الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ناك الايام

عبد العظيم فنجان

2023 / 12 / 11
الادب والفن


عندما دخلتَ السوقَ ، بعد منتصف الليل ، فهتفتَ ضد الحرب والدين ، وضد الرئيس ، فيما الافلاسُ يترنّم بالدخان في جيوبكَ . كنتَ ثملا جدا ، يخالطك اليأس ، وكان هتافك مجروحا بالبكاء ، مضمخا بالدمع ، وأحيانا بالشتيمة ، وثمة أغنية عن الحب الخائب ترفرفُ فوق رأسك ، مثل عصفور أوقعه ، في شراكه ، المطرُ .

كنتَ أخفّ من الهواء ، لكن الألم ، داخلك ، كان ثقيلا ، هذا مما أخرجكَ عن طوركَ ، ودفعكَ ، مثل ريشة ، لتقع في الهاوية .

في الصباح لم تتذكر شيئا مما حصل ، ولم تعرف أن الشرطة ، سيارة الشرطة الخافرة ، التقطتك من القعر ، حتى وصلتَ البيت سالما . لم يضربك أو يشتمكَ أحد ، لأنكَ قلت ما في ضميرهم من أسى ، وما في صمتهم من صراخ .

لم تصدق تلك البطولة ، بطولة شتم الرئيس في الحرب ، إلى اليوم ، لأنكَ لا تتذكر ، من تلك الليلة ، إلا كيف أنكَ كنتَ في مزاج رائق ، حين قررتَ طرق الباب ، باب المرأة التي وقعت في شراك عينيها ، في تلك الساعة المتأخرة ، لكن مَن خرج إليك كان شقيقها ، غاضبا ، بسحنته العسكرية ، فهربتَ منه ، ومن حياتكَ ، وبقيتَ هكذا تركض في كل مكان ، وهو خلفك ، بيده مسدس ويطلق النار على الهواء والاعداء والجيوش والبيوت والشوارع ، حتى اختفيتَ ، أخيرا ، في السوق ، الذي فتح لكَ ، بحنو ، ذراعيه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس


.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام




.. عشر سنوات على مهرجان سينما فلسطين في باريس