الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/5

عبدالامير الركابي

2023 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


قد تكون من اكثر المناسبات دلالة على تهافت المنظور الغربي، ماقد رافق انهيار التجربة الروسية قبل عقد من انتهاء القرن المنصرم، وفي حين كان ماقد حدث محفزا لاعادة النظر الشامله في رؤية الغرب لتاريخه الالي الحداثي، سمع العالم وقتها نغمه اخذت صدى غير عادي تقول ب "نهاية التاريخ"، حيث تكريس منطق الغرب وليبراليته على انه الممكن الوحيد والانتهائي الختامي لمايمكن للبشرية ان تامل فيه من اشكال نظم، او تنظيم حياتي، هذا مع العلم ان الحاصل في حينه قد وقع على يد الولايات المتحده الامريكية، المجتمعية المفقسه خارج التاريخ وفعل البيئة، والصاعدة آليا على انقاض الغرب الكلاسيكي البرجوازي الراسمالي "الطبقي"، والتي حلت في الصدارة بدل اوربا التي فقدت موقعها مع القرن العشرين وتازماته وحروبه.
ولم يكن انهيار الاتحاد السوفياتي بالاحرى، سوى سقوط لمرحله من التاريخ الالي الحديث بدءا بانهيار نموذج الثورة الفرنسية، وانطواء زمن الالية المصنعية، والانتاجية الراسمالية المحلية / الوطنيه، لمصلحة الانتاجية المعولمة، والكيانيه الامبراطورية، كيانيه "الفكرة" والاله المنتقلة الى التكنولوجيا الانتاجية، و"العصر التكنتروني" على حسب بريجنسكي (5) في المجتمعية بلا نمطيه، وبالاخص منها الطبقية الاوربية، وصولا الى الافتراضية الطبقية الروسية/ اللينينيه، التي هي انتقالية آلية بدون برجوازية كلاسيكيه، ماكانت قابله للاستمرار بظل الانتاجية المعولمه والتكنولوجيا.
ونحن هنا بازاء حصيله ونتائج لاعلاقة تجمعها مع نظرية وجدت في ذروة الانقلاب الالي المصنعي في القرن التاسع عشر،ابان فترة "بناء الامم" والاحتدامية الطبقية، هذا في حين تبرز مسالة استثناء على مستوى المقاربة والادراكية الذاتيه، تتمثل في ظاهرة الاغفال الكلي لموقع ومكان المجتمعية المفقسه خارج رحم التاريخ، وتوقيتها ودلالات حضورها، مع تخيل، لابل ضرورة تخيل فيما لو ان "امريكا" بحجمها وصيغتها التي وجدت عليها، لم توجد، ولا احتلت الموقع الذي احتلته في اجمالي الوضع الغربي من خارجه تكوينا وبنية، بما يحيل الاله وتاريحها الى غير ما جار تكريسه من نظر وسردية حداثية، ناهيك عن الاحتمالات التي كانت ستحل على اوربا، فيما لو لم تظهر الكيانية الضخمه غير النمطية، ولا الكيانيه المحلوية.
هنا يجري بكل اصرار دمج الظاهرة الامبريكيه بالغرب، باعتبارها امتداده، وجزءأ منه بما ان سكانها انحدروا من اوربا، مع انهم يتشكلون باختلاف كلي، كينونه ووعيا ذاتيا، من حيث الفكرة الاساس المحركة، "الرسالية" الكونية التوراتيه الابراهيميه الاصل، وثنائية ( الالة مابعد المصنعيه/ المفهوم الرسالي) المفتعل، النافي لماقبله من المجتمعات البشرية، واولها الشعب الامريكي الاصلي، بتعداده الذي يزيد على الستين مليونا من البشر،عدا هيروشيما وناكازاكي، ومحو الكيانيه العراقية، وكان امريكا حالة خلق جديدة، تجيز محو ماقبلها باسم الارادة الالهية الملفقة والزائفه المستخدمه لاغراض ارضوية لاعلاقة لها بالسماء.
عاشت البشرية مرحلتين من القصورية العقلية بازاء الظاهرة المجتمعية ومنطوياتها والمآلات التي تنظم حركتها الاولى اليدوية. يوم كانت القصورية بلا مترتبات خطرة، التوافقية البيئية البشريه خلالها ضامنه للاستمرارية، والثانيه تبدا اليوم مع الاله، وتنطوي على مخاطر مدمره قد تصل حد الافنائية، بينما تلعب النمطية الموروثة، دورا مانعا دون القفز اعقالا الى مابعد نمطية ارضوية في الطور الاول المصنعي الاوربي الكلاسيكي، ثم فقدان النمطية المميز للمجتمعية المفقسه خارج رحم التاريخ، مايضع الكائن البشري امام افظع حالة تيه، بينما الاعقال يتحول باطراد، الى شرط للاستمرارية، وبالذات للتاقلم مع اشتراطات التحولية التي يفرضها الطور الالي وتحوراته، من المصنعية، الى التكنولوجية الانتاجية ومترتباتهما، وصولا الى "التكنولوجيا العليا"، العقلية، التي هي بالاصل جوهر عملة الانتقال الالي الى الانتاجية العقلية، بمعنى مغادرة تاريخ الانتاجية الجسدية الحاجاتيه.
لم يعد مقبولا الابقاء على السردية التوهمية الغربية للتحول الالي كما هي،بعدما شارفت على التحول الى سبب لتازمات كبرى، سببها الرئيسي التفارق بين الوعي، والاليات التاريخيه، وحركة المجتمعات، واول ماينبغي الاتجاه الى تغييره لكي توافق الظاهرة الاليه حقيقتها، المنطلق الذي ارتكز اليه العقل الغربي عند محاولة تعيين الحاصل مع الثورة الصناعية بالقول بتغير وسيلة الانتاج، من يدوية الى آليه في حين ان الحاصل كان بداية انتقال من الانتاجية الجسدية الحاجاتيه الى الانتاج العقلي، بعد انتهاء صلاحية المجتمعية البيئية الاولى، الموافقه للانتاجية اليدوية، هذا غير العجز بناء عليه، عن ادراك مسارت تحول الاله كي تتوافق مع مهمتها، والدور الذي وجدت لتؤديه بانتقالها من الالة المصنعيىة، الى التكنولوجيا الانتاجية، الى حين بلوغ صيغة "التكنولوجيا العليا".
ان الانقلاب المنوه عنه يبدا مع القرن السادس عشر في ارض سومر في جنوب العراق، ارض البدئية الاولة اليدوية، مع بدء الدورة الثالثة الازدواجية بعد الدورة الاولى السومرية البابلية الابراهيمه، والثانيه العباسية القرمطية الانتظارية ،المنتهية في القرن الثالث عشر بعد ان امنت الاشتراطات اللازمه اقتصاديا تجاريا، للانقلاب الاوربي الالي البرجوازي، بينما تذهب هي مع سقوط العاصمة الامبراطورية بغداد عام 1258 الى الانقطاع الثاني، الفاصل بين الدورات، وهو الاقصر قياسا بالاول الذي يبدأ مع سقوط بابل حتى القرن السابع والاختراقية اللاارضوية الثانيه، الجزيرية الذاهبة شرقا وصولا الى الصين.
ولم يكن من الوارد للحظة تحولية كبرى، ان لاتمر بطور اول توهمي وقد توافرت كل اسبابه ومايبرره، بالاخص مع استمرار وطاة القصورية العقلية بازاء الظاهرة المجتمعية، ونمطيتها ومن ثم اجمالي حركة التاريخ ومستهدفاته، وسبل تحققه التفاعلية التاريخية، خارج المباشرة التلازمية، مايجعل من المستحيل قطعا الذهاب، ولو من باب الخيال التاملي الصرف، للقول بان الانقلاب الالي لاعلاقة له كنتيجه، بالموضع الذي انبجس فيه، اي اوربا، وانه بالاحرى حدث يبدا في مكان من العالم، نتائجه وقمه مالاتها متصلة ومرتبطه بموضع اخر من العالم، هو اصل البدئية التاريخيه، غير المماط عن كينونتها وخاصياتها التاريخيه ونمطها الاساس، الازدواجي المجتمعيي اللاارضوي/ الارضوي، اللثام، الامر الذي يتعدى اوربا الى العالم وارض الرافدين نفسها، مادامت خارج النطقية وماقبل ادراك الذاتيه، التي تاتي الاله ومايترتب عليها كضرورة ولزوم مساعد ومحفز بقوة على تحققه، باعتباره البدئية الثانيه مابعد اليدوية الاولى "العليّه" مابعد الحدسية الاولى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا