الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


: الانتفاضة تتحدى نهج التسوية والتجزئة

محمد علي الماوي

2023 / 12 / 13
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


11-الانتفاضة تتحدى نهج التسوية والتجزئة( اوت 1988 من نص حرب الشعب هي الحل ضد الرجعي والمحتل)
تعتبر الانتفاضة تجسيدا واضحا لإحداد التناقض بين الإمبريالية والإمبريالية الاشتراكية وعملائهما وبين الشعوب والأمم المضطهَدة وهو تناقض رئيسي يحدد سيرورة بقية التناقضات الأساسية وأمام احتداد هذا التناقض يزداد تخوف المعسكر الإمبريالي من إمكانية اندلاع حرب شعبية تهدد فعليا مصالحه وتواجده في المنطقة العربية وتعلن بداية انهيار النظام الإمبريالي. وهكذا أمام خطر انهيار هذا النظام الاستغلالي فقد أعادت الإمبريالية والإمبريالية الاشتراكية سيناريو "الوفاق الدولي" وتظاهرت بحل النزاعات الإقليمية والتوجه نحو تقليص الأسلحة النووية إلخ وعقدت قمة موسكو قمة التآمر على مصالح البروليتاريا وشعوب العالم وأممه المضطهَدة.
لقد اتفقت الكتلتان الإمبرياليتان فيما يخص الوطن العربي وتحديدا فلسطين على - بذل كل الجهود من أجل التصدي للعنف والمواقف المتطرفة وتوخي "الواقعية والاعتدال"
-التصدي إلى نشوب حرب ضد الكيان الصهيوني لأن ذلك يهدد مصالح الكتلتين ويهدد كيان الأنظمة العميلة نفسها
-تسوية النزاع على مراحل عن طريق المفاوضات ومراعاة مصالح الأطراف المختلفة ".
في حين اختلف قائدا المعسكر الإمبريالي في صيغ موحدة لعقد مؤتمر دولي وفى كيفية تمثيل "الفلسطينيين" ويندرج هذا الاختلاف في إطار التنافس وإعادة تقسيم النفوذ. وقد وجه كل من ريغن وغورباتشوف رسائل إلى " القمة العربية " وإلى الملوك والأمراء الذين التزموا حرفيا بتوصيات الإمبريالية وخصصوا أكثر من 70 بالمائة من الوقت لنقاش كيفية تصفية القضية من خلال المؤتمر الدولي وخرجت الرجعية كالعادة تطبل ل «وحدة الصف العربي". واعتبر البعض إن "المؤتمر حقق نصرا كبيرا وأن القمة أنحج القمم العربية منذ 15 سنة. "
وهكذا قدمت الرجعية العربية واقع الهيمنة والاستسلام كانتصار ثمين وهو بالفعل انتصار ظرفي للرجعية جاء بعد محاولات عدة لضرب صمود الشعب العربي بأشكال ملتوية والتقدم بحذر نحو تقنين الاستسلام وفرض الاعتراف حسب توصيات المعسكر الإمبريالي. فبعد قمة الخرطوم وشعار " لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض" وعلى عكس ما جاء به الميثاق الوطني الفلسطيني حيث تؤكد 22 مادة من بين 33 "على رفض كل الحلول البديلة عن تحرير فلسطين تحريرا كاملا و بأن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد للتحرير وأن تقسيم فلسطين عام 1947 و قيام الكيان الصهيوني باطل من أساسه ..." وبعد أن أقر المجلس الوطني الفلسطيني في نيسان أفريل 1972 النضال ضد عقلية التسوية وما تفرزه من مشروعات ضد نضال شعبنا في تحرير وطنه ومسخ هذه القضية بمشروعات الكيانات أو الدولة الفلسطينية على جزء من فلسطين والتصدي لهذه المشروعات بالكفاح المسلح المرتبط به"
بعد كل ذلك أصبح من يقاوم التسوية متهما "بالتطرف والطعن في شرعية م.ت. ف"(منظمة تحرير فلسطين). في حين أن التاريخ يثبت أن القيادات هي التي خرجت عن شرعية طموحات الجماهير العربية. وهكذا فقد تم إقرار برنامج النقاط العشر الداعي إلى "إقامة سلطة وطنية على جزء من فلسطين وذلك منذ الدورة 12 للمجلس الوطني الفلسطيني في حزيران جوان 1974 وارتدت هذه السلطة المزعومة زيا رسميا في الدورة 13 اذار- مارس 1977 فباتت تعرف باسم "الدولة الوطنية المستقلة" لتصل في الدورة 16 شباط فيفري 83 إلى دولة الكونفدرالية مع الأردن
لقد انقلب الميثاق الفلسطيني رغم نواقصه إلى نقيضه وتحولت قيادة م.ت.ف. والمنظمة نفسها إلى منظمة استسلام وأصبحت المصطلحات التالية هي الرائجة في المنظمة: "الدولة المستقلة –الكونفدرالية، الحوار مع القوى الصهيونية، الاعتراف المتبادل – الموافقة على قرار الامم المتحدة بما في ذلك قرار 242 – تأييد مبادرة بريجنيف والمؤتمر الدولي – الأرض مقابل السلام- اتفاق عمان –بيان القاهرة الذي "أدان الإرهاب والعمليات الفدائية" –"السلام العادل والشامل – حكومة المنفى" ...إلخ
يتضح إذن أن قمة الجزائر الأخيرة هي تتويج لنهج التسوية والخيانة الوطنية إذ أن برنامج الاستسلام السائد لدي الأنظمة العميلة يتمحور حول البرنامج المرحلي ذي النقاط العشر منذ حوالي 15 سنة ومنذ قمة فاس التقى البرنامجان في اتجاه التطابق التام ولم يعد الكفاح المسلح وسيلة للحسم بل مجرد أدوات مراقبة لتحريك عملية التسوية كما صرح بذلك رئيس الأركان المصري عبد الغني الحمصي بعد حرب تشرين 1973 كما أن العمليات الفدائية هي من منظور قيادة المنظمة مجرد أدوات ضغط للقبول بها طرفا في التسوية وتعتبر الانتفاضة كذلك من منظور القيادات وسيلة ضغط لتمرير التسوية والإعداد للمؤتمر الدولي.
لقد أصبح إذن من قبل قصر النظر السياسي عدم مسك هذه الحقائق وعدم تسليح الجماهير بها. إنه من واجب الشيوعيين الإصداع بهذه الحقائق لعموم الشعب وعدم الدخول في لعبة مغالطة الجماهير أو إيهامها بأن القيادات الحالية قد تسير بها إلى النصر.
لقد افتضحت عمالة الأنظمة بدون استثناء وظل واضحا أن قيادة م.ت.ف تدافع عن برنامج الكمبرادور والإقطاع برنامج "المجموعة المليونيرية الفلسطينية" التي اجتمع بها عرفات في الحمامات-تونس- في أوائل 1983
إن اللهث وراء السلام مقابل قطعة أرض هو في الحقيقة الاستسلام بلا قيد أو شرط أي التسوية والهيمنة الإمبريالية والمزيد من التجزئة وهذا في الواقع ما اقرته القمم السابقة وقمة الجزائر:
- الاعتراف بالكيان الصهيوني والتوجه نحو التطبيع
- التصدي للبندقية والعمل على إسقاطها بكل الوسائل
محاصرة الفكر الوطني سواء من خلال عمليات القمع المباشر أو باستعمال الفرق الإصلاحية والظلامية وتحويل اتجاه البندقية بإشعال نار الخلافات الطائفية وتشجيع الانقسامات
- تقنين الإقليمية من منطلق الحفاظ على مصالح السماسرة والإقطاعيين ورفع شعار خطر الكانتونات والطائفية.
وحول محاور الاستسلام هذه يتم التقارب الحالي بين الأنظمة وتتم عملية تجاوز ما سمي بالخلافات العربية وذلك تجنبا لانفلات الوضع فيتم التطبيع بين النظام الليبي والنظام التونسي وبين مثيله في الجزائر ونظام الحسن الثاني وبين هذا الأخير والبوليزاريو ثم يتم إيقاف حرب الخليج والتطبيع مع نظام مخيم داوود
: 111عجز القيادات ناتج عن طبيعتها (,....)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري


.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج


.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام




.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي