الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صرخة من الطلاب في سوريا

آداب عبد الهادي

2006 / 11 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


صرخة من الطلاب في سوريا
نحن لسنا أعداء البلد!!
اعتاد الطلاب الخريجون حملة الإجازة الجامعية وحملة دبلوم التأهيل التربوي في سوريا على تلقي إعلان وزارة التعليم العالي للتقدم إلى مفاضلة الدراسات العليا في الشهر السادس من كل عام أي في فترة إجراء الامتحان النهائي ،لكن في هذا العام كان الأمر مختلفاً فقد تأخر صدور الإعلان المذكور إلى منتصف الشهر التاسع وعندما سأل الطلاب عن هذا التأخير قيل لهم بأن هناك تعديل وتطوير وتحديث على طريقة التقدم إلى الدراسات العليا فربما سيلغى دبلوم الدراسات العليا ويتقدم الطلاب فوراً إلى برامج الماجستير وفق الشروط التي تعلنها وزارة التعليم العالي ، وطار الطلاب من الفرح وهم ينتظرون بفارغ الصبر (الإعلان الفرج) التسمية التي راقت للكثير من الطلاب إطلاقها عليه،وانتظروا .. وانتظروا وفي منتصف الشهر الثامن صدر إعلان من وزارة التعليم العالي إحدى فقراته تقول:(يحق لحملة دبلوم التأهيل التربوي ممن معدلهم /60/ بالمائة وما فوق والراغبين بالتقدم إلى برنامج الماجستير في الجامعات السورية التقدم لامتحان اللغة الذي تجريه وزارة التعليم العالي في معهد تعليم اللغات مصطحبين معهم الثبوتيات التالية.) انتهت الفقرة (ملاحظة) من الثبوتيات المطلوبة رسم /500/خمسمائة ليرة سورية رسم التقدم إلى امتحان اللغة.
الفقرة التالية تقول: كل من ينجح في امتحان اللغة يعتبر مسجلاً حكماً في الماجستير.
وتقدم ما يقارب سبعة آلاف طالب من كل سوريا إلى هذا الامتحان ليتم قبولهم في التعليم النظامي والموازي في كل جامعات القطر وكلياتها بمختلف الاختصاصات باستثناء الطب كما جاء في الإعلان.
وكان الامتحان صعباً للكثيرين وبالتالي كانت نسبة النجاح قليلة.
وذهب الناجحون في الامتحان من حملة دبلوم التأهيل التربوي للتسجيل في الماجستير حسب الإعلان السابق لكن قيل لهم لينتظروا الإعلان القادم للتقدم إلى المفاضلة الخاصة بالماجستير وفي 5/9/2006 صدر الإعلان رقم 8796/ص مخالفاً الإعلان الأول الذي بمقتضاه تقدم حملة دبلوم التأهيل التربوي إلى امتحان اللغة،حيث جاءت فقرة في الإعلان الجديد تقول الآتي:
يمكن لحملة دبلوم التأهيل التربوي بمرتبة جيد على الأقل ممن إجازاتهم الجامعية بتقدير جيد على الأقل التقدم إلى أحد اختصاصات الماجستير في كلية التربية.
وبهذا الشرط يكون كل من تقدم إلى امتحان اللغة من حملة دبلوم التأهيل التربوي ونجح فيه غير مقبول للتقدم إلى مفاضلة الاختصاصات المعلن عنها في الإعلان المذكور آنفاً،لأنه إن لم يكن كل حملة دبلوم التأهيل التربوي فإن معظمهم درس هذا الدبلوم لتحسين معدل الإجازة لديه،فالكثير من الطلاب الذين لا يحصلون على معدل جيد في الإجازة يتقدمون لدبلوم التأهيل التربوي لتحسين معدلهم وبناء على معدل الدبلوم الجيد يتقدم الطلاب إلى الدراسات العليا ويتابعون تحصيل درجاتهم العلمية في الماجستير و الدكتوراه.
هذا الشرط أصاب الطلاب بالإحباط وبعضهم أغمي عليه وبدأوا بالصراخ في ديوان كلية التربية قائلين إن كنتم ستضعون هذا الشرط لماذا طلبتم منا التقدم إلى امتحان اللغة وأحضرتمونا من أٌقاصي الدنيا لنتقدم إلى هذا الامتحان،إن كنتم تريدون سرقة الخمسمائة ليرة سورية من ستة آلاف طالب كنا نعطيكم إياها بطريقة أقل إيلاماً لنا ولكم ،لم يستجب أحد لهؤلاء الطلاب فصعدوا إلى غرفة عميد كلية التربية التي تشبه الحصن المنيع لكن كما هي العادة غير موجود والسكرتاريا تمنع الكل من الدخول،فما كان من بعض الطلاب إلا أن ذهبوا إلى وزارة التعليم العالي ليتبينوا الأمر وبوزارة التعليم العالي من يستجاب على سؤاله يكون من المحظوظين لأن كل الموظفين هناك يردون عليك السؤال وكأنك قادم لتحتل مكانه أو لك ثأر مع أهله،وأخيراً توصل أحد الطلاب إلى رئيس الدائرة القانونية في وزارة التعليم العالي وطلب منه استفساراً عن هذه القضية ولماذا تم رفض حملة دبلوم التأهيل التربوي من التقدم إلى برامج الماجستير من خلال وضع ذلك الشرط المتضمن معدل الإجازة،بالطبع السيد رئيس الدائرة القانونية كان مشغولاً وغير جاهز للرد لكنه اكتفى بالقول اذهبوا إلى عند الدكتور سام عمار عميد كلية التربية الذي كان موجوداً أثناء الإعداد للإعلان وهو من اقترح هذا الشرط وهو المسؤول عنكم ولا دخل لنا في ذلك ولا توجد عندي إضافات.
وخرج الطلاب وهم يصرخون يا جماعة نحن لسنا من أعداء البلد نحن أبناء هذا الوطن لماذا تسمحون للمخربين بالقضاء علينا وبالتالي القضاء على الوطن؟!
نريد أن نتعلم في بلدنا.. ونفيدها بطاقاتنا وقدراتنا،لماذا تطرحون التعليم في سوريا في المزاد العلني فتبيعون الاختصاصات كما يحلو للبعض ممن سميتموهم أصحاب القرار والمقررين وما هم في الحقيقة سوى بضعة أشخاص تجار لا يعنيهم من أمر التعليم ولا المتعلمين سوى الاسترزاق،على الحكومة السورية أن تعيد النظر بأمر هؤلاء الفاسدين وتبعدهم عن مكان صنع القرار لأنه وفي كل عام يأتينا أحد المخربين أو المعقدين (ممن نسميهم مسؤولين) ويضع بنوداً للقبول الجامعي وكأنه يضعها لطلاب من المريخ!!
ضارباً عرض الحائط السياسة السابقة المعتمدة في سوريا والتي سميت لفترة من الفترات بسياسة الاستيعاب،فيضيق الخناق على الطلاب ليجعل التعليم الجامعي حلم للطالب السوري بحجة أنهم يريدون الكفاءات والطلاب المتميزين،إن كان فعلاً هذا ما يريدونه فليحسنوا مستوى التعليم وليرتقوا أكثر بالمناهج وليتركوا الواسطة في النجاح جانباً وليعامل ابن مدير المدرسة أو عميد الكلية مثل باقي زملائه في الفصل الدراسي،لكن في الواقع ليس هذا هو السبب وإنما السبب الحقيقي هو أن بعض التجار والفاسدين ممن هم في المناصب الحكومية يرغبون بافتتاح جامعات ومنح شهادات هم في الأصل لا يحملونها،كان الله في عون الطالب السوري المرهق من المصاريف والرسوم الجامعية التي أرهقت كاهل والديه وكان الله في عون هذا الوطن الذي أرهق كاهله هؤلاء المخربين ولا حول ولا قوة إلا بالله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التلفزيون الإيراني: تنظيم الانتخابات الرئاسية في 28 يونيو


.. مقتطفات من لقاء سابق أجرته الجزيرة مع الرئيس الإيراني الراحل




.. لحظة دخول مساعدات لشمال قطاع غزة


.. بعد اتهامات طهران لها بتدبير الحادث.. واشنطن تؤكد أن لا علاق




.. بايدن وترامب والملف الإيراني | #أميركا_اليوم