الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوثيون : بين عاصفة الحزم - وضرب المصالح الاسرائيلية

عبد الحسين العطواني

2023 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



نكمن اهمية اليمن الاستراتيجية في انه يطل على اهم ممرات وخطوط الملاحة الدولية في المحيط الهندي والبحر العربي وخليج عدن والبحرالاحمر ، ويتحكم بالبوابة الجنوبية للبحر الاحمر ، المتمثلة بمضيق باب المندب الذي يربط الشرق مع الغرب ، اضافة الى عدد كبير من الجزر والمضايق المائية المهيمنة التي تملكها اليمن وتمر من مياهها السفن المحملة بالبضائع والنفط والغاز ، واذا علمنا حجم التأثير الداخلي والاقليمي والدولي على هذه البلد لادركنا اننا امام حقيقة تطور سياسي اجتماعي كبير ، فاقت مشاهده السياسية والعملية والواقعية كل التوقعات بقدر ما اسقطت الرهانات كلها على خذلانه، والذي حاول دحر انظمة الاستبداد في صورتها التي كانت عليها ، وبذلك نحن اليوم وغدا امام تأسيس لحضور تأريخي تقدمي جديد وبخصوصيات جدية على انقاض الحضور التأريخي القديم ، فقد تعرض اليمن ، الى ابشع الهجمات الجوية ادت الى تدمير اغلب البنى التحتية , وقتل وتجويع الالاف من المواطنين الابرياء اثرالحملة العسكرية التي شنتها السعودية منذ نيسان 2015 في اطار العملية المعروفة (عاصفة الحزم ) بالتحالف مع عدد من الدول العربيه منها ، الامارات ، والكويت ، والبحرين ، والسودان ، مع مشاركات محدودة من كل من الاردن ، والمغرب ، ومصر ، بتداعي ارغام الحوثيين الموافقة على عودة الرئيس اليمني( )عبد ربه منصور هادي) الى دفة الحكم الذي هرب الى السعودية , وهو مافشلت الحملة من تحقيقة لحد الان امام قوة وصلابة الحوثيين مما اضطرت السعودية الى عقد اتفاقية هدنة مع حركة انصا الله في نيسان 2022 برعاية الامم المتحدة قي صنعاء ، والتي شملت وقف العمليات القتالية.
فحين نتكلم على الحركة الحوثية اي (حركة انصار الله ) التي يعود تأريخها الى مطلع التسعينات من القرن الماضي ، كانت تسمى بحركة الشباب المؤمن ، ظهرت في محافظة صعدة شمال اليمن نسبة الى مؤسسها بدر الدين الحوثي الزعيم الديني للحركة ، بعد توسع الحركة الوهابية بأنشاء معهد ( دماج ) السلفي على يد الداعية( مقبل الوادعي) فلابد من الاشارة الى ان الحركة الحوثية حظيت في بداية تاسيسها بعناية ورعاية السلطة ، الا انه بدأت الصراعات بينها وبين السلطة في مطلع عام 2004 عندما بدأ رواد هذه الحركة يتناولون موضوع الحكم من اجل التصدي للحكام الجائرين ، حيث اشارزعيم الحركة الحوثية انذاك السيد حسين بدر الدين الحوثي، في احدى محاضراته امام اتباعه من الحوثيين الذين تبلغ نسبتهم ( 30 – 40 % ) من سكان اليمن لمناسبة يوم الغدير بقوله: (( ولقد تعاقبت على هذه الامة على مدى تأريخها الكثيروالكثير ممن كانوا ينتهزون ولاية امرها ويتقافزون على اكنافها جيلا بعد جيل وأذا ما رأوا انفسهم غير جديرين بأن يكونوا ولاة امر هذه الامة ، فأنهم سلكوا طريقة اخرى هي تدجين الامة لتقبل ولاية امرهم )) فقد كان ذلك بداية التصادم بين الحركة الحوثية والسلطة في صنعاء والتي قتل على اثرها زعيم الحركة المشار اليه ، ليخلف شقيقه عبد الملك الحوثي الزعيم الحالي للحركة .
ونتيجة لمواقفها الوطنية حصلت الحركة الحوثية ( انصار الله ) على تأييد اغلب الشعب اليمني، وبهذا لانستطيع اليوم ان نقرأ توجهات هذه الحركة ، بانها بعيدا عن الاثر السياسي والثوري التاريخي الذي احدثته الاحزاب الوطنية والقومية التقدمية في بنية المجتمع والسياسة والثقافة والفكر ، كما اننا لايمكننا ان نقرأ ونفهم هذه الحركة في اليمن اليوم ، الا بوصفها اضافة ثورية تقدمية ابداعية شعبية تجاوزية للواقع القائم ، وباعتبارها كذلك اضافة نقدية موضوعية تجاوزت للمسار السياسي الذي قامت عليه السلطة اليمنية طيلة المرحلة الماضية من مطلع الخمسينات وحتى اليوم .
فقد تمكنت هذه الحركة من كسر حاجز الخوف ، وحررت الارادة الشعبية والسياسية من حالة وثقافة اللامبالاة والتواكل والركون ، ووسعت فضاءات المجال السياسي ، والاهم هو ان الحركة بأمكاناتها التأريخية الكامنة الثورية في ساحات وميادين المواجهة ، استطاعت الى حد ما تفكيك عرى البنى التقليدية واواصرها ، ورفعت على اعادة صوغ علاقة اليمن بالتاريخ بصورة ابداعية خلاقة ، لتضع الشعب اول مرة في صدارة الفعل التأريخي وتنقله من الهامش الى المتن ، معلنة دور المجتمع في المشاركة بعملية التغيير السياسي ، ولترسم بداية علاقة جديدة بالسياسة والمجتمع والتاريخ .
ومع هذا ورغم انشغال( حركة انصار الله ) بمواجهة التحالف السعودي والعمل على فشل مخططاته الطائفية ، فأن طابعها العربي وحسها القومي ورفضها الاحتلال ، حتم عليها مساندة شعبنا العربي في غزة في مقاومتهم ضد الهجمات الصهيونية الظالمة ، وذلك من خلال ضرب المصالح الاسرائيليه ، ففي يوم الاحد الموافق 19 / 11 / 2023 اعلن المتحدث بأسم الحركة اختطاف سفينة تجارية اسرائيلية (غالاكسي ليدر) في البحر الاحمر واقتيادها مع طاقمها الى الساحل اليمني ، واعلن الحوثيين بان وقف الهجمات ضد مصالح اسرائيل في المنطقة بوقف الحرب على قطاع غزة ، مؤكدين ان التهديد يطال السفن الاسرائيلية فقط ، معتبرا اياها اهدافا مشروعة ، كما استهدف الحوثيين مواقع الكيان الصهيوني بعدد كبير من الصواريخ والمسيرات في 13 / 10 / 2023 ثم تبعتها بهجمات مماثلة.
وبناء على ماتقدم يمكن القول عندما تقترن الشجاعة بالعقيدة وبالمواقف االصلبة وان تكن بالامكانات المتواضعة تصبح الاهداف متيسرة مهما تكن قوة العدو، وعلى العكس من ذلك عندما تتراجع المبادئ وتضعف المواقف وتغلب المصالح الشخصية وان توافرت الامكانات ، فلا يجني اصحابها غير التبعية والخنوع واملاءات العدو ومذلة التطبيع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم