الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخطط آبادة الأطفال الأزواديون

كوسلا ابشن

2023 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


الهجمات البربرية للجيش العرقي في مالي و مرتزقة فاغنر ضد الشعب الأزوادي تنفيذا للسياسة الإجرامية اللاإنسانية أثناء الحرب الإستعمارية هذه, بإستهداف المدنيين لدفعهم الى التهجير القسري و إستهداف الأطفال خاصة و بشكل مقصود و علاني, و قد أصبح الأطفال أكثر عرضة للآبادة الجماعية في هذه الحرب العدوانية, سواء بالقتل المباشر أو بإنتهاك حقوقهم في الحياة مع غياب الآمن الصحي و الغذائي و النفسي. توجيه البنادق الى الأطفال أو قصف تجمعات الأطفال في أزواد حالات شائعة منذ العدوان الغاشم الإستعماري لدويلة مالي العرقية. مؤخرا إستهدف الجيش العرقي المالي البربري بطائرات بدون طيار تجمع للأطفال أمام مدرسة في مدينة كيدال, أسفرت العملية الإرهابية الوحشية عن سقوط 8 قتلى و أصابة 21 طفل بجروح متفاوتة الخطورة, في غياب التنديد الدولي بالمذبحة.
الجيش العرقي المالي و مرتزقة فاغنر الإرهابيين, المدعميين من روسيا و تركيا بتزويدهما بالأسلحة المتطورة الصنع لإرتكاب آبادة جماعية في أزواد و تطهير عرقي للشعب عامة و الأطفال خاصة. آبادة الأطفال في أزواد يتم بشكل ممنهج في غياب رد فعل أممي يندد بهذه الجرائم اللاإنسانية التي ترتكب في حق الأطفال, و تطال الهجمات البربرية أماكن تواجد الأطفال مثل المدارس, كما وثقتها المنظمات الحقوقية المحلية و الدولية. قبل أيام (10دجنمبر) إحتفلت جمعية العامة للأمم المتحدة بذكرى 75 من تأسيسها بحصيلة تتراوح بين الإيجابي و السلبي, حسب مصالح الدول المتحكمة في تنفيذ قرارات الجمعية الأممية. تراكم قرارات الجمعية العامة قد دخلت متحف الأرشيف من دون التنفيذ نتيجة الصراع الأمبريالي- الإمبريالي و ورقة الفيتو المعطل لحل قضايا حقوق الشعوب في التحرر و العيش الكريم, ومن دون تمييز حسب الإثنية و اللغة و الدين و اللون. ففي كثير من الأحيان يعجز مجلس الآمن التابع للأمم المتحدة عن إصدار حتى قرار إدانة للإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في بعض الدول, كما حصل مؤخرا من إستعمال الإمبرايالية الروسيا البوتينية حق النقض لمنع قرار تمديد العقوبات ضد مالي, المرتكبة لإنتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
يمنع القانون الدولي الإنساني إستهداف الأطفال أثناء الحروب, و أصدر مجلس الآمن التابع للأمم المتحدة قرار تحديد و إدانة للأنتهاكات الجسيمة ضد الأطفال أثناء الحروب, مثل القتل و التشويه أو الإختطاف أو الهجمات على المدارس و المستشفيات و غيرها من الإنتهاكات ضد الأطفال. لقد تعددة المؤسسات الأممية و الإقليمية المعنية بحقوق الأطفال, و لها حضور وازن في بعض مناطق الحروب, لكنها مغيبة في الأماكن الأكثر إستهدافا للأطفال بشكل ممنهج, كما أن الجمعية العامة للأمم المتحدة بشكل علني قدمت الضوء الأخضر للنظام العرقي المالي المدعم من الإمبريالية الروسية, لإرتكاب الجرائم البربرية ضد المدنيين في أزواد و خاصة إستهداف الأطفال العاجزين عن حماية أنفسهم. أطفال أزواد لا مأمن لهم في بيوتهم و لا في مدارسهم, فآلة القتل المالية تستهدفهم ضمن جميع المستهدفين المدنيين لدفعهم الى التهجير و بهدف إجبار المقاومة الأزوادية للإستسلام. تنديدا بصمت المجتمع الدولي على الآبادة الجماعية و التهجير القسري وجهت قيادات الشعب الأزوادي الى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رسالة مستنكرة فيها الموقف اللامبالي للهيئة الدولية. الشعب الأزوادي يتعرض للتمييز عنصري من قبيل الهيئات الدولية و الإقليمية, فأنظونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة, المطالب بمعرفة الأوضاع في العالم و المطالب بإيجاد الحلول للحروب و إنصاف المستضعين في الأرض, فهو رغم ما يقدمه من جهود لحل بعض الأزمات بهدف إحلال السلام في مناطق النزاعات و الحروب أو الوقوف بجانب بعض الشعوب لإنصافها, إلا أنه كما هو واضح أن مواقفه و تحركاته تملى عليه من القوى النافذة في الهيئة الدولية, و هذا ما يدفعه الى التحيز لقوم أو طائفة محددتين, الفعل الذي يسقطه في سياسة التمييز العنصري التي من المفروض إدانتها, كما تحث عن ذلك المواثيق الدولية نفسها ( الإتفاقية الدولية لمكافحة جميع أشكال التمييز العنصري ليوم 7 مارس 1966). الأطفال الفئة الأكثر إحتياجا الى الحماية و المساعدة خاصة أثناء الحروب, كما تنص على ذلك إتفاقية حقوق الطفل ل20 نوفمبر 1989, تقول المادة 38, الفقرة 4:" تتخذ الدول الأطراف, وفقا لاتزاماتها بمقتضى القانون الدولي الإنساني بحماية السكان المدنيين في النزاعات المسلحة, جميع التدابير الممكنة عمليا لكي تضمن حماية ورعاية الأطفال المتأثرين بنزاع مسلح". الجمعية العامة للأمم المتحدة في شخصية أمينها العام بموجب وظيفته عليه حماية حياة الأطفال أثناء النزاعات المسلحة و الحروب, لكن عمليا فهو يدافع عنهم في أماكن معينة فقط و هذا تمييز عنصري غير مقبول و إختراق للقانون الدولي, و خطابات الأمين العام تصب في هذا الإتجاه و هو حريس عن الدفاع عن الأطفال و مطالبة مجلس الآمن للتدخل لحمايتهم في الأماكن المعينة. الجمعية العام للأمم المتحدة في شخصية آمينها العام اختفى ضميره و تجاهل القانون الدولي الأنساني, عند آبادة المدنيين و الأطفال في أزواد, و لم يسمع له كلمة, ردا عن خطاب قادة المجتمع الأزوادي المستغيثين بالجمعية العامة للأمم المتحدة, و كان من المنطق أن يبادر الأمين العام الى دعوة مجلس الآمن التابع للأمم المتحدة للتدخل لوقف الجرائم الوحشية التي يقترفها الجيش المالي العرقي و مرتزقة فاغنر, كما كان له مثل هذه المبادرات في الماضي القريب في المطالبة بحماية المدنيين و الأطفال في أماكن محددة و معينة. كما هو مطلوب من الأمين العام حث روسيا و تركيا لوقف الدعم العسكري و السياسي للدولة الإستعمارية العرقية. سكوت الجمعية العامة عن آبادة الشعب الأزوادي و خاصة الجرائم في حق الأطفال, لا يفسر إلا بسقوط قادة المنظمة الدولية في براثين سياسة التمييز العنصري و إختراق للقانون الدولي بالدعم الغير المباشر للقتلة العرقيين في آبادة الشعب الأصلي الذي تمتد جذوره في الصحراء الى عشرات الآلاف من السنين و الآثار التي تركها أجدادهم مازالت حية توثق لتاريخهم. غياب المؤسسات الدولية عن المنطقة, غيب معه الإعلام الدولي القادر على نقل الكوارث و الجرائم التي تحصل في أزواد, ونقل مأساة الشعب الأزوادي للعالم. الغياب الإعلامي عن المنطقة له دور في غياب تضامن أحرار العالم مع القضية الأزوادية. نزاهة المؤسسات الدولية تكمن بالدرجة الأولى التخلي عن التفريق بين الشعوب و العمل الجاد لبسط الآمن و السلام في الصحراء الكبرى عامة و في أزواد خاصة, ومن منطق وظيفتها حماية المدنيين و الأطفال المستهدفيين من طرف الجيش الإستعماري و مرتزقة فاغنر الإرهابية, لتكون هذه المؤسسات في خدمة كل البشرية من دون التمييز حسب العرق و اللغة و الدين.
فالصمت الدولي عن الجرائم في أزواد يعد جريمة في حق الإنسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظة
كوسلا ابشن ( 2023 / 12 / 13 - 19:53 )
خطأ غير مقصود
إحتفلت الجمعية العامة للأمم المتحدة بذكرى 75 من تأسيسها
الصحيح إحتفلت الجمعية العامة للأمم المتحدة بذكرى 75 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح