الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البروتوكولات وقواعد العالم التي تحكمها الصهيونية

محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)

2023 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


استنبطت من المراجع هذه البروتوكولات بهدف التماثل (الانولوجي) بين واقعنا الحالي والمخطط الصهيوني منذ بداية القرن المنصرم. كتبت مقالات عدة عن الشركات المساهمة وادارتها للسياسة العالمية عموما والشرق الأوسط خصوصا، وكتبت عن آفاق السياسة الغربية في منطقتنا وعن الحروب بالنيابة وما ستلحق بها من الاثار السلبية على شعوبنا، واترك للقارئ المثقف والمتنور ما يستنتجه من ملاحظات ورؤى حول الواقع المرير الذي تعاني منه شعوبنا والى ما سنمضي اليها من كوارث بقيادة من أعدوا هذه البروتوكولات في عالم تحول الى وكر ذئاب..

البروتوكولات
اولا
بملاحظة ذوي الطبائع الفاسدة من الناس أكثر عددا من ذوي الطباع النبيلة. فخير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والارهاب لا عبر المناقشات الأكاديمية. كل انسان يسعى الى القوة وكل واحد يريد ان يصير ديكتاتورا، على ان يكون ذلك في استطاعته. وما اندر من لا ينزعون الى اهدار مصالح غيرهم توصلا الى اغراضهم الشخصية. ماذا كبح الوحوش المفترسة التي نسميها الناس عن الافتراس؟ وماذا حكمها حتى الان؟ لقد خضع في الطور الاول من الحياة الاجتماعية للقوه الوحشية العمياء ثم خضعوا للقانون، وما القانون في الحقيقة الا هذه القوة ذاتها مقنعه فحسب، وهذا يؤدي بنا الى تقرير ان قانون الطبيعة هو: الحق يكمن في القوة.
ان الحرية السياسية ليست حقيقية، بل فكره ويجب ان يعرف الانسان كيف يسخر هذه الفكرة عندما تكون ضرورية، فيتخذها طعما لجذب العامة الى صفه، إذا كان قد قرر ان ينتزع سلطه منافسا له. وتكون المشكلة يسيرة، إذا كان هذا المنافس موبوء بأفكار الحرية والتحرر، ومن اجل هذه الفكرة يتخلى عن بعض سلطته…
لقد طغت سلطة الذهب على الحكام المتحررين ولقد مضى الزمن الذي كانت الديانة فيه هي الحاكمة. ان فكرة الحرية لا يمكن ان تتحقق ما من أحد يستطيع استعمالها استعمالا سديدا.
يكفي ان يعطى الشعب الحكم الذاتي فترة وجيزة لكي يصير هذا الشعب رعاعا بلا تمييز، ومن تلك اللحظة تبدأ المنازعات والاختلافات التي سرعان ما تتفاقم فتصير معارك اجتماعية وتندلع النيران في الدول ويزول أثرها كل الزوال. ان الاستبداد المالي والمال كله بيدينا سيمد الى الدولة عودا لا مفر لها من التعلق به، لأنها اذا لم تفعل ذلك ستغرق في اللجة لا محالة.
ان السياسة لا تتفق مع الاخلاق في شيء. والحاكم المقيد بالأخلاق ليس بسياسي بارع، وهو لذلك غير راسخ على عرشه. لابد لطالب الحكم الالتجاء الى الرياء والمكر، فان صفات الإنسانية من اخلاص وامانة تصير رذائل في السياسة ويزعزع العرش.
من خلال الفساد الحالي الذي نلجأ اليه مكرهين ستظهر فائدة حكم حازم يعيد بناء الحياة الطبيعية نظامه الذي حطمته التحررية.
ان من يريد خطة عمل تناسبه، يجب ان يفهم حقارة الجمهور وتقلبه، وان قوة الجمهور عمياء خالية من العقل المميز، وانه يعير سمعه ذات اليمين وذات الشمال. إذا قاد الاعمى اعمى مثله فسيقعان معا في الهاوية. هل في وسع الجمهور ان يميز بهدوء ودون تحاسد، كي يدير أمور الدولة التي يجب ان لا تقحم معها الاهواء الشخصية؟ وهل يستطيع ان يكون وقاية ضد عدو أجنبي؟ هل هذا محال. ان خطة مجزئة أجزاء كثيرة بعدد ما في افراد الجمهور من عقول لهي خطة ضائعة القيمة؟ فهي لذلك غير معقولة ولا قابلة للتنفيذ. الاوتوقراطي وحده هو الذي يستطيع ان يرسم خططا واسعة. بغير الاستبداد المطلق لا يمكن قيام حضارة، لان الحضارة لا يمكن ان تروج وتزدهر الا تحت رعاية الحاكم كائنا من كان لا بين يدي الجماهير. الجمهور بربري، فما ان يضمن الرعاع الحرية، حتى يمسخوها سريعا فوضى، والفوضى قمة البربرية.
يجب ان يكون شعارنا " كل وسائل العنف والخديعة"، ان القوة المحصنة هي المنتصرة في السياسة. ان هذا الشر هو الوسيلة الوحيدة للوصول الى هدف الخير. لذلك يجب ان لا نتردد في اعمال الرشوة والخديعة والخيانة إذا كانت تخدمنا في تحقيق غاياتنا.. الفزع ضروري أيضا لكي يولد الطاعة العمياء. ان العنف الحقود وحده هو العامل الرئيسي في قوة الدولة.
اننا اول من صاح في الناس "الحرية والمساواة والاخاء"، ورددتها العالم الجاهل حتى حرمتها من الحرية الشخصية..

ثانيا
يلزم لفرضنا ان لا تحدث اي تغيرات اقليميه عقب الحروب. فبدون التعديلات الإقليمية ستتحول الحروب الى سباق تصاعدي وعندئذ تتبين الامم تفوقنا في المساعدة التي كان سنقدمها، وان اطراد الامور هكذا سيضع الجانبين كليهما تحت رحمة وكلائنا الدوليين ذوي ملايين العيون الذين يملكون وسائل غير محدود على الاطلاق. وعندئذ ستكتسح حقوقنا الدولية كل قوانين العالم، وسنحكم البلاد بالأسلوب ذاته الذي تحكم به الحكومات الفردية رعاياها.
وسنختار من بين العامة رؤساء الدارين ممن لهم ميول العبيد ولن يكونوا مدربين على فن الحكم. ولذلك سيكون من اليسير ان يمسخوا قطع شطرنج ضمن لعبتنا في ايدي مستشارينا العلماء الحكماء الذين دربوا خصيصا على حكم العالم منذ الطفولة الباكرة وهؤلاء الرجال (كما علمتم من قبل) قد درسوا علم الحكم من خططنا السياسية ومن تجربه التاريخ، ومن ملاحظه الاحداث الجارية. والامميون غير اليهود لا ينتفعون بالملاحظات التاريخية بل يسعون ويتبعون نسقا نظريا من غير تفكير فيما يمكن ان تكون نتائجه. ومن اجل ذلك لسنا في حاجه الى ان نقيم للأمميين وزنا.
دعوهم يتمتعون ويفرحون بأنفسهم حتى يلاقوا يومهم، او دعوهم يعيشون في احلامهم بملذات وملاهي جديده او يعيشوا في ذكريات الاحلام الماضية، دعوهم يعتقدوا ان هذه القوانين النظرية التي اوحينا إليهم بما بها انما لها القدر الأسمى من اجلهم. وبتقييد انظارهم الى هذا الموضوع، وبمساعده صحافتنا تزيد ثقتهم العمياء بهذه القوانين زيادة مطردة. ان الطبقات المتعلمة ستختال زهوا امام نفسها بعلمها، وستأخذ جزافا في مزاوله المعرفة التي حصلتها من العلم الذي قدمه اليها وكلائنا رغبة في تربيه عقولها حسب الاتجاه الذي توخيناه.
ان الصحافة التي في ايدي الحكومة القائمة هي القوة العظيمة التي بها نحصل على توجيه الناس. فالصحافة تبين المطالب الحيوية للجمهور، وتعلن شكاوى الشاكين وتولد الضجر احيانا بين الغوغاء. وان تحقيق حريه الكلام قد ولد في الصحافة. غير ان الحكومات لم تعرف كيف تستعمل هذه القوة بالطريقة الصحيحة، فسقطت في أيدينا، ومن خلال الصحافة أحرزنا نفوذا وبقينا نحن وراء الستار، وبفضل الصحافة كدسنا الذهب، ولو ان ذلك كلفنا انهار من الدم، فقد كلفنا التضحية بالكثير من جنسنا، ولكن كل تضحية من جانبنا تعادل الافا من الاميين غير اليهود امام الله.

ثالثا
ماذا يفيد عاملا اجيرا قد حنى العمل الشاق ظهره، وضاق بحظه، ان يجد ثرثار حق الكلام او يجيز الصحفي حق نشر اي نوع من التفاهات؟ ماذا ينفع الدستور العمال الاجراء إذا هم لم يظفروا منه بفائدة غير الفضلات التي نطرحها إليهم من موائدنا جزاء اصواتهم لانتخاب وكلائنا؟ ان الحقوق الشعبية سخريه من الفقير.
ونحن نحكم الطوائف باستغلال مشاعر الحسد والبغضاء التي يؤججها الضيق والفقر، وهذه المشاعر هي وسائلنا التي نكتسح بها بعيدا كل من يصدوننا عن سبيلنا.
ان كلمه الحرية تزج بالمجتمع في نزاع مع كل القوى حتى قوة الطبيعة وقوه الله... وذلك هو السبب في انه يجب علينا (حين نستحوذ على السلطة) ان نمحق كلمة الحرية من معجم الإنسانية باعتبار انها رمز القوة الوحشية الذي يمسخ التعب حيوانات متعطشة الى الدماء. ولكن يجب ان نركز في عقولنا ان هذه الحيوانات تستغرق في النوم حينما تشبع من الدم، وفي تلك اللحظة يكون يسيرا علينا ان نسخرها وان نستعيدها. وهذه الحيوانات إذا لم تعطى الدم فلن تنام، بل سيقاتل بعضها بعضا.

رابعا
كل جمهورية تمر خلال مرحلتين اولاهما فتره الايام الاولى لثوره العميان التي تكتسح وتخرب ذات اليمين وذات الشمال والثانية هي حكم الهواء الذي يؤدي الى الفوضى ويسبب الاستبداد.
ان الصراع من اجل التفوق والمضاربة في عالم الاعمال ستخلقان مجتمعا انانيا غليظ القلب منحل الاخلاق. هذا المجتمع سيصير منحلا كل الانحلال ومبغضا ايضا من الدين والسياسة. وستكون شهوة الذهب رائده الوحيد وسيكافح هذا المجتمع من اجل الذهب، متخذا اللذات المادية التي يستطيع ان يمده بها الذهب مذهباً اصيلا. وحينئذ ستنضم الينا الطبقات الوضيعة ضد منافسينا الذين هم من الممتازون من الاميين دون احتجاج بدافع نبيل ولا رغبة في الثورات ايضا بل تنفيسا من كراهيتهم المحضة للطبقات العليا.

خامسا
ما نوع الحكومة الذي يستطيع المرء ان يعالج به مجتمعات تفشت الرشوة والفساد في كل انحاءها: حيث الغنى لا يتوصل اليه الا بالمفاجئات الماكرة ووسائل التدليس وحيث الخلافات متحكمة على الدوام، والفضائل في حاجه الى ان تعززها العقوبات والقوانين الصارمة لا المبادئ المطاعة عن رغبه، وحيث المشاعر الوطنية والدينية مستغرقة في العقائد العلمانية؟ ليست صورة الحكومة التي يمكن ان تعطي هذه المجتمعات بحق الا صورة الاستبداد التي سأصفها لكم.
أفضل انا ان ننظم حكومة مركزية قوية لكي نحصل على القوى الاجتماعية لا نَفَسها، وسنضبط حياة عيان سياسي بقوانين جديده كما لو كانوا اجزاء كثيره جدا في جهاز، ومثل هذه القوانين ستكبح كل حرية وكل النزعات التحررية يسمح بالأمميين غير اليهود.
سيقال ان نوع الاستبداد الذي اقترحه لن يناسب تقدم الحضارة الحالي، غيراني سأبرهن لكم ان العكس هو الصحيح، ان الناس حينما كانوا ينظرون الى ملوكهم نظرهم الى ارادة الله كانوا يخضعون في هدوء لاستبداد ملوكهم. ولكن منذ اليوم الذي اوحينا فيه الى العامة بفكرة حقوقهم الذاتية، اخذوا ينظرون الى الملوك نظرهم الى ابناء الغناء العاديين. لقد سقطت المسحة المقدسة عن رؤوس الملوك في نظر الرعاع، وحينما انتزعنا منهم عقيدتهم هذه، انتقلت القوة الى الشوارع فصارت كالملك المشاع، فاختطفناها.
ويجب الحصول على احتكار مطلق للصناعة والتجارة ليكون لراس المال مجال حر، وهذا ما نسعى لاستكماله فعلا ليدخل خفية في جميع انحاء العالم.. ومثل هذه الحرية ستمنح التجار قوه سياسية، وهؤلاء التجار سيظلمون الجماهير بانتهاز الفرص وتجريد الشعب من السلاح في هذه الايام أعظم اهمية من دفعه الى الحرب، واهم من ذلك ان نستعمل العواطف المتأججة في اغراضنا بدلا من اخمادها ونشجع افكار الاخرين ونستخدمها في اغراضنا بدلا من محوها. ان المشكلة الرئيسية لحكومتنا هي: كيف تضعف عقول الشعب بالانتقاد وكيف تفقدها قوه الادراك التي تخلق نزعة المعارضة وكيف تسحر عقول العامة بالكلام الاجوف.

سادسا
سنبدأ سريعا بتنظيم احتكارات عظيمه هي (صهاريج للتربة الضخمة) لتستغرق خلالها دائما الثروات الواسعة للأمميين (غير اليهود) الى حد انها ستهبط جميعها وتهبط معها الثقة بحكومتها يوم تقع الازمة السياسية. وعلى الاقتصاديين الحاضرين بينكم اليوم هنا ان يقدر اهمية هذه الخطة، لقد انتهت أرستقراطية الامميين كقوة سياسية، فلا حاجة لنا بعد ذلك الى ان ننظر إليهم من هذا الجانب.

سابعا
ان ضخامة الجيش، وزيادة القوة البوليسية ضروريتان لإتمام الخطط السابقة الذكر، وانه لضرورة لنا كي نبلغ ذلك ان لا يكون الى جوانبنا في كل الاقطار شيء بعد الا طبقة صعاليك ضخمة! وكذلك جيش كثير وبوليس مخلص لأغراضنا.
يجب ان ننشر في سائر الاقطار الفتنة والمنازعات والعداوات المتبادلة فان في هذا فائدة مزدوجة: فأما أولا، فبهذه الوسائل سنتحكم في اقدار كل الاقطار التي تعرف حق المعرفة ان لنا القدرة على خلق الاضطرابات كما نريد، مع قدرتنا على اعادة النظام، وثانيا المكائد والدسائس، سوف نصطاد بكل احابيلنا وشباكنا التي نصبناها في وزارات جميع الحكومات خلال الاتفاقات الصناعية والخدمات المالية أيضا.
ثامنا
يجب ان نؤمن كل الآلات التي قد يوجهها اعدائنا ضدنا، وسوف نرجع الى أعظم التعبيرات تعقيدا واشكالا في معظم القوانين (لكي نخلص أنفسنا) إذا اكرهنا على اصدار احكام قد تكون طائشة او ظالمة.
اننا سنحيط حكومتنا بجيش كامل من الاقتصاديين. وهذا هو السبب في ان علم الاقتصاد هو الموضوع الرئيسي الذي يعلمه اليهود. وسنكون محاطين بألوف من رجال البنوك واصحاب الصناعات واصحاب الملايين (وامرهم لايزال أعظم قدرا) اذ الواقع ان كل شيء سوف يقرره المال.

تاسعا
عليكم ان توجهوا التفاتا خاصا في استعمال مبادئنا الى الاخلاق الخاصة بالأمة التي أنتم محاطون بها، وفيما تعلمون، وعليكم الا تتوقعوا النجاح خلالها في استعمال مبادئنا بكل مشتملاتها حتى يعاد تعليم الامة بآرائنا.
أنى أستطيع في ثقة ان أصرح اليوم باننا اصحاب التشريع، وأننا المتسلطون في الحكم، والمقرون للعقوبات، وأننا نقضي بإعدام من نشاء، ونعفو عمن نشاء، ونحن (كما هو واقع الامر) الاعلون في كل الجيوش، الراكبون رؤوسها، ونحن نحكم بالقوة القاهرة.

عاشرا
ان الحكومات والامم تقنع في السياسة بالجانب المبهرج الزائف من كل شيء، فكيف يتاح لهم الوقت، لكي يختبروا بواطن الامور في حين ان نوابهم الممثلين لهم لا يفكرون الا في الملذات؟ ان هذه المسائل المذكورة هنا غاية في الأهمية: توزيع السلطة وحرية الكلام وحرية الصحافة والعقيدة وحقوق تكوين الهيئات والمساواة في نظر القانون وحرمة الممتلكات والمساكن ومسالة فرض الضرائب والقوه الرجعية للقوانين، كل هذا ذات طبيعة تجعل من غير المستحسن لمناقشتها علنا امام العامة. اننا نعتمد على اجتذاب كل الامم للعمل على تشيد الصرح الجديد الذي وضعنا نحن تصميمه ونضع أنفسنا فوق العرش.
لقد ولدت الحرية الحكومات الدستورية التي احتلت مكان الأوتوقراطية، وهي وحدها صورة الحكومة النافعة لأجل الامميين. فالدستور كما تعلمون ليس أكثر من مدرسة للفتن والاختلافات والمشاحنات والمهرجانات الحزبية العقيمة، وهو بإيجاز مدرسة كل شيء يضعف نفوذ الحكومة. وان الخطابة كالصحافة قد مالت الى جعل الملوك كسالى ضعافا فردتهم بذلك عقماء زائدين على الحاجة، ولهذا السبب عزلوا في كثير من البلدان وبذلك صار بالإمكان قيام عصر جمهوري، وعندئذ وضعنا في مكان الملك ضحكة في شخص رئيس يشبهه، قد اخترناه من الدهماء بين مخلوقاتنا وعبيدنا.
والى ذلك سنعطي الرئيس سلطة اعلان الحكم العرفي، وسنوضح هذا الامتياز بان الحقيقة هي ان الرئيس (لكونه رئيس الجيش) يجب ان يملك هذا الحق لحماية الدستور الجمهوري الجديد.
والى ذلك سيكون رئيس الجمهورية (باعتباره راس السلطة التنفيذية) حق دعوة البرلمان وحله. وسيكون له في حالة الحل ارجاء الدعوة الى برلمان جديد، ولكن لكي لا يتحمل الرئيس المسؤولية عن نتائج هذه الاعمال المخالفة للقانون مخالفة صارخة من قبل ان تبلغ خططنا، سنغري الوزراء وكبار الموظفين الاداريين الاخرين الذين يحيطون بالرئيس كي يموهوا اوامره بان يصدر التعليمات من جانبهم، وبذلك نضطرهم الى تحمل المسؤولية بدلا من الرئيس، وسننصح بان تُضم هذه الوظيفة الى مجلس الشيوخ او الى مجلس شورى الدولة او الى مجلس الوزراء وان لا توكل الى الافراد.
حادي عشر
ان مجلس الدولة سيفصل ويفسر سلطة الحاكم، وان هذا المجلس - وله مقدرته كهيئة تشريعيه رسمية - سيكون المجمع الذي يصدر اوامر القائمين بالحكم. وها هو ذا برنامج الدستور الجديد الذي نعده للعالم. اننا سنشرع القوانين ونحدد الحقوق الدستورية وننفذها بهذه الوسائل:
أولا: اوامر المجلس التشريعي المقترحة من الرئيس.
ثانيا: التوسل بأوامر عامة، واوامر مجلس الشيوخ ومجلس شورى الدولة والتوسل بقرارات مجلس الوزراء.
ثالثا: التوسل بانقلاب سياسي حينما تسنح اللحظة الملائمة.

ثاني عشر
ان كلمة الحرية التي ان تفسر بوجوه شتى سنجدها هكذا (الحرية: هي حق عمل ما يسمح به القانون)، تعريف الكلمة هكذا سينفعنا على هذا الوجه: اذ سيترك لنا ان نقول اين تكون الحرية واين ينبغي ان لا تكون. وذلك لسبب بسيط هو ان القانون لم يسمح الا بما نرغب نحن فيه.
وستعامل الصحافة على الوجه الاتي: ما الدور الذي تلعبه الصحافة في الوقت الحاضر؟ انها تقوم بتهييج العواطف الجياشة في الناس وأحيانا بإثارة المجالات الحزبية الأنانية التي ربما تكون ضرورية لمقصدنا. وما أكثر ما تكون فارغه ضالة زائفة، ومعظم الناس لا يدركون اغراضها الدقيقة اقل إدراك.
وسنعتذر عن مصادرة النشرات بالحجة الأتية (النشرة التي صودرت تثير الراي العام على غير قاعدة ولا اساس).
ومن منا لا يعرف ان السعادة الخيالية هي الطريق المستقيم الى الطوبى التي انبثقت منها الفوضى وكراهية السلطة؟ وسبب ذلك بسيط هو ان التقدم او بالأحرى فكرة التقدم التحرري قد امدت الناس بأفكار مختلطة للعتق او التحرير.
الادب والصحافة هما أعظم قوتين تعليميتين خطيرتين، ولهذا السبب ستشتري حكومتنا العدد الاكبر من الدوريات. وبهذه الوسيلة نعطل التأثير السيئ لكل صحيفة مستقله، وسنظفر بسلطان كبير جدا على العقل الانساني.

ثالث عشر
ان الحاجة يوميا الى الخبز ستكره الامميين على الدوام اكراها على ان يقبضوا السنتهم ويظلوا خدمنا الاذلاء.
"أنتم تعرفون بأنفسكم اننا دائما نعلم الشعب ان يبحث عن عواطف جديدة" وسيسرع المغامرون السياسيون الاغبياء الى مناقشة المشكلات الجديدة، ومثلهم الرعاع الذين لا يفهمون في ايامنا هذه حتى ما يتشدقون به.
ولكي نذهل الناس المتضعضعين عن مناقشة المسائل السياسية، نمدهم بمشكلات جديده، اي بمشكلات الصناعة والتجارة ولنتركهم يثوروا على هذه المسائل كما يشتهون. وان ما توافق الجماهير على التخلي والكف عما تظنه نشاطا سياسيا إذا اعطيناه ملاهي جديدة، اي التجارة التي نحاول ان نجعلها تعتقد انها ايضا مسالة سياسية. ولكي نبعدها عن ان تكشف بنفسها اي خط عمل جديد سنلهيها ايضا بأنواع شتى من الملاهي والالعاب ومزاجيات الفراغ والمجامع العامة الى اخره. وسرعان ما سنبدأ الاعلان في الصحف داعين الناس الى الدخول في مباريات شتى في كل انواع المشروعات، الفن والرياضة وما اليها، هذه المتع الجديدة ستلهي ذهن الشعب حتما عن المسائل التي سنختلف فيها معه، وحال ما يفقد الشعب تدريجيا نعمة التفكير المستقل بنفسه، سيهتف جميعا معنا لسبب واحد: هو اننا سنكون اعضاء المجتمع الوحيدين الذين يكونون اهلا لتقديم خطوط تفكير جديدة.
رابع عشر
سيفضح فلسفتنا كل مساوئ الديانات الأممية غير اليهودية، ولكن لن يحكم احدا ابدا على ديانتنا من وجهه نظرها الحقة، اذ لن يستطاع لاحد ان يعرفها معرفة شاملة نافذه الا شعبنا الخاص الذي لن يخاطر بكشف اسرارها.

خامس عشر
سنعمل كل ما في وسعنا لنمنع المؤامرات التي تدبر ضدنا حين نحصل نهائيا على السلطة، متوسلين اليها بعدد من الانقلابات السياسية المفاجئة التي ننظمها بحيث تحدث في وقت واحد في جميع الأقطار، وسنقبض على السلطة بسرعة عند اعلان حكوماتها رسميا انها عاجزه عن حكم الشعوب.
الشعب لن يضر الرجل الذي يسحره بشجاعته وقوة عقله.
وليس الا طبيعيا اننا كنا الشعب الوحيد الذي يوجه المشروعات الماسونية، ونحن الشعب الوحيد الذي يعرف كيف يوجهها، ونحن نعرف الهدف الاخير لكل عمل، على حين ان الامميين جاهلون بمعظم الاشياء الخاصة بالماسونية. ولا يفطنون الى ان الفكرة الأصلية لم تكن فكرتهم بل كنا نحن أنفسنا الذين اوحينا إليهم بها. والامميون يكثرون من التردد على الخلايا الماسونية عن فضول محظ او على امل في نيل نصيبهم من الاشياء الطيبة التي تجري فيها، وبعضهم يخشاها ايضا لأنه قادر على الثرثرة بأفكاره الحمقاء امام المحافل.
وأنتم تتصورون كيف يسهل دفع أمهر الامميين الى حاله مضحكه من السذاجة والغفلة بإثارة غروره واعجابه بنفسه، وكيف يسهل من ناحية اخرى ان تثبط عزيمته وشجاعته بأهون خيبة، ولو السكوت ببساطة عن تهليل الاستحسان له، وبذلك ندفعه الى حالة خضوع ذليل كذل العبد، اذ تصده عن الامل في نجاح جديد، وبمقداره ما يحتقر شعبنا النجاح، ويقصر تطلعه على رؤية خططه متحققة، يحب الامميون النجاح ويكونون مستعدين للتضحية بكل خططهم من اجله. ان هذه الظاهرة في اخلاق الامميين تجعل عملنا ما نشتهي عمله معهم أيسر كثيرا. ان اولئك الذين يظهرون كأنهم النمور هم كالغنم غباوة ورؤوسهم مملوءة بالفراغ.
وستراقب بدقة كل خطوه تتخذها هيئتنا الإدارية التي سيعتمد عليها عمل جهاز الدولة، فانه حين تصير الإدارة بطيئة ستنبعث في كل مكان. ولن يبقى بمنجاة من العقاب اي عمل غير قانوني ولا اي سوء لاستعمال السلطة. ستزول كل اعمال الخفاء والتقصير المتعمد من جانب الموظفين في الإدارة بعد ان يروا اوائل امثلة العقاب.
لن يخدم اعضاء القانون في المحاكم بعد سن الخامسة والخمسين للسببين الآتيين:
اولا: ان الشيوخ أعظم اصرارا وجمودا في تمسكهم بالأفكار التي يدركونها سلفا، واقل اقتدارا على طاعة الضم الحديثة.
ثانيا: ان مثل هذا الاجراء سيمكننا من احداث تغييرات عدة في الهيئة الذين سيكونون لذلك خاضعين لأي ضغط من جانبنا، فان اي انسان يرغب في الاحتفاظ بمنصبه سيكون عليه كي يضمنه ان يطيعنا طاعة عمياء.
وعلى العموم سنختار قضاتنا من بين الرجال الذين يفهمون ان واجبهم هو العقاب وتطبيق القوانين، وليس الاستغراق في احلام مذهب التحررية الذي قد ينكب النظام التربوي للحكومة، كما يفعل قضاة الامميون الان، وان نظام تغيير الموظفين سيساعدنا ايضا في تدمير اي نوع من الاتحاد يمكن ان يؤلفوه فيما بينهم.
سنلغي استئناف الاحكام ونقصره على مصلحتنا فحسب.
تعتبر سياستنا السرية ان كل الامم أطفال، وان حكوماتها كذلك، ويمكنكم ان تروا بأنفسكم انني اقيم استبدادنا على الحق وعلى الواجب. فان حق الحكومة في الاصرار على ان يؤدي الناس واجبهم هو في ذاته فرص للحاكم الذي هو ابو رعاياه. وحق السلطة منحة له، لأنه سيقود الإنسانية في الاتجاه الذي شرعته حقوق الطبيعة، اي الاتجاه نحو الطاعة.
سادس عشر
سنبيد العمل الجماعي في مرحلته التمهيدية اي اننا سنغير الجامعات ونعيد انشاءها حسب خطتنا الخاصة. وسيكون رؤساء الجامعات واساتذتها معدين اعدادا خاصا وسيلته برنامج عمل سري متقن سيهذبون ويشكلون بحسبه، ولن يستطيعوا الانحراف عنه بغير عقاب.
ان المعرفة الخاطئة للسياسة بين اكداس الناس هي منبع الافكار الطوباوية وهي التي تجعلهم رعايا فاسدين، وهذا ما تستطيعون ان تروه بأنفسكم في النظام التربوي للأمميين.
سابع عشر
ان احتراف القانون تجعل الناس يشبون باردين قساة عنيدين، ويجردهم كذلك من كل مبادئهم، ويحملهم على ان ينظروا الى الحياة نظرة غير انسانيه بل قانونيه محضة، انهم صاروا معتادين ان يروا الوقائع ظاهرة من وجهه نظر الى ما يمكن كسبه من الدفاع لا من وجهة نظر الى الاثر الذي يمكن ان يكون لمثل هذا الدفاع في السعادة العامة.
التربية البرهانية هي التعليم بالنظر او تعليم الحقائق عن طريق البراهين النظرية والمناقشات الفكرية لا التعليم عن طريق ملاحظة الأمثلة واجراء التجارب عليها والوصول الى الحقائق او القواعد العامة. ومن شان التعليم البرهاني ان يفقد الانسان ملكة الملاحظة والاستقلال في إدراك الحقائق والتمييز حتى في المتشابه ظاهرا. كما انه يحدد العقل ويصيبه بالكسل.
ولن نهاجم الكنائس القائمة الان حتى تتم اعاده تعليم الشباب عن طريق عقائد مؤقته جديدة ثم عن طريق عقيدتنا الخاصة، بل سنحاربها عن طريق النقد الذي كان وسيظل ينشر الخلافات بينها، وبالإجمال ستفضح صحافتنا الحكومات والهيئات العمومية الدينية وغيرها، عن طريق كل انواع المقالات البذيئة لنخزيها ونحط من قدرها الى مدى بعيد لا تقدره الا امتنا الحكيمة.
ان تنظيما كهذا سيستأصل كل استعمال سيء للسلطة، والانواع المختلفة للرشوة والفساد، انه سيجرف في الواقع كل الافكار التي لوثنا بها حياة الامميين عن طريق نظريات في الحقوق البشرية الراقية.
ثامن عشر
ان المتآمرين مدفوعين بحبهم هذا الفن، " فن التآمر وحبهم الثرثرة" فلن نمسهم حتى ان نراهم على اهبة المضي في العمل وسنقتصر على ان نقدم من بينهم (من اجل الكلام) عنصرا اخباريا.
يجب ان يُعرف اننا دمرنا هيبه الامميين الحاكمين متوسلين بعدد من الاغتيالات الفردية التي انجزها وكلائنا (وهم خرفان قطيعنا العميان الذين يمكن بسهولة اغرائهم باي جريمة ما دامت هذه الجريمة ذات طابع سياسي).
ان حراسه الملك جهارا تساوي الاعتراف بضعف قوته، وان حاكمنا سيكون دائما وسط شعبه وسيظهر محفوفا بجمهور مستطلع من الرجال والنساء يشغلون بالمصادفة (دائما حسب الظاهر) أقرب الصفوف اليه مبعدين بذلك عنه الرعاع بحجة حفظ النظام من اجل النظام فحسب، وهذا المثل سيعلم الاخرين محاولة ضبط النفس.
ان الصوفية التي تحيط بشخص الملك تتلاشى بمجرد ان يرى حرس من البوليس موضوع حوله. فحين يستخدم مثل هذا الحرس فليس على اي مغتالASSASSIN الا ان يجرب قدرا معينا من الوقاحة والطيش كي يتصور نفسه اقوى من الحرس، فيحقق بذلك مقدرته، وليس عليه بعد ذلك الا ان يترقب اللحظة التي يستطيع فيها القيام بهجوم على القوة المذكورة.

تاسع عشر
اننا سنحرم على الافراد ان يصيروا منغمسين في السياسة، ولكننا من جهة اخرى سنشجع كل نوع لتبليغ الاقتراحات او عرضها مادامت تعمل على تحسين الحياة الاجتماعية والقومية كي توافق عليها الحكومة.
ان الثورة ليست أكثر من نباح كلب على فيل. ففي الحكومة المنظمة تنظيما حسنا من وجهه النظر الاجتماعية لا من وجهه النظر الى بوليسها، ينبح الكلب على الفيل من غير ان يحقق قدرته، وليس على الفيل الا ان يظهر قدرته بمثل واحد متقن حتى تكف الكلاب عن النباح وتشرع في تحريك اذنابها لإظهار خضوعها عندما ترى الفيل.
ولكي ننزع عن المجرم السياسي تاج شجاعته سنضعه في مراتب الأغنياء، ان واجبهم التخلي للحكومة عن جانب من ثروتهم الزائدة لان الحكومة تضمن لهم حيازة ما يتبقى من املاكهم وتمنحهم حق كسب المال بوسائل نزيهة، وانا اقول نزيهة لان ادارة الاملاك ستمنع على السرقة على اسس قانونيه. هذا الاصلاح الاجتماعي يجب ان يكون في طليعة برنامجنا.
ان فرض الضرائب على الفقراء هو أصل كل الثورات، وهو يعود دائما بخسائر كبيره على الحكومة، وحين تحاول الحكومة زيادة المال على الفقراء تفقد فرصة الحصول عليه من الاغنياء. ان فرض الضرائب على رؤوس الاموال يقلل من زيادة الثروة في الايدي الخاصة التي سمحنا لها بتكديسها (مغرضين) حتى تعمل كمعادل الحكومة الامميين وما ليتهم.
ان الضرائب التصاعدية المفروضة على نصيب الفرد ستجلب دخلا أكبر من نظام الضرائب الحاضر1901، الذي يستوي فيه كل الناس وهذا النظام في الوقت الحاضر ضروري لنا لأنه يخلق النقمة والسخط بين الامميين. ان قوه ملكنا ستقوم اساسا على حقيقة انه سيكون ضمانا للتوازن الدولي، والسلام الدائم للعالم، وسيكون على رؤوس الاموال ان تتخلى عن ثروتها لتحفظ الحكومة في نشاطها. ان النفقات الحكومية يجب ان يدفعها من هم أقدر على دفعها ومن يمكن ان تزداد عليهم الاموال. مثل هذا الاجراء سيوقف الحقد من جانب الطبقات الفقيرة على الاغنياء الذين سيعدون الدعامة المالية الضرورية للحكومة، وسترى هذه الطبقات ان الاغنياء هم حماه السلام والسعادة العامة لان الطبقات الفقيرة ستفهم ان الاغنياء ينفقون على وسائل اعدادها للمنافع الاجتماعية.
عشرون
ان السياسة العامة متوقفة على مسالة ارقام. حين نصل الى السلطة فان حكومتنا الأوتوقراطية من اجل مصلحته الذاتية ستتجنب فرض ضرائب ثقيلة على الجمهور، وتتذكر دائما ذلك الدور الذي ينبغي ان تلعبه، وأعني بذلك دور المحامي الابوي ونحرص ان نرى ان عبء الضرائب موزعه بالقسط.
وبحيلة وفق القانون سيكون حاكمنا مالك لكل املاك الدولة (وهذا يوضع موضع التنفيذ بسهوله)، وسيكون قادرا على زيادة مقادير المال التي ربما تكون ضرورية لتنظيم تداول العملة في البلاد. ومن هنا سيكون فرض ضرائب تصاعدية على الاملاك هو خير الوسائل لمواجهه التكاليف الحكومية. وهكذا تدفع الضرائب دون ان ترهق الناس ودون ان يفلسوا، وان الكمية التي ستفرض عليها الضريبة ستتوقف على كل ملكية فرديه.
ان الدولة لا بد لها من ان تحتفظ في الاحتياطي بمقدار معين من راس المال، وإذا زاد الدخل من الضرائب على هذا المبلغ المحدد تسترد الدخول الفائضة الى التداول وهذه المبالغ الفائضة ستنفق على تنظيم انواع شتى من الاعمال العامة.. سيرصد كذلك جزء من المال الفائض للمكافئات على الاختراعات والانتاجات.
والشخص الوحيد الذي لن تكون له مصلحة في سرقه بنك الدولة سيكون هو مالكه، وأعني به الملك. ولهذا السبب ستقف سيطرته كل احتمال للإسراف او النفقة غير الضرورية. وان المقابلات التي يمليها آداب السلوك (وهي مضيعة لوقت الملك الثمين) ستكون معدومة لكي تتاح له فرصة عظمى للنظر في شؤون الدولة. ولن يكون الملك في حكومتنا محاطا بالحاشية الذين يرقصون عادة في خدمة الملك من اجل الابهة، ولا يهتمون الا بأمورهم الخاصة مبتعدين جانبا عن العمل لسعادة الدولة.!
ان الازمات الاقتصادية التي دبرناها بنجاح باهر في البلاد الأممية قد انجزت عن طريق سحب العملة من التداول، فتراكمت ثروات ضخمه. وسحب المال من الحكومة التي اضطرت بدورها الى الاستنجاد بملاك هذه الثروات لإصدار قروض. وقد وضعت هذه القروض على الحكومات اعباء ثقيلة اضطرتها الى دفع فوائد للمال المقترض مكبلا بذلك ايديها. وان تركز الانتاج في ايدي الرأسمالية قد امتص قوه الناس الإنتاجية حتى جفت، وامتص معها ايضا ثروة الدولة.
انه حكومتنا ستكون لها عملة قائمة على قوه العمل في البلاد وستكون من الورق او حتى من الخشب.
الخطط التي سنتخذ بها لإصلاح المؤسسات المالية للأمميين سنقوم بأسلوب لن يمكن ان يلاحظوه. فسنشير الى ضرورة الاصلاحات التي تطلبها الحالة الفوضوية التي بلغتها الماليات الأممية، وسنبين ان السبب الاول لهذه الحالات السيئة للمالية يكمن في حقيقة انهم يبدؤون السنة المالية بعمل تقدير تقريبي للميزانية الحكومية وان مقدارها يزداد سنة فسنة للسبب التالي، هو ان الميزانية الحكومية السنوية تستمر متأخرة حتى نهاية نصف السنة وعندئذ تقدم ميزانيه منقحة ينفق مالها بعامة في ثلاثة أشهر، وبعد ذلك يصوت للميزانية الجديدة، وفي نهاية السنة تقرر حسابات بتصفية الميزانية.
ان القروض الخارجية مثل العلق الذي لا يمكن فصله من جسم الحكومة حتى يقع من تلقاء نفسه او حتى تتدبر الحكومة كيف تطرحه عنها.
القرض هو اصدار اوراق حكومية توجب التزام دفع فائدة تبلغ نسبه المئوية من المبلغ الكلي في المال المقترض. فاذا كان القرض بفائدة قدرها خمسه من مائة ففي 20 سنه ستكون الحكومة قد دفعت بلا ضرورة مبلغا يعادل القرض لكي تغطي النسبة المئوية. وفي 40 سنه ستكون قد دفعت الضعفين. وفي 60 سنه ثلاثة اضعاف هذا المبلغ. ولكن القرض يبقى ثابتا كأنه دين لم يسدد.
ويجب ان تدركوا ما كان يتحتم علينا ان نعانيه من الالام لكي تتهيأ الامور على هذه الصورة، سنحتاط في حكومتنا حيطة كبيرة كي لا يحدث تضخم مالي، وعلى ذلك لن نكون نحن في حاجه الى قروض للدولة الا قرضا واحد ذا فائدة قدرها 1%. تكون سندات على الخزانة، حتى لا يعرض دفع النسبة المئوية البلاد لان يمتصها العلق. وستعطي الشركات التجارية حق اصدار السندات استثناء، فان هذه الشركات لن تجد صعوبة في دفع النسبة المئوية من أرباحها. لأنها تقترض المال للمشروعات التجارية، ولكن الحكومات لا تستطيع ان تجني فوائد من المال المقترض، لأنها تقترض دائما لتنفق ما اخذت من القروض. وستشتري الحكومة ايضا أسهما تجارية فتصير بهذا دائنة بدل ان تكون مدينه ومسددة للخراج كما هي الان، وان اجراء كهذا سيضع نهاية للتراخي والكسل اللذين كانا مفيدين لنا طالما كان الامميون مستقلين وسيصيران بغيضين في حكومتنا.
ويستحيل الحكم بنجاح الا بخطة محكمة احكاما تاما. حتى الفرسان والابطال يهلكون إذا هم اتبعوا طريقا لا يعرفون الى اين يقودهم او إذا بدأوا رحلة من غير ان يتأهبوا الأهبة المناسبة لها.

الحادي والعشرون
سأزيد الان ما اخبرتكم به في اجتماعنا الاخير وامدكم بشرح مفصل للقروض الداخلية، غير أنى لن اناقش القروض الخارجية بعد الان، لأنها قد ملئت خزائنا بالأموال الأممية وكذلك لان حكومتنا العالمية لن يكون لها جيران اجانب من تستطيع ان تقترض منهم مالا. لقد استغللنا فساد الاداريين والعمال الحاكمين الامميين لكي نجني ضعفي المال الذي قدمناه قرضا الى حكوماتهم ونجني ثلاثة اضعاف، مع انها لم تكن في الحقيقة بحاجة اليه قط، فمن ذا الذي يستطيع ان يفعل هذا معنا كما فعلناه معهم؟ ولذلك لن اخوض الا في مسالة القروض الداخلية فحسب. حين تصدر الحكومة قرضا كهذا تفتح اكتتابا لسنداتها. وهي تصدرها مخفضة ذات قيمة صغيره جدا، كي يكون في استطاعة كل انسان ان يسهم فيها والمكتئبون الاوائل أناس يسمح لهم ان يشتروها من قيمته الاسمية. وفي اليوم التالي نرفع سعرها كي يظن ان كل انسان حريص على شرائها، وفي خلال ايام قليله تمتلئ خزائن بيت مال الدولة بكل المال الذي اكتتب به زيادة على الحد. فلم الاستمرار في قبول المال لغرض فوق ما هو اكتتب به زيادة على الحد؟ ان الاكتتاب لاريب يزيد زيادة لها اعتبارها على المال المطلوب، وفي هذا يكمن كل الاثر والسر، فالشعب يثق بالحكومة ثقة اكيدة؟ ولكن حينما تنتهي المهزلة تظهر حقيقة الدين الكبير جدا وتضطر الحكومة من اجل دفع فائدة هذا الدين الى الالتجاء الى قرض جديد هو بدوره لا يلغي دين الدولة، بل انما يضيف اليه دينا اخر. وعندما تنفذ طاقة الحكومة على الاقتراض يتحتم عليها ان تدفع الفائدة عن القروض بفرض ضرائب جديده. وهذه الضرائب ليست الا ديون مقترضه لتغطيه ديون اخرى.
ان هذه المؤسسات ستكون في مقام يمكنها من ان تطرح في السوق ما قيمته ملايين من الاسهم التجارية، او ان تشتريها هي ذاتها في اليوم نفسه. وهكذا ستكون كل المشروعات التجارية معتمده علينا. وأنتم تستطيعين ان تتصوروا اي قوه هكذا ستصير عند ذلك.

الثاني والعشرون
في ايدينا تتركز أعظم قوة في الايام الحاضرة، وأعني بها الذهب ففي خلال يومين نستطيع ان نسحب اي مقدار منه من مجرات كنزنا السري.

الثالث والعشرون
يجب ان يدرب الناس على الحشمة والحياء كي يعتادوا الطاعة، ولذلك سنقلل مواد الترف، وبهذه الوسائل ايضا سنفرض الاخلاق التي أفسدها التنافس المستمر على ميادين الترف.
ان معاقرة الخمر ستكون محرمة كأنها جريمة ضد الإنسانية ويعاقب عليها في هذا الوجه، فالرجل والبهيمة سواء تحت تأثير الكحول. ان الامم لا يخضعون خضوع اعمى الا للسلطة الجبارة المستقلة عنهم استقلالا مطلقا. القادرة على ان تريهم ان سيفا في يدها يعمل كسلاح دفاع ضد الثورات الاجتماعية. لماذا يريدون بعد ذلك ان يكون لتمليكهم روح ملاك؟ انهم يجب ان يروا فيه القوة والقدرة متجسد تين.
الرابع والعشرون
لكي يكون الملك محبوبا ومعظما من كل رعاياه (يجب ان يخاطبهم جهارا مرات كثيرة) فمثل هذه الاجراءات ستجعل القوتين في انسجام، اعنى قوة الشعب وقوة الملك اللتين قد فصلنا بينهما في البلاد الأممية بإبقائنا كل منهما في خوف دائم من الأخرى، ولقد كان لزاما علينا ان نبقي كل قوتين في خوف من الاخرى لانهما حين انفصلتا وقعتا تحت نفوذنا.
واخيرا اقول يا اولاد الافاعي كيف تقدرون ان تتكلموا بالصالحات وأنتم اشرار وهذا قول للمسيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة نائب فرنسي.. مظاهرة حاشدة في مرسيليا الفرنسية نصرة ل


.. الدكتور خليل العناني: بايدن يعاني وما يحركه هي الحسابات الان




.. كيف يقلب الجهاز الأمني الإسرائيلي الا?علام الداخلي لصالحه؟


.. أوامر جديدة للاستخبارات البريطانية بشأن روسيا والصين وإيران




.. بن غفير: الصفقة الحالية متهور وتعني التخلي عن تدمير حماس.. و