الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية-2

مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب

(Marzouk Hallali)

2023 / 12 / 13
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


معاداة اليهودية/معاداة الصهيونية
كيف تحولت معاداة اليهودية المسعورة (العنصرية والنازية) إلى معاداة أساسية للصهيونية؟ وبعد أن ظل هامشيا لفترة طويلة، بدأ هذا الخطاب يكتسب جمهورا. وهذه ليست علامة على عدم فعالية القانون فحسب، بل هي إشارة إلى تقبل أكبر لروح العصر هذه التي تجعل من دولة إسرائيل قلب العالم الشرير، مثل الشخصية الفاسدة ليهودي ما قبل الحرب. . إن الخطاب المناهض للصهيونية ليس خطابا عنصريا "من بين أمور أخرى".
إن جوقة الرفض العالمية تقريبًا لإسرائيل، كما تظهر، سنة بعد سنة، من خلال الإدانات المتكررة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تستجيب نقطة تلو الأخرى لموجة كراهية اليهود القوية التي تمتد من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، ومن المغرب العربي إلى بولندا والعراق. ، اجتاحت العالم خلال الثلاثينيات ونعاين حاليا صورة أعمق اليوم. إن إضفاء المثالية على الماضي ("أمة رائدة" بناها "الناجون من الإبادة الجماعية") قد تحول إلى شيطنة تحت تأثير الدعاية العربية والشيوعية و"المناهضة للإمبريالية" مجتمعة. وأيضاً تحت تأثير ذنب المحرقة "لن نغفر لليهود أبداً"، وأخيراً تحت تأثير أحداث يونيو 1967. وأصبح مصطلح "اليهودي" حينها إهانة من نفس نوع كلمة "صهيوني" الصور النمطية "الفاشية" والمعادية لإسرائيل، وهي معيار ثقافي مقبول من قبل جزء كبير من العالم الفكري ("الدولة العنصرية"، "الحقيقة الاستعمارية"، وما إلى ذلك)، مثل مدونة للاندماج في عقيدة العصر.
وبعد أن ظل غير مقبول لفترة طويلة، وجد الخطاب القديم المناهض لليهود أخيراً في هذا الخطاب المناهض لإسرائيل شكلاً مقبولاً.
وذكر الكثير من المثقفين اليهود تقززهم العميق بسبب استخدام إسرائيل لـ"الحرب ضد معاداة السامية ذريعة لارتكاب جرائم حرب بقصد الإبادة الجماعية".
ووصفوا "الأيديولوجيا" الصهيونية بأنها "استغلال لمعاناة اليهود من أجل هضم حقوق الشعب الفلسطيني"، مشددين على أن "معاداة إسرائيل لا تعني معاداة السامية".
وفي الرسالة المفتوحة، قال الكتّاب اليهود "إننا ندافع عن كرامة وسيادة الشعب الفلسطيني، من خلال العِبر التي استخلصناها من تاريخنا المرير في مواجهة معاداة السامية". كما أكد الكتّاب رفضهم المفاضلة بين "حرية الفلسطينيين وأمن اليهود".
وأشار الكتّاب اليهود إلى أن الحكومة الإسرائيلية تروّج بين الداخل والخارج لدعاية مفادها أن "كفاح الفلسطينيين غير موجّه من أجل الحصول على حقوق في الأرض والسيادة، بل هو موجّه ضد اليهود".
وشدد الكتاب اليهود على أن الولايات المتحدة تصف دعمها لإسرائيل بـ "حماية الهُوية اليهودية"، وقالوا "هويتنا ليست سلاحا يمكن للدول استخدامه لفرض سلطتها. نحن ضد استغلال آلامنا".
ويقول مقررو الأمم المتحدة ألكسندرا زانثاكي وفريدة شهيد وكليمنت نياليتسوسي فول وإيرين خان، إن المجتمع الدولي يساوي بين انتقاد إسرائيل ودعم معاداة السامية.
كما رفضوا التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون ومسؤولون آخرون، وصفوا فيها انتقاد إسرائيل بأنه شكل من أشكال معاداة السامية.
وفي بيان مكتوب، ذكر المقررون أن "الدعوات إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، أو انتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية وتصرفاتها يُربط بشكل مضلل بدعم الإرهاب أو معاداة السامية".
وأشار البيان إلى أن "موجة عالمية من الهجمات والانتقام والتجريم والعقوبات استهدفت أولئك الذين يعبّرون علنا عن تضامنهم مع ضحايا الصراع بين إسرائيل وفلسطين"، مؤكدا أن "هذا الوضع يشكّل "قمعا لحرية التعبير ويخلق أجواء الخوف التي تمنع العديد من الأفراد من المشاركة في الحياة العامة".
وذكر مقررو الأمم المتحدة أن الفنانين والأكاديميين والصحفيين والناشطين والرياضيين الذين يرفعون أصواتهم لدعم ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، باتوا يتعرضون اليوم لانتقادات قاسية.
وتعارض العديد من المنظمات اليهودية حول العالم، الصهيونية وممارساتها التي أدّت لطرد أكثر من 750 ألف فلسطيني من أراضيهم في حرب 1948، ويدافع اليهود المناهضون لإسرائيل عن حق الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم، وينتقدون الصهيونية التي تعدّ نفسها "ضامنا لأمن الأمة اليهودية".
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، فُصل العديد من الأسماء المعروفة في العالم من وظائفهم بتهمة "معاداة السامية"؛ بسبب انتقادهم الحرب الإسرائيلية على غزة.
-----------------------
كراس مع مرفقات للمزيد من الاطلاع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة