الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوقَ الثَيَّلِ الرطب تحتَ النارِنجة

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)

2023 / 12 / 13
الادب والفن


كان يأتي من مكانٍ بعيد
في بغداد الحافية
وعندما يصِلُ إلى بيتها الأليف
ذو النخلتينِ "الخستاويّتين"
والنارِنجةِ الواحدة
في ذلكَ الحيِّ المغموس
برائحة الكَاردينيا
يقفِزُ مثلَ صغارِ الماعزِ
فوق السياج
و يختبيء في الحديقة.
و تمضي ساعاتٌ
وهو محشورٌ بينَ السياجِ وبينَ النارنجة
و "الثيَّلُ" يضحكُ عليه
قبلَ أن تظهرَ في المطبخ
فيراها.. وتجفَلُ
و تبتسِمُ له
مثل حمامة.
ما عادَ ذلك ممُكناً الآن
فالكاميراتُ المُضادّةُ للرومانس
تكرهُ ذلك.
الكاميراتُ التي تشبهُ الشُرطةَ
و "الأخَ الأكبر"
و "الأمنَ الخاص"
و "الحرَسَ الأهليّ"
وابن العمِّ الذي "يَنهي"
والعشائر الغاشمة.
الكاميراتُ..
التي تشبهُ الشقيقَ الأصغر للحبيبة
وهو يلعبُ "البوبجي" في الصالة
وكان يكرهني جدّاً
بينما لا "أختَ" لهُ
أبداً في المطبخ
أنا الذي أموتُ
لكي أرمي عليها
قٌبلتي الخائفة
عبرَ "سيم" الشبّاك
فوقَ "الثيِّلِ" الرطب
تحتَ النارِنجة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى ذكرى وفاته.. محطات فنية مهمة للفنان هيثم أحمد زكى


.. محمد إمام يحقق بفيلم اللعب مع العيال أعلى إيرادات مشواره الف




.. مجدي الهواري: السينما حاليا بالاشتراك مع والمنافسة أصبحت مقت


.. كم تقاضى حسن حسني في فيلم الناظر؟




.. النجمة سوسن بدر تتألق بالزي البحريني في ختام مهرجان البحرين