الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في الحرب على غزة

عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)

2023 / 12 / 9
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


منذ الأيام الأولى للحرب قلنا بأن الأمريكان ليسوا متضامنين مع الكيان الصهيوني، بل هم جزء من هيئة الأركان التي تدير الحرب. فلقد جاء وزير الخارجية، وجاء الرئيس بيدن. ثم جاء وزير الدفاع وعدد من قادة هيئة الأركان ومعهم معاونيهم وبعض الخبراء. وهم إلى اليوم في قاعة العمليات في تل أبيب.
ومنذ البداية فتح الأمريكان غرفة ديبلوماسية موازية لغرفة العمليات العسكرية. حيث أعدّ السفير السابق المتقاعد "ديفيد ساترفيلد" الخطة. واشترك معه في تنفيذها كلّ من مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "ويليام بيرنز"، ووزير الخارجية "بلينكن".
ولقد كان واضحا أن جميع التحركات الأمريكية وجميع الاتصالات وأغلب التصريحات مُجرّد حِيَلْ، تُخفي هدفين أساسيين: الأول، شراء مزيد من الوقت للكيان الصهيوني، وإعطائه الفرصة لمزيد التدمير والقتل، لعلّه ينجح في القضاء على المقاومة عسكريا. أو ينجح في تحطيمها معنويًّا بإبادة السكان على نحو يفرض عليها الاستسلام.
والهدف الثاني من التحرّك الأمريكي هو تعزيز "جبهة التحالف العربي الصهيوني" ومنع انفراطها.

وإذن من غير الطبيعي أن نستغرب عرقلة الولايات المتحدة الوصول إلى وقف إطلاق النار باستخدام حق الفيتو. لأن أمريكا منسجمة مع سياسة إسرائيل ومع مخططاتها باعتبارها جزء من ميكانيزم السيطرة على المنطقة.

فعلى من تقع المسؤولية؟
إسرائيل باعتبارها كيان مُفْتَعَل ولقيط وبلا جذور ولا أوعية تاريخية وحضارية، تبقى، برغم كل وسائل الموت التي تمتلكها، كيان هشّ وضعيف، لأنّ مقوّمات قوّتها لا تكمن في بنيتها الداخلية، بل تقع خارجها. بمعنى أنّها تقف على ركائز برّانية. الرّكيزة الأولى هي الدعم الغربي عموما، والدعم الأمريكي المُطلق، والمفهوم، والذي عبّر على نفسه البارحة في عرقلة قرار مجلس الأمن بوقف العدوان على غزّة.
أما الرّكيزة الثانية فهي التّواطؤ العربي، الذي عبّر عن نفسه بتنصّل الجامعه العربية من المسؤولية، باختبائها وراء قمّة فضفاضة تتكون من 57 دولة مُعظمها عندها مشاكل ورهانات خارج الشرق الأوسط، وليست معنية بفلسطين أصلا.
بهذا المعنى، إسرائيل لن تتوقّف عن مشروع التهجير باستخدام جريمة الإبادة الجماعية إلّا بصمود المقاومة. والولايات المتحدة الأمريكية لن تتراجع عن دعمها لهذه الجريمة إلا بالإجراءات الموجعة التالية:
قطع العلاقات.
وقف تصدير النفط.
طرد قواعدها العسكرية.
إسقاط اتفاقيات السلام مع إسرائيل.
ودون مثل هذه الإجراءات. ودون انتصار ميداني للمقاومة، نحن فعلا أمام كارثة إنسانية شاملة في فلسطين، ستبدأ بالمجاعة وانتشار الاوبئة، وتنتهي بنكبة عربية كبرى.
@








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. وقفة احتجاجية لأنصار الحزب الاشتراكي الإسباني تضامنا مع رئيس


.. مشاهد لمتظاهرين يحتجون بالأعلام والكوفية الفلسطينية في شوارع




.. الشرطة تعتقل متظاهرين في جامعة -أورايا كامبس- بولاية كولوراد