الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بهارات

لويس ياقو
(Louis Yako)

2023 / 12 / 11
الادب والفن


حزينة روائح البهارات
في الوطن كانت أم في الغربة ..
ففي الوطن، تمر على الأنف
لتعطي فسحة أمل ومتنفس
ينّسينا – ولو لبعض حين –
قيود الدين والنميمة
ومهزلة السياسة وبطش الحكام!
في الوطن، تهوّن البهارات
وطأة العادات والتقاليد
التي تكسر الظهور!
فتجد الجميع متلهفاً
لتناول وجبة تنسيهم
أهوال الوطن ومآسيه
وعدم صلاحيته للعيش!
في الغربة، توقظ روائح البهارات
كل ما خسره الناس،
بما فيها خسارة الأرض
وخسارة الوطن
بحلوه ومره
بسموه وسقطاته!
حزينة صورة امرأة مغتربة
وهي تقف في مطبخ تملؤه روائح بهارات
تذكرها بما حصل
بما كان ممكناً
بما لم يكن يجب ان يحصل
وبخسارات لا تعوض ..
وما أكثر المجتمعات
التي دمرت تماماً
ولم يبقَ منها سوى
روائح بهارات
تطيّب مذاق الأكلات،
وتتبل الجروح ..
أتراها البهارات كالأغاني القديمة؟
كنا نحبها في الوطن لأنها كانت
تعزف على جرح نتمنى التخلص منه،
وتحزننا في الغربة
لأننا نكون قد تعلمنا متأخرين
بأن الغربة لا تشفي الجروح
بل تمعن في غرس سكينها فيها ..
ومثل الغربة،
تعلن روائح البهارات،
بأن لقصة الجرح بقية
كتمانها يقتل
وسردها لا يشفي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا