الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيناريو اليوم التالي منذ حرب النكبة

رضي السماك

2023 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


لعل حرب الإبادة الصهيونية التي تشنها إسرائيل على أهالي القطاع منذ أكثر من شهرين، هي أكثر حروبها العدوانية في المنطقة منذ نكبة 1948 التي ما برح المراقبون والمحللون في عالمنا العربي والعالم بأسره يتساءلون منذ يومها الأول عما سيكون عليه سيناريو اليوم التالي ،ويضعون إجابة على هذا السؤال تخمينات وتوقعات سياسية شتى .لكن ماذا عسى سيكون عليه اليوم التالي لنهايتها حقاً؟وهل سيكون سوى فرض الواقع الذي تبتغي إسرائيل فرضه على الفلسطينيين؟ وهل ثمة قوة دولية أو منظمة دولية قادرة على إلزام إسرائيل بغير ما تشتهي فرضه من تلك الحرب؟
ثم أوليس هذا ما فعلته إسرائيل طوال 75 عاماً في كل حروبها العدوانية في المنطقة منذحرب النكبة؟ فالدول العظمى إذ اعترفت بإسرائيل فور إعلانها لم تبالِ ، ولم تفكر في سيناريو اليوم التالي لنهاية حرب 1948، رغم أن اعترافها يُعد اعترافاً غير شرعي حتى بالمعايير الدولية؛ كون الأرض التي أقامت عليها كيانها أكبر من المساحة المخصصة لها في قرار التقسيم 1948،وبالتالي لم يكن سيناريو اليوم التالي سوى بروز النتائج المأساوية لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه إلى قطاع غزة وبلدان الجوار ، بل هي بعد اعترافها بالدولة العبرية لم تكترث بعدم امتثال إسرائيل لقرار الأُمم المتحدة رقم 194 والذي صدر غداة الحرب في ديسمبر 1948 والقاضي بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجّروا منها. والحال مماثل فيما يتعلق بنتائج حرب 1967 التي شنتها على ثلاث دول عربية( مصر وسوريا والأردن)، إذ ما فتئت ترفض كل القرارات الأُممية الخاصة بانسحابها من أراضي هذه الدول التي احتلتها، وظلت الدول الغربية الكبرى تحابيها بعدم إلتزامها بتلك القرارات دون أن تفكر أو تبالي بنتائج سيناريو اليوم التالي المتمثل في ظهور المقاومة الفلسطينية المسلحة في دول الجوار، والتي نعتت وحلفاؤها الغربيون مقاتليها ب " الارهابيين"، كما أنها أعلنت عن ضمها بعد سنوات الجولان السوري، وإعلان القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لها، وشروعها في مشاريع الإستيطان، ثم ظهور المقاومة المسلحة من داخل القطاع. وما كل ذلك إلا من جراء عدم التفكير في سيناريو اليوم لعدم مبالاة حلفائها الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة !
ولو إن إسرائيل استجابت لقرار إعادة المهجرين إلى ديارهم لما نشأت أصلاً مشكلتها الأمنية الحالية مع "حماس" والتي هي من خلقتها بنفسها. ولعل القليلين في عالمنا العربي والعالم من يعرف أو يتذكر اليوم بأن سكان القطاع البالغ عدده الآن مليونان وثلث نسمة غالبيتهم العظمى ليسوا من سكان القطاع الأصليين الذين كانوا وقت النكبة 80 ألف نسمة فقط،أُضيف إليهم 200 ألف هجّرتهم إسرائيل من 247 قرية ومدينة في حرب 1948،وحشرتهم في القطاع الذي تشكل مساحته 365 كيلو متر مربع (1% من مساحة فلسطين) بعد ما كانوا يعيشون في أراضيهم التي شُردوا منها على مساحة 50% من مساحة فلسطين.واليوم وصل سكان القطاع إلى مليوني وثلث نسمة يعيشون على مساحة تقرب من نصف مساحة أصغر دولة عربية البحرين، ومنذ ما يقرب من 20 سنة ظلت تفرض عليه إسرائيل الحصار الشامل براً وبحراً وجواً.
اأكثر من ذلك فإن الدول العظمى الغربية التي سارعت بالاعتراف بالدولة العبرية ما زالت ماضية قُدماً في غيها، رغم كل جرائم الحرب التي ارتكبتها وترتكبها منذ تأسيسها، وتصر على دعمها بكل وسائل الدعم -سياسيا واقتصادياً وعسكرياً- بما في ذلك في حربها الحالية على سكان القطاع. فبريطانيا مثلاً التي كانت صاحبة وعد بلفور لم تفكر قط في التكفير عن ذنبها الإجرامي لعواقب هذا على الشعب الفلسطيني بأن كانت أمينة ليس في الوفاء بذلك الوعد وتسهيل الهجرة اليهودية إلى فلسطين، بل وصلت بها الخسة والنذالة إلى أن تحتفل وتتباهى خلال حكومة تيريزا ماي قبل ست سنوات (عام 2017) بمرور قرن على إصدارها ذلك الوعد المشؤوم.أما الولايات المتحدة التي ما فتئت تزوّد إسرائيل منذ بدء حربها على القطاع بأحدث الأسلحة، مئة قنبلة، من طراز "BLU"، كما أجهضت بالفيتو قرار مجلس الأمن القاضي بوقف فوري لحرب إسرائيل على القطاع. أما بريطانيا فإنها لم تتوان بموازاة ذلك عن تقديم كل أشكال الدعم دعم لإسرائيل على القطاع، وآخرها إعلانها بتسيير طائرات استطلاع جويةا لتحديد أماكن المحتجزين، يحدث كل ذلك على الرغم من كل موجات الاحتجاجاجات الشعبية المتعاقبة التي تجتاح الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الحرب الإبادية التي تشنها إسرائيل على أهالي القطاع!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تفرق محتجين اعتصموا في جامعة السوربون بباريس


.. صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد




.. غزة: أي فرص لنجاح الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دعوة لحماس من أجل قبول العرض الإسرائيلي -السخي جدا- وإطلاق س




.. المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية