الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستنتهي الحرب

عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)

2023 / 12 / 14
القضية الفلسطينية


"ستنتهي الحرب ونبدأ حياتنا من جديد".. كلمات قالها الصحفي وائل الدحدوح لمواساة فتاة فلسطينية بُترت قدماها جراء القصف الإسرائيلي، كلمات نابعة من جرح غائر، جرح أفقدته أسرته انتقاماً لتغطية الحدث، وجرح أفقد الفتاة قدميها ستنتهي الحرب أجلاً أم عاجلاً، وإسدال الستارة مجدداً على فصلا جديدا من فصول الإبادة الجماعية التي وقعت على الشعب الفلسطيني وما تزال منذ الاحتلال البغيض، فصلٌ جديد كُتب بالدماء والعذاب ومرارة الفقد وإنهاء وجود عائلات بأسرها من السجل المدني.

ستنتهي الحرب ولكن، ما زال جل الضحايا تحت الركام، والجرحى ممن ابتسمت له الدنيا أن يخرج محمولاً بسيارة إسعاف أو سيارة مدنية أو بوسيلة نقل بدائية يجرها حيوان، ومعالجيهم مجردين من القدرة على تخفيف أوجاعهم ولا معالجتهم بالطريقة التي يتفاخر بها العالم المتحضر بما وصل من إجراءات وطرق للتخفيف على المرضى، ولا بمقدرتنا أن نعطيهم ما يكفي من الشاش الطبي (Gauze) لمنع أجسادهم من فقد الدم الذي اختلط باللحم والعظام المهشمة، هذا الشاش الذي صنع وصدر للعالم بأسره من مدينة غزة في القرن الثالث عشر الميلادي، استطاعت به غزة أن تداوي البشرية وكان رد المعروف بمنعها من الحصول عليه وعلى أبسط المستلزمات الطبية.

ستنتهي الحرب ولكن، لم يُدخل العالم بأسره آلية واحدة ولا فريقا مختصا لإنقاذ الضحايا، ولم يكلف نفسه بإيقاف توريد الأسلحة لكيان الاحتلال، ولم يُحقَق في استخدامه لأسلحة أغلبها محرمة دولية مثل الفسفور الأبيض التي يستخدمه الاحتلال وثبت مجدداً استخدامه بغزارة في غرة واتضح ذلك بشكل عجز المختصين عن علاجه أثاره فهو سلاح له وظيفة واحدة، سلخ اللحم والجلد وحرقه ليفصله عن العظام، فهل هناك أجرام ووحشية أكثر من هذا، وستبقى فلسطين ساحة مفتوحة لتجريب هذه الاسلحة، دون تدخل لفرض مفتشين ومراقبين دوليين لفحص استخدام هذه الأسلحة وتجريم الاحتلال.

ستنتهي الحرب ولكن، سيستعرض الصهاينة نصراً مشوها تختلقه وسائل إعلامهم ومن دار في فلكهم من صهاينتهم ومن المتصهينين بين ظهرانينا، نصر مزعوم يرقصون به على الجثث التي تدفن في الطرقات والشوارع واي مكان يأمل ذويهم ألا يقصف، فيرحل الشهيد مرتين، مرة باختطاف روح بريئة ومرة يختطف ذكراه ويمنعنا من الوقوف أمام قبره نتلو آيات من القرآن لروحه الطاهرة.

ستنتهي الحرب ولكن، سيكون علينا أن نوحد صفوفنا وأن ننهي انقسامنا، ونتقاسم البناء والتوحد، ونبذ الخلافات ونسد الثغرات التي يتسلل خلالها العدو الذي يعيش مزهو بالخلاف فهم يعتاش على الفرقة والخلاف ويغذيه، ونعيد بناء الجميلة غزة بإخلاص ووطنية وبعيد عن التحزب والفُرقة، لتعود غزة جميلة كسابق عهدها عندما بناها المخلصون بعد العودة ودحر الاحتلال من أرضها.

غزة ستبقى كما القدس وكما رام الله والخليل وعكا ويافا وحيفا وكل ذرة من فلسطين، مدينة فلسطينية خالصة تنبذ المحتل وترفضه أعوانه، ستبقى صامدة عصية على الكسر والهوان في وجه المحتل الذي لا يتعلم من دروس التاريخ ولا يفقه فيه شيئا، لم يعلم أننا كنا عصيين على كل الذين حاولوا احتلالنا وكنا شوكة في حلوقهم وفي أجسادهم وأذقناهم الذل والهوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان