الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد كتاب الزمان في الفلسفة والعلم ( للدكتورة يمنى طريف الخولي ) _ مقدمة الكتاب ...

حسين عجيب

2023 / 12 / 12
العولمة وتطورات العالم المعاصر


نقد كتاب الزمان في الفلسفة والعلم
( للدكتورة يمنى طريف الخولي )

تمهيد
الجواب المباشر على السؤال خاتمة الكتاب : نعم .
يشبه الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، من اشكالية الزمن ، الموقف من الأرض بين بطليموس وأرسطو ومن قبلهم وبين غاليلي وكبلر وكوبرنيكوس ومن بعدهم . مع استثناء هام جدا ، حيث أدرك بعض فلاسفة اليونان كروية الأرض ، وقدموا ثلاثة براهين تمثل أدلة علمية بالفعل : أولها الغياب المتدرج للشمس ، وثانيا الظل المتساوي أو الموحد في مختلف جهات وبقاع الأرض ، وثالثا ظاهرة الخسوف والكسوف الجزئية ، وقولهم لو كانت الأرض مسطحة ( كما نشعر بها ) لكانت الظواهر الثلاثة تختلف بالفعل . غياب الشمس كان سيحدث دفعة واحدة ، كما يغيب الجميل في الصحراء مثلا . والظل كان ليتغير ، بحسب القرب أو البعد عن اطراف الأرض . وظاهرة الخسوف والكسوف ، سوف تكون كاملة دوما في حالة الأرض المسطحة .
أعتقد أن الموقف الحالي من فكرة الزمن ، أو إشكالية الزمن ، المشترك في الثقافة العالمية بين الفلسفة والعلم ، يشبه الجدل السابق قبل خمسمئة سنة _ بين معرفة جديدة ناشئة ، وبين معارف ومعتقدات قديمة تحاول طمس الجديد بكل الوسائل الممكنة .
....
غلطة أو مغالطة أينشتاين ، التي لم تنتبه لها الكاتبة تتركز في الموقف التقليدي ، الثنائي ، من الوضع الإنساني : حياة أو موت .
الوضع الثلاثي يكشف المشكلة ، ويوضحها بشكل دقيق وموضوعي معا :
1 _ المرحلة الأولى ، قبل الولادة .
2 _ المرحلة الثانية ، بين الولادة والموت .
3 _ المرحلة الثالثة ، بعد الموت .
يوجد الانسان ، على المستويين الفردي والمشترك ، في أحد المراحل الثلاثة ، وهي مختلفة ، ومنفصلة بالفعل وبشكل موضوعي ودقيق .
1 _ مرحلة قبل الولادة ، تتضمن الحياة والزمن مع الماضي والمستقبل ، وهي مرحلة الوجود بالقوة والأثر معا .
2 _ المرحلة الثانية ، بين الولادة والموت ، تمثل الحاضر ومرحلة الوجود بالفعل .
3 _ المرحلة الثالثة ، بعد الموت تمثل الماضي المشترك .
....
بعد النجاح في تغيير الموقف العقلي من المرحلة الدغمائية الأحادية ، أو الثنائية ، إلى المرحلة الجديدة أو المنطق التعددي _ الثلاثي في حده الأدنى _ يتكشف الواقع بالفعل كما هو عليه ، لا كما تحرفه رغباتنا أو مخاوفنا اللاشعورية وغير الواعية غالبا .
المثال السابق يوضح ذلك ، كما اعتقد ، بشكل دقيق وموضوعي ، وبشكل منطقي وتجريبي بالتزامن .
....
الظواهر الثلاثة الأولى خاصة ، تكشف مشكلة الزمن ، وتحددها بشكل موضوعي ودقيق كما أعتقد :
الظاهرة الأولى ، العمر الفردي المزدوج بين الحياة والزمن وبين الماضي والمستقبل :
يولد الفرد في العمر صفر وبقية العمر الكاملة ، ويموت بالعكس تماما ، في العمر الكامل وبقية العمر التي تناقصت إلى الصفر .
فهم هذه الظاهرة ، ينقل الموقف العقلي إلى مرحلة جديدة .
الظاهر الثانية ، اليوم الحالي يوجد في الحاضر والماضي والمستقبل بنفس الوقت أو بالتزامن :
اليوم الحالي يوجد في الحاضر بالنسبة لجميع الأحياء ،
ويوجد في الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ،
ويوجد في المستقبل بالنسبة لجميع الموتى .
كما توجد حالة رابعة ، وخامسة أيضا ، بالسنبة لمن سوف يولدون أو يموتون خلال اليوم الحالي .
عدا ذلك اليوم الحالي ، وكل يوم جديد ، يمثل الظاهرة الثانية .
يمكن بسهولة نسبيا ، فهم كلا الظاهرتين بالمقارنة .
الظاهرة الثالثة ، أصل الفرد ، قبل ولادة الفرد يكون في حالة الوجود بالقوة والأثر معا ( عبر سلالات الأجداد ، تخيل _ ي نفسك قبل مئات ، وألوف ، السنوات ) . بين الولادة والموت يكون الفرد في حالة الوجود بالفعل ، وهي مرحلة معروفة ومكشوفة . والمرحلة الثالثة بعد الموت ، حيث الماضي المشترك لجميع الموتى .
من مقدمة القسم الثالث ، للثلاثية ، مشروع السنة الجديدة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو