الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملحوطات عن موضوع تصفية عرقية

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 12 / 9
القضية الفلسطينية


اندلعت الحرب على قطاع غزة في السابع من تشرين أول الماضي وهي ماتزال مستعرة اليوم في 8 كانون أول ، ديسمبر. حيث يحاول الجيش الإسرائيل إفراغ القطاع من سكانه بوسائل عسكرية متطورة و أساليب تحاكي تلك التي تستخدمها الولايات المتحدة الأميركية في المجازر الجماعية التي ترتكبها خلال حروبها الكثيرة منذ الحرب العالمية الثانية إلى الآن ، و صولا ليس إلى انكسار الخصم ، و لكن إلى محو هذا الأخير وإبادته نهائيا ، ما يعني أن فعل الإبادة يطال أيضا السكان المدنيين إلى حد تعطيل قدرتهم على بناء جيش أو حركة مقاومة وطنية .
استنادا إلى ما تناهي إلى العلم ، أن الجيش الإسرائيلي تمكن في أغلب الظن من إلحاق دمار واسع في الأبنية السكنية ، و التعليمية و الاستشفائية ، بالإضافة إلى البنية التحتية فيما يخص شبكة الطرقات و توزيع مياه الشفة و الكهرباء و الصرف الصحي .كما أنه استطاع قتل آلاف السكان المدنيين بواسطة القصف الجوي العشوائي ، حيث يتوافق الكثيرون من المحللين العسكريين على القول أن الغاية منه ، في شروط المواجهة الدائرة حاليا هي في جوهرها سياسية و ليست عسكرية ، أي أن إسرائيل تحاول إملاء خطة سياسة بواسطة إلقاء آلاف القنابل التي تزن كل منهاعشرات الأطنان من الطائرات على قطاع غزة حيث توجد أعلى كثافة سكانية في العالم ، و بالتالي فإن إسرائيل تصبو إلى تحقيق هدف نهائي يمكن اختصاره بالتصميم على إخلاء قطاع غزة من سكانه عن طريق قتل أكبر عدد منهم و إجبار الناجين على الهرب و اللجوء .هذه سياسة معروفة يتبعها المستعمرون الاستيطانيون في كل مكان و زمان ، تسمى تصفية عرقية . تحسن الملاحظة في هذا الصدد أن إسرائيل تحظى في محاولتها تصفية الفلسطينيين ، إبادة و طردا ، بدعم " غير مشروط " من دول " الحضارة الغربية "
من الطبيعي أن يوصلنا التفكر في إشكالية حرب " الحضارة الغربية " على الفلسطينيين إلى حركات المقاومة الفلسطينية و اللبنانية و العراقية و السورية و اليمنية ، التي تحاول في الراهن ،ردعها ورد كيدها ، لا سيما أنها حشدت و جيشت منذ اليوم الأول للحرب . و لكن اللافت للنظر أن وفود ا من الدول الغربية تتوالى إلى لبنان بحجة الحد من التوتر على حدوده الجنوبية ، نتيجة مساندة المقاومة في لبنان ، للمقاومة في قطاع غزة و الضفة الغربية . لا يتسع المجال هنا للدخول في تفاصيل مكايد الدول المذكورة للمقاومة في لبنان ، و لكن يبدو أن الرسالة التي نقلتها هذه الوفود هي أن المطلوب إخلاء المقاومين من المناطق الحدودية حتى لا يُخلى الناس و المقاومون منها بالقوة ، على شاكلة ما يجري في قطاع غزة . ما يعني ضمنيا ، في نظر هذه الوفود أن المقاومة في قطاع غزة ليست معنية ، أو بتعبير أدق لا يحق لها التدخل في شؤون الضفة الغربية ، و بالتالي إن الانتفاضة التي قادتها تحت شعار " طوفان الأقصى " من أجل رفع الحصار و تحرير الأسرى ، ليست انتفاضة ضد الاحتلال ، ينبني عليه أيضا أنه من البديهي أن هذه المعادلة تنطبق ، تبعا للمنطق نفسه، على المقاومة في لبنان والعراق و سورية و اليمن !
الغريب في هذه المسألة ، أن الوسطاء يأتون باسم دول غربية تقدم دعما غير مشروط لإسرائيل و هي منخرطة في القتال معها في القطاع . و ما يزيد اطين بلة ، هي الضبابية التي تلف هذه المسألة ، حيث أن هذه الدول تزعم ، و على الأرجح أنها لا تكذب ، بان لها حلفاء في لبنان و سورية و العراق و اليمن و فلسطين ! هذا الأمر يعيد إلى الأذهان أن " المسألة الوطنية " هي الأساس ، و أن التحرير الوطني يترافق مع العمل على جعلها " قضية وطنية "
وأخيرا صار الثمن المبذول باهظا، فصار الاستسلام جحود و خداع !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف