الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. ماذا يحدث في إيران؟!

نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان

(Nezam Mir Mohammadi)

2023 / 12 / 11
حقوق الانسان


عندما تحل ذكرى اليوم العالمي لحقوق الانسان في العاشر من كانون الأول من كل عام، يتساءل الأحرار حول العالم عن مصير الشعب الإيراني الذي يتعرض لأبشع انتهاكات حقوق الانسان من قبل نظام الملالي الحاكم منذ 44 عاماً، واليوم، دعت الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي الأمم المتحدة وحكومات دول العالم إلى إخضاع النظام الإيراني للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وتصنيف قوات الحرس كمنظمة إرهابية.

وقالت في رسالة وجهتها عبر الانترنت إلى مؤتمر عقد في هولندا يوم الجمعة الماضية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان، أنه :" في مثل هذا اليوم قبل 75 عاماً، تم الإعلان عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، في هذا اليوم التاريخي، أحيي المناضلين من أجل الحرية وحقوق الإنسان في إيران وفي جميع أنحاء العالم، ولكل أولئك الذين ضحوا بحياتهم ووجودهم للدفاع عن هذه القيمة العالمية، أو مازالوا يناضلون، إن أول ميثاق لحقوق الإنسان في تاريخ العالم يُعرف باسم إيران، والذي أعلنه كورش الكبير عام 538 قبل الميلاد، ويقال أنه أسس امبراطورية آمنة ومجتمعاً خالياً من الخوف، لقد حرر الشعب من الصعوبات، وأعاد اللاجئين إلى أراضيهم وديارهم، وحررهم من نير الطغاة، وخفف عنهم التعب وأعطاهم السعادة ".

وأضافت :" ولكن اليوم في بلدنا إيران، يحكم نظام الإعدامات والمجازر، وهو ينتهك كافة بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر وحده، أُعدم ما لا يقل عن 120 شخصاً في السجون الإيرانية، وهذا يعني حالة إعدام في كل ست ساعات، وكشف المجلس الوطني للمقاومة أن هناك أكثر من 5000 شخص محكوم عليهم بالإعدام في سجون خامنئي".

وتابعت رجوي :" في الأسابيع الأخيرة، اندلعت حرب شريرة وكارثية في الشرق الأوسط، لقد قام النظام، وهو مؤسس هذه الحرب، بزيادة عدد عمليات الإعدام السرية والعلنية من خلال استغلال الاهتمام الدولي بهذه الحرب، ومنذ بداية حرب غزة في 7 تشرين الأول/ اكتوبر وحتى الآن، أعدم الملالي 225 شخصًا في إيران، كما قاموا بإعدام السجناء السياسيين وأبطال الانتفاضات في السنوات الأخيرة، في 23 و 25 تشرين الثاني/ نوفمبر أعدموا ميلاد زهره وند من سجناء انتفاضة عام 2022 وعلي صابر من أنصار مجاهدي خلق، و في 28 و 29 تشرين الثاني/ نوفمبر أعدموا سجينين سياسيين هما هاني البوشهبازي 32 عاماً من شادغان و أيوب كريمي من مهاباد، وفي 30 تشرين الثاني/ نوفمبر، أعدموا كامران رضائي البالغ من العمر 33 عاماً، وهو أحد رواد انتفاضة نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 في شيراز، تحية لهؤلاء الأبطال الذين صمدوا وقاوموا حتى النهاية ".

وأوضحت :" ان ما تفعله آلة القمع الضخمة للنظام يشكل قائمة طويلة، منها غصب حق الشعب في السيادة ومنع الانتخابات الحرة، واستلاب الحرية الدينية وحرية الرأي، وانتهاك حرية التعبير والتجمعات والأحزاب، وكذلك القضاء على النقابات العمالية وأي نقابة وتنظيم نقابي غير حكومي، وفي إيران المنكوبة بالملالي تتعرض المرأة لأوسع انتهاكات لحقوق الإنسان حيث يتم قمعها دوما ومبرمجا منها التعنيف والتمييز، من خلال فرض الحجاب الإجباري، وقتل الفتيات بجريمة سوء الحجاب، مثل جينا أميني أو أرميتا غراوند والعديد من الفتيات والنساء المضطهدات الأخريات ".

وبينت :" ان الطوائف المضطهدة وأتباع الديانات الأخرى، هي الأخرى هدف سياسات نظام الملالي اللاإنسانية حيث يتعرضون لاضطهاد مضاعف، كما يتم قتل المواطنين البلوش والكرد والعرب ويتم فرض نظام واسع النطاق من الإجبارات الدينية، وأما بشأن المعارضين السياسيين خاصة مجاهدي خلق فيتم القضاء على حقوق الإنسان وأي نوع من الحقوق مثلما تم في مذبحة السجناء السياسيين في عام 1988، وحرمان المعارضين من الحق في محاكمة عادلة، ومازالت دماء اولئك الـ1500 شخص استشهدوا في انتفاضة 2019 واولئك الـشهداء الـ750 في انتفاضة 2022، ماثلة أمام أعيننا على الجدران وفي شوارع المدن، ولا تنسى همجية هذا النظام الذي أصاب مئات المشاركين في الاحتجاجات بالعمى ببنادق ذات الرصاصات الكروية ".

وتابعت السيدة رجوي :" لقد نشرت منظمة العفو الدولية مؤخراً تقريراً يوثق بالتفصيل القصة المفجعة لـ 12 امرأة وسبعة أطفال و26 رجلاً، في انتفاضة العام الماضي، تعرضوا للتعذيب والاعتداء بقسوة شديدة على أيدي الحرس والمحققين، يشهد هذا التقرير المروع على عمليات الاغتصاب والاغتصاب الجماعي وغيرها من أشكال العنف الجنسي ضد المتظاهرين المعتقلين من قبل عناصر المخابرات وقوات الأمن التابعة لخامنئي، وفي مجال القمع السياسي أيضاً، ظل النظام يستهدف مجاهدي خلق بشكل جنوني ومتواصل، ومن خلال حشد كافة قواته، في الأشهر الأخيرة، أثار قضاء نظام الجلادين ضجة كبيرة بشأن المحاكمة الغيابية لـ 104 من مجاهدي خلق، وقد أعلنوا مسبقا عن محتوى المحاكمة الصورية ووعدوا بأنها ستكون "حاسمة وحازمة"، وتأتي هذه المهزلة ضمن صرخات النظام ضد توسع أعضاء شبكة وحدات المقاومة وتألق أنشطتهم وعملياتهم واعتلاء مكانة المقاومة الإيرانية ويخاف الملالي كما يقولون هم أنفسهم من إقبال الشباب على حركة مجاهدي خلق".

وأشارت رجوي إلى :" ان الملالي يرتكبون أي جريمة ضد الشعب الإيراني لأنهم متأكدون من تقاعس الحكومات الغربية، وحقا، ألم تتم إدانة هذا النظام 70 مرة من قبل الأمم المتحدة لانتهاكه حقوق الإنسان؟ أليس هو صاحب الرقم القياسي لعمليات الإعدام في العالم؟ ألم يرتكب هذا النظام جريمة ضد الإنسانية، بحسب ما يقوله محامون والمؤسسات المدافعة عن حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة العفو الدولية؟ إذن كيف يمكن للحكومات الغربية أن تغض الطرف عن استمرار جرائم هذا النظام ضد الشعب الإيراني؟ ان إبراهيم رئيسي الجلاد ضالع شخصيا في أعمال التعذيب والإعدام منذ بداية حكم الملالي، إنه يتحمل المسؤولية مباشرة عن إعدام آلاف من السجناء السياسيين بصفته عضوا في لجنة الموت في مجزرة عام 1988، كما أنه قد لعب دورا نشطا في قتل المتظاهرين عام 2019 و 2022 ، إنه ونظامه تسببا في هجرة ملايين الإيرانيين للجوء بسبب الإعدام والتعذيب والسجن، كما أنه يحمل سجلا مليئاً بجرائم مستمرة ضد الإنسانية منذ أربعة عقود".

وتابعت بالقول :" الآن يقال إنه يعتزم المشاركة في المنتدى العالمي للاجئين 2023 في جنيف، وهذه وصمة عار على جبين الأمم المتحدة وطعن لحقوق الإنسان واستخفاف بحق اللجوء المقدس، كما أنه تحفيز على الإعدام والتعذيب والاعتداء وتشجيع على إثارة الحروب والإرهاب، ويتوجب تقديمه للعدالة ومحاسبته على 44 عاما من أعمال القتل والمجزرة والاعتداء، بدلا من مشاركته في هذا المنتدى، لقد حان الوقت لوقف سياسة إطعام التمساح التي كانت دليل عمل السياسة الغربية طوال العقود الأربعة الماضية، وبدلاً من ذلك، يتعين على الحكومات الغربية أن تجعل علاقاتها السياسية والاقتصادية مع هذا النظام مشروطة بوقف تعذيب وإعدام السجناء ووقف قتل المتظاهرين، ويتعين عليها أن تحيل القضية الضخمة لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وينبغي اتخاذ الترتيبات اللازمة لمحاكمة خامنئي ورئيسي وغيرهما من قادة هذا النظام ".

وأكدت رجوي: "إن حرب هذا النظام مع المجتمع الإيراني هي انتهاك شامل لحقوق الإنسان، وترتبط هذه الحرب بشكل مباشر بإثارته للحرب في المنطقة وجعل العالم غير آمن بسبب الإرهاب البرامج النووية والصاروخية، الحرب الرهيبة الدائرة في المنطقة الآن تسببت في فتح أعين العالم على أن الفاشية الدينية الحاكمة في إيران هي رأس الأفعى والمصدر الرئيسي للحرب والإرهاب في المنطقة وتهديد للسلم والأمن العالميين، ومقابل ذلك، نقترح حلا يتضمن أربع خطوات:
1- تصنيف قوات الحرس كمنظمة إرهابية.
2- تفعيل آلية الزناد حسب قرار مجلس الأمن 2231.
3-إخضاع النظام للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
4-الاعتراف بنضال الشعب الإيراني لإسقاط النظام ونضال شباب الانتفاضة ضد الحرس الإرهابي".

وأضافت: "ان اليوم العالمي لحقوق الإنسان هو يوم فضح نظام ولاية الفقيه الذي يعد أسوأ عدو للإنسانية، وفي الوقت نفسه، فهو يوم فخر لأبناء الشعب والمقاومة الإيرانية الذين قاوموا وصمدوا بوجه الاستبداد الديني في معركة طويلة لأكثر من أربعة عقود، وفي المعركة من أجل الحرية، ضحى 120 ألفًا من خيرة أبناء الشعب الإيراني بحياتهم، ومن بينهم، قضى 30 ألف سجين من المجاهدين والمناضلين شهداء عام 1988، نعم، كما قال الشهيد الكبير لحقوق الإنسان في إيران الدكتور كاظم رجوي، لقد كتبت هذه المقاومة بدمائها تاريخ حقوق الإنسان في إيران، إن وصف همجية ووحشية خميني وخامنئي وحرسهم تجاه الشعب الإيراني وتجاه نساء إيران وتجاه المناضلين والمنتفضين وتجاه مجاهدي خلق الإيرانية لا يمكن احتواؤه في مئات الكتب، لقد انتهجت الحكومات الغربية سياسة استرضاء النظام رغم كل هذه الوحشية والهمجية، لكن المقاومة الإيرانية تعمل على تعزيز حركة التقاضي من أجل ضحايا المذابح وشهداء الأمة بأكملها وهذا جزء من المعركة من أجل إسقاط نظام الملالي عبر وحدات المقاومة وانتفاضة الشعب الإيراني، وبالتأكيد سيتحقق حلم إقامة إيران حرة ومجتمع خال من الخوف والإعدام والتعذيب".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا للحرة: فقدنا أكثر من 200 موظف خلال عام الحرب في غز


.. خوف اللاجئين السوريين في لبنان من الاعتقال بعد عودتهم إلى سو




.. قبيل اكتمال عام واحد على بدء هجوم 7 أكتوبر.. تجمعات في تل أب


.. كنائس دير الأحمر في بعلبك تأوي النازحين من الحرب في لبنان




.. الإغاثة اللبنانية للعربية: 180 ألف نازح داخل مراكز الإيواء ف