الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصائد غاضبة (15) جنسية الدمع

عبد المجيد السخيري

2023 / 12 / 13
القضية الفلسطينية


قصيدة "جنسية الدمع" للشاعر الفلسطيني أحمد دحبور (1946-2017)

صباح من الغبش الحلو يفتح باب النهار
نهار من الصحو إلا بقايا الغبار
مدارس من أمل، والأمل
ترجل عن حلم في عيون الكبار
إلى فرح يرتجل
فمن أين خوذة هذا المسربل بالبقع السود؟
كيف انطوى العشب تحت الفتى وتلون بالزهر؟
خل كان يدري إله الجنود،
بما سوف يدري إذا أطلقوا النار؟
اسمع صفارة، وأرى صوت حوامّة في السحابة،
يرمي الجنود حروف الكتابة بالجمر،
فالحال في حالة....... ويئن المضارع،
والشارع الآن جملة حرب،
دريئتهم كل راس وقلب،
أصابوا النهار،
إصابته غير قاتلة،
فالرصاصة في كتف الفجر،
والنهر يجري
وروح العصافير تسري
وما هي إلا دقائق،
ما هي إلا رقائق من شجر الورد والصبر،
حتى يطير الجناحان،
والنهر يجري فلا يملا البحر،
يصعد من رئة البحر البحر قوسا قزح
وما هي إلا حدائق كانت نساء،
وأزواجهن، وطفلين
حتى يسيل الصباح دماءً،
تغذي مجنزرة بالوقود
فيربض فيها إله الجنود ويضحك
تبكي ملائكة غادرت قبر يوسف،
تعجز عن أن ترد الكلام الذي،
لم يصل، بعد، إسماع تلميذتين
فأسمع دمع السحابة،
من رامة الله تسري إلى طولكرم
ونابلس والخليل
إلى خان يونس
من صخرة القدس حتى رفح
وتبكي ملائكة جاورت قبر يوسف
سيدنا الخضر في بئر زيت
سيدخل في كل موت
ويخرج من نخلة ضربت موعدا للقيامة في عمق دير البلح
ونعرف جنسية الدمع منذ بكى آ دم،
يا فلسطين،
يا دمعة الله،
للحزن أن يترجل يوما، ليدخل، من بيت لحمك، طفل الفرح
ونعرف ماذا يخبئ، في الدمع، هذا القطار
ولكن أيرجع من ذهبوا؟
لقد ذهبوا ليعيدوا النهار
ولكنهم ذهبوا
ولسنا نكابر...بل هدنا التعب
سنفقدكم كلما هدأ البيت
هم عودونا: إذا حضروا يزهر الصخب
سنفقد من يكسر الصحن،
ينكسر الشر فينا
ولا ينتهي الشغب الحلو،
يا روحهم انت... يا شغب
عزاء، وكيف العزاء بمن ذهبوا؟
أنزعم، في غفلة، أنهم هربوا؟
وعند المساء يجيئون بالكتب المدرسية،
والقدس،
والفرح والمرتجى ... والنهار
سيبعث أصغرهم بكراريس إخوته.. ويدور الشجار
ونضحك،
نفتح نافذة فنرى أفقا لا تعكره البقع السود،
يمضي الجنود ويبقى الصغار
سنكتشف البحر،
نسرح في السهل،
نصغي لنبض الحصاة بقلب الجبل
ونوقظ، من نومه, جبلا غارقا في الأمل
سنفعل هذا وأكثر، نضحك...نبكي
سيصبح هذا ربابتنا...وسنحكي
ولكن لماذا يباهتنا الدمع؟
يا أملا ذهبوا ليجيئوا به...فتلجئ
ويا قمرا ذهبوا يقطفون لنا ضوءه.. فلتضيء
ويا غد...
فلنبتدئ يا غد الغد يا غدنا
لقد نام عمرا، وآن له أن يفيق الجبل
وآن لنا.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة: انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في ظل حراك دبلوماسي مكثف


.. كتاب --من إسطنبول إلى حيفا -- : كيف غير خمسة إخوة وجه التاري




.. سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس


.. مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. القيادة الوسطى الأميركية: قواتنا اشتبكت ودمرت مسيرة تابعة لل