هي الاتهامات التي طالت ما يسمى «محور الممانعة والمقاومة» بعد 7 تشرين الأول من هذا العام؛ إثر اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل.
فقد اعتقد الموالون للحلف المذكور، أن هجوم حماس المباغت صبيحة ذلك اليوم على إسرائيل قد تم بالتخطيط والتنسيق مع جميع أطراف الحلف، ليتبيّن فيما بعد أن أطراف الحلف فوجئت كغيرها بشنّ ذلك الهجوم، ولم تكن على علمٍ به.
ولحفظ ماء الوجه، فقد قام كلٌّ من حزب الله اللبناني وفصائل الحشد الشعبي في العراق وأنصار الله في اليمن بتوجيه ضربات إلى إسرائيل وإلى القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، وفق قواعد الاشتباك المتفق عليها، دون أن تشكلّ توسّعاً للحرب التي يسعى جميع أطرافها إلى عدم الوصول إليها لأسبابٍ شتى.
وبالعودة إلى نشوب الحرب بين حماس وإسرائيل، فقد سارع حلف الناتو إلى تقديم كل ما يلزم لإسرائيل لدعمها في مواجهة حماس؛ عسكرياً ومالياً وإعلامياً وسياسياً..
في حين اكتفت الدول المناهضة لدول الناتو، وفي طليعتها روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، بإدانة المجازر الإسرائيلية التي ارتُكبت في قطاع غزة، والتي نجم عنها مقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين، جُلّهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وتهجير أكثر من 70% من سكان قطاع غزة نحو الجنوب. ناهيك عن تدمير رهيب للمباني السكنية مع كل ما يتبعها من بنية تحتية من (المشافي، والمدارس، والمحطات والمياه والكهرباء..).
ولم تكلّف روسيا والصين نفسيهما حتى استدعاء سفيريهما من تل أبيب، في دليل على اعتمادهما على مفهوم البراغماتية في أسطع، بل أبشع صوره. مفضّلتين مصالحهما مع إسرائيل والدول التي تساندها على موقفهما المبدئي والإنساني، الذي غاب تماماً حيال جرائم حرب الإبادة التي تنتهجها إسرائيل.
أما شعار «وحدة الساحات» الذي لطالما ذُكِر على ألسنة ممثلي حلف الممانعة والمقاومة، فلم يكن له مفعول على الأرض إلا في حدوده الدنيا، وقد يكون السبب أن أطراف الحلف لم تكن جاهزة لخوض هذه المعركة الوجودية، على الرغم من أنها تمتلك أسلحة جبارة يمكن أن تزلزل إسرائيل. ولا يعني ذلك أنها ستكون في منأى عن الدمار، فإسرائيل تمتلك هي الأخرى أسلحة مرعبة بما فيها النووية والتي يمكن أن تختار عند الضرورة خيار شمشون.
لقد بات واضحاً أن الحرب الدائرة حالياً، سواء بين روسيا وأوكرانيا، أو بين حماس وإسرائيل، هي حرب ضارية بالوكالة، بين قطبين أحدهما يأفل تدريجياً، لكنه ما زال يمتلك أنياباً فتّاكة، وآخر قوي أيضاً، وعلى الصعد كافة، ويتقدم ببطء، لكنه غير قادر بعدُ على فرض رؤاه السياسية والاقتصادية والقانونية على المجتمع الدولي.
وقد يطول الصراع بين القطبين سنوات طويلة قادمة، ما لم تُدمَّر الأرض بفعل جنون بعض قادتها جرّاء استخدامهم لأسلحة قد تبيد الحياة برمّتها عن وجه البسيطة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة