الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدمة كتاب (مسرح الشارع -هنا،والآن)

حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)

2023 / 12 / 11
الادب والفن


عزيزي القارئ: لا تتسرع في بناء أفق توقعك الخاص عن هذا الكتاب من قراءةعنوانه الذي يمزج بين مسرح الشارع،وبين كلمتين بسيطتين، لكنهما تحملان فلسفة عميقة هي فلسفة "هنا،والآن"،وحتي لا يتبادر الي ذهنك أنني اقتبست عنوان كتاب "بول اوستر"،و"جي ام كوتز "لأتحدث عن الصداقة الغائبة،ولاتعتقد خطأ انني جشطالتياً يبحث عن الإتزان المعرفي،لكن يمكنك أن تسأل نفسك ما الدافع من وراء تأليفي لهذا الكتاب ؟
-في الحقيقة بعد أن انتهيت من كتابي الأول "مسرح الشارع بين الخلط الشائع-مقاربة مفاهيمية"في عام ٢٠٢٠،شعرت أن روحي تتألم،فمشكلة الخلط المفاهيمي مازالت قائمة تتجلي في الوجود العيني لعروض مسرح الشارع بوطننا العربي،والتي صارت عروض مناسباتية، تتواجد بالتظاهرات المسرحية المتخصصة،التي تفرض إدارتها علي صناع مثل هاته العروض،فضاء العرض،وتعمد الي وضع الحواجز الحديدية الفاصلة بين المؤدي،والمتلقي،كما أن صناع مسرح الشارع أنفسهم باتوا ينقلون عروضهم من فضاء العلبة التقليدية بذات الكيفية التي يتم العرض داخلها،دون مراعاة لبروكسيمياء (١) الفضاء،وتأثيرها علي الأداء،والتلقي،وباتت الأبحاث العلمية عن مسرح الشارع حبيسة لجدران الجامعات،والأكاديميات العلمية،ودون نشرها لتعم فائدتها للجميع،وبات التلقي النقدي يعاني شعور بالقلق الدائم،والناتج عن توقع الأسوء في مستقبل هذا الفن الذي يسعي الي استهداف المتلقي اينما وجد،وفي فضاءه الخاص .
- لذا كان دافعي الأول الذي أثار حواسي كي اجد حلا لهاته المشاكل المفاجئة هو، أن انطلق من فرضية (هنا،والآن) باحثاً عن الوجود الحقيقي لعروض مسرح الشارع،ووعي صناعها بالمكان والزمان المنتخبين للعرض،وكيفية خلق علاقة بين الفعل الموضوع،والمتلقي المستقبل له ،والقدرة التي تعين هذا التجمع علي نقد الواقع وتحديه من أجل استكشاف ماهو جديد،وممكن نحو إدراك المتلقي بالدلالات والاختلافات الثقافية،بغية أن يتحول ذلك الانصهار إلي مصدر للاحتكاك الإبداعي،الذي يفسر لنا كيف نعيش الواقع بالفن؟،او علي الأقل يساعدنا حين نخوض غمار تجربة انتاج عرض شارعي أن نرسل للكافة رسالة مفادها " نحن ندرك كل شئ".
-رصدت في هذا الكتاب محللاً،وواصفاً مسرح الشارع عبر العصور،وكيف انطلق من فرضية "هنا،والآن"؟ليبرز الجمالي والإجتماعي،ويرسخ لأهدافه التنويرية المفعلة لفضاء عمومي تتساوي فيه كل الآراء بغية تفعيل الوظيفة النقدية في مجال مسرح الشارع،من خلال تسأولات الفضاء العمومي،وآليات التلقي النقدي لعروضه،وما آل البحث العلمي اليه،وبعضاً من مقالات سطرتها بقلمي تلاحق العروض،والتظاهرات،والأحداث المختلفة التي موضوعها الرئيس هو (مسرح الشارع -"هنا،والآن").
★ تم طبع هذا الكتاب ضمن إصدارات الدورة السابعة من مهرجان كركوك الدولي لمسرح الشارع بالعراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب