الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنشاء وطن قومي للامبريالية في فلسطين

طلعت خيري

2023 / 12 / 15
القضية الفلسطينية


لمحة تاريخية مختصرة عن تاريخ المنطقة العربية في القرن السادس الميلادي ، للاطلاع على تفاصيل بعض الأحداث التي لا تختلف عما يجري اليوم على الساحة الفلسطينية ،اختيارنا لتلك الفترة لان المسلمين شكلوا قوة لها تأثير إقليمي على المنطقة الى جانب قوى أخرى لها نفس التأثير، ففي سنة تسعة للهجرة فرض الجيش الإسلامي الجزية على مركز التمويل المالي للجيش الروماني ،المتواجد في شمال غرب جزيرة العرب مع هدنة سلام طويلة تقتضي بكف النصارى العرب حلفاء الرومان عن التهديد الإقليمي للمسلمين ، مع اقتراب نهاية القرن السادس الميلادي وصل المد الإسلامي الى بلاد فارس ليقطع الدعم الإقليمي الفارسي عن فلسطين ، لإضعاف طوائف بني إسرائيل واليهود الذين كانوا يشكلون تحالفا سياسيا مع النصارى العرب في إدارة المسجد الأقصى تحت إشراف الرومان ، ونتيجة لتوقف ذلك الدعم عن الطائفة اليهودية رجعت إدارة المسجد الأقصى للنصارى العرب حلفاء الرومان من جديد ، ومع بداية القرن السابع الميلادي تقدم المد الإسلامي غربا باتجاه بلاد الشام وفلسطين عبر سلسلة من المعارك انتهت بانزواء الإمبراطورية الرومانية الى مقرها في روما ، مصطحبة معها النصارى واليهود وطوائف بني إسرائيل حاملين معهم الصراعات السياسية والعقائدية والتناحر الطائفي على المسجد الأقصى ، وهناك تم كتابة الكتاب المقدس من جديد بشقية التوراتي والإنجيلي وبدأت الحركات التبشيرية في أوربا تنطلق شرقا وغربا عبر سلسلة من الرسائل يحملها الرسل الى الشعوب الأوربية ، حافظت أوربا الشرقية على التعاليم المسيحية واليهودية بكل قيمها العقائدية ، بينما كان الغرب أكثر حنكة سياسية حيث مرر تعاليم المسيح على مقدسات اليهود وبني إسرائيل ، مبلورا النزعة الاستعمارية القومية في الفكر الغربي اتجاه المنطقة العربية ، مما جعلها عرضة للحروب الصليبية الاستعمارية في القرن الحادي عشر ، والثاني عشر ، ثم تلتها حملات استعمارية أخرى في القرن السابع عشر ، والتاسع عشر ، استمر ذلك التوافق السياسي الى حين ظهور فكرة أنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ، بداية طرح المشروع قائد الحملات الصليبية الفرنسية نابليون على البريطانيين ، وبعد تقهقر الدولة العثمانية كانت الفرصة سانحة لهم في تنفيذه على ارض الواقع ، فرجعت الصراعات السياسية والعقائدية من أوربا الى المنطقة العربية من جديد مثلما كانت في القرن السادس الميلادي

اكبر كذبه مررتها الامبريالية الصليبية الغربية على اليهودية والمسيحية أنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ، وهل يهود الشرق يختلفون عن يهود الغرب ، لماذا لم يطالب الاتحاد السوفيتي بإنشاء وطن قومي لليهود ،علما أنهم يشكلون نسبة غير قليلة داخل الجمهوريات، ولماذا لم يستغل الاتحاد السوفيتي الطائفة الارثذوكسية الشرقية بتوافق سياسي مع اليهود على إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين ،علما ان أكثر الزعماء الشيوعية والاشتراكية هم من اليهود ، إذن الامبريالية الرأسمالية الصليبية وراء أنشاء وطن قومي لليهود ، فالغرب لم تأتي باليهود الى فلسطين إنما جاء بصليبيين متصهينيين ألبسهم لباس اليهودية مستغلة مقدسات اليهود والمسيحية لتنفيذ مشروعه القومي الرأسمالي ، فالصهيونية ليس لها تاريخ لا في الوطن العربي القديم ، ولا الحديث ولا في أوربا الشرقية ، تاريخها يبدأ من نهاية القرن الثامن عشر في أوربا الغربية ، ولكي يكتمل المشروع الرأسمالي احتاج الغرب الى رأسماليين عرب يقدمون الدعم المالي كحكام الخليج ، وآخرون يقدمون الدعم الأمني مع ربط مصير تلك الأنظمة بنجاح ذلك المشروع

بدء التحضير لصفة القرن الجديدة منذ عام 2017 بعد إعلان ترامب عن نقل السفارة الأمريكية الى القدس والذي يهدف الى إنهاء التراث المسيحي الارثذوكس الشرقي في المنطقة العربية وفلسطين ، استعداد للتصدي لليهود في أوربا الشرقية ، فما قصده ترامب من صلب عقيدة اليهود ليس لتحويل اليهودية الى المسيحية ،إنما لأمبريلة يهود العالم الى الرأسمالية لدعم المشروع الصليبي الامبريالي في فلسطين -

لن تعود إسرائيل الى ما قبل 7 أكتوبر وان التمادي بجرائم الإبادة لشعب غرة لن يحرز النصر ، بل يعكس الفشل بكل أنواعه ، ان آلية التطهير العرقي لأهل غزة ان هو إلا طرح أمريكي المعروف عنه في إبادة الشعوب الأصلية ، وان مساعيها لجعل إسرائيل أقوى دولة في المنطقة ما عاد مطروحا على الطاولة ليعلم الشعب الإسرائيلي بشقيه العقائدي والقومي ان الغرب سوف يتخلى عنكم لا محال مع اقرب هزة اقتصادية عالمية غير متوقعة ، وبدأت تلك المخاوف على لسان رئيس وزراء فرنسا نيكولا ساركوزي والذي قال على إسرائيل ان تحدد أهدفها من العملية العسكرية ، والا الحرب سوف تطول لسنوات ، بمعني على إسرائيل إنهاء الحرب فنحن غير مستعدين على دفع التكاتف ان طالت الحرب لسنوات

تثاوب الدب الروسي قليلا فقلب موازين والمشاريع السياسية المطروحة بما يسمى صفة القرن والتي تقضي بتقسيم المنطقة من جديد وفق محاصصة امبريالية احتكارية لمصادر الغاز ، فإذا ما نجح ذلك المشروع ستنهار دول أخرى لها ثقل إقليمي في المنطقة كإيران وصولا الى اليونان ومنها الى أوربا الشرقية

لقد غطى اليسار بإمكانيته المحدودة أحداث العدوان الصهيوني على غرة بشكل نضالي يستحق التقدير ، واعتقد ان هذه المرحلة الجديدة تحتاج الى تكاتف التيارات اليسارية كالشيوعية والاشتراكية العربية وغير العربية ، والكف عن الجمود الفكري أمام النظريات الاقتصادية للنهوض بمستوى فكري شمولي أعمق يتلاءم مع جدية المرحلة، وخاصة بعد التحول في بعض الأنظمة العربية من الدكتاتورية الى الديمقراطية الرأسمالية وهيمنة البيروقراطية ، والتي أعادت والإقطاعية والرأسمالية والمحاصصة الحزبية والتباين الطبقي وانتشار الفقر والتخلف والفساد المالي والإداري على أعلى المستويات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -