الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثلاثية _ المقدمة مع الفصل الأول

حسين عجيب

2023 / 12 / 15
العولمة وتطورات العالم المعاصر


مشروع السنة الجديدة ، مناقشة عشر أسئلة أساسية حول الزمن
( بالتزامن مع نقد كتاب الزمان في الفلسفة والعلم ، والمحور الثالث تلخيص أخير ونهائي _ كمثال تطبيقي _ للنظرية الجديدة ) .

مقدمة مشتركة

1
ماذا تعني كلمة الزمن ؟
وهل تختلف عن الزمان ، والوقت ؟
في العربية الموقف من الزمن بحالة خلط وفوضى شاملة ، ليس على مستوى اللغة والثقافة فقط ، بل على مستوى الشخصية الفردية نفسها . غالبا يوجد تناقض ذاتي ، في التصور الشخصي لفكرة الزمن أو الوقت أو الزمان .
بشكل خاص ، حول اشكالية طبيعة الزمن ، وماهيته وهل هو الذي تقيسه الساعة فقط ؟
سأكتفي بثلاثة أمثلة من الثقافة السورية ، الدكتور عصام سليمان مترجم كتاب الزمن عن الألمانية ، للمؤلف روديغر سافرانسكي . والأستاذة نور حريري ، فيلسوفة سورية شابة ، تكتب في المعرفة والثقافة العامة . وأدونيس ، الكاتب الشهر في العربية .
حتى اليوم ، لا أعرف رأي الدكتور عصام والأستاذة نور من السؤال ؟!
بينما تجاهل أدونيس النظرية والجديدة جملة وتفصيلا ، تفضيلا للسلامة كما أعتقد ، مثل غالبية المثقفين _ ات في العربية !
بينما يلهثون ، وبلا استثناء يتعدى الواحد بالمليون ، حول كاتب _ة من الدرجة الثالثة أو الثانية بأحسن الأحوال لحوار مباشر ، أو لأي شكل من التفاعل الثقافي .
لا أنكر صعوبة الموضوع ، ودوره في إبعاد القارئ _ة المثقف أيضا .
بكل الأحوال ، عسى خيرا ...
جوابي أيضا مركب ، ومن جزئين :
قبل 2018 ، كنت أمثل الثقافة السائدة ، في العربية والعالم .
حيث كلمة زمن ( أو وقت ، أو زمان في العربية ) مفهوم فلسفي غير محدود ، غامض وشبه مبهم بطبيعته ، كما يوجد اختلاف حوله بين الفلاسفة والعلماء يصل إلى درجة التناقض ، في العربية وغيرها .
بعد 2018 ، تغير موقفي العقلي بالفعل ، سأوضح السبب مع الدليل العلمي ( المنطقي والتجريبي معا ) على تحول كلمة زمن ( أو وقت ) إلى مصطلح علمي ، محدد بشكل دقيق وموضوعي بالتزامن ، عبر الفصول القادمة وفي الكتب الثلاثة بشكل متكامل .
كمثال :
محرك البحث غوغل يعتبر أن الزمن والوقت والزمان واحد ، لا فرق .
أتفق مع ذلك ، مع ملاحظة بسيطة :
الزمن = الوقت + فكرة الزمن .
الوقت = الزمن _ فكرة الزمن .
فكرة الزمن مبهمة ، متناقضة وبلا تحديد ، ويمكن اهمالها .
الوقت = الزمن .
فكرة الزمن :
خلال القرن الماضي ، وهذا القرن أكثر ، تحولت فكرة الزمن إلى مرادف للوقت الذي تقيسه الساعة .
وبقيت إشكالية الزمن أو الوقت ، من حيث طبيعته وماهيته ، في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
هذه خلاصة بحث سابق ، استمر لعدة سنوات .
وهذا موقفي الحالي ، وهو رأي يقبل النقاش والتعديل ، والتصحيح أيضا عندما يتعرض للنقد العلمي _ المنطقي والموضوعي المناسب .
وقبل أن أنتقل إلى الأسئلة العشر ، أذكر القارئ _ة بأهمية كتاب :
الزمان في الفلسفة والعلم ، للدكتورة يمنى طريف الخولي .
أعتقد أنه أفضل كتاب في العربية عن الزمن ، وربما في العالم ؟
( مع أنه ، بحسب قراءتي وفهمي ، يتضمن عدة أخطاء صريحة )
وسوف أحاول نقد هذا الكتاب خلال مشروع خاص ، ضمن الثلاثية ، فهو جدير بالاهتمام والقراءة والنقد خاصة .
....
عشر أسئلة عن فكرة الزمن ، أو الزمان أو الوقت لا فرق بينها ، هي مترادفات كما أعتقد .

1 _ ما طبيعة الزمن وماهيته ؟
2 _ ما هو اتجاه حركة الزمن ، بشكل منطقي وتجريبي ؟
3 _ ما نوع العلاقة بين الزمن والحياة ، أيضا بين الماضي والمستقبل ؟
4 _ هل الزمن نوع واحد ، أم أن له أكثر من نوع ؟
5 _ هل يمكن أن يوجد الزمن خارج الحاضر والماضي والمستقبل ؟
6 _ ما العلاقة بين الزمن والمكان ؟
7 _ هل تحول مفهوم الزمن الغامض ، إلى مصطلح علمي ومحدد بالفعل ؟
8 _ هل الزمن هو ما تقيسه الساعة فقط ، الوقت ، أم أكثر ؟
9 _ هل قياس الزمن ، والوقت ، عملية نسبية وتختلف بحسب الحركة والمراقب أم هي عملية ثابتة وموضوعية ولا تختلف بين وضع وآخر ؟
10 _ هل الزمن فكرة أم طاقة ؟
....
بعد نشر ومناقشة هذه الأسئلة ، وعرضها للحوار المفتوح ...
كل كتاب عن الزمن ، أو يكون موضوعه الزمن ، يتجاهل هذه الأسئلة ولا يتضمن أكثر من خمسة منها على الأقل رديء ، ويضلل القارئ _ة أكثر مما يعلمه .... ولا يتعدى ، موقف الكاتب _ة حدي الغفلة أو الخداع .
....
يمكن إضافة سؤال 11 جديد ، حول التمييز بين المواقف من الزمن .
حيث يعتبر بصورة عامة ، أن الزمن مفهوم فيزيائي وله وجوده الموضوعي والمستقل ، بينما يعتبره فريق مقابل فكرة لغوية وإنسانية .
تعتبر يمنى طريف الخولي في كتاب " الزمان في الفلسفة والعلم " أن
هذا السؤال تم حله بالفعل ، من خلال موقفين ونوعين من التفكير :
1 _ عقلاني ، ويعتبر أن للزمن وجوده الموضوعي والمستقل .
2 _ موقف لا عقلاني يعتبر أن الزمن فكرة إنسانية ، وثقافية .
( أعتذر عن هذا التلخيص السريع ، وغير الكافي ، للأفكار المتنوعة والمهمة ، وهي تحتاج وتستحق المزيد من المساحة والوقت والاهمام )
....
ملحق 1
أبسط ، وأحدث ، صيغة للنظرية الجديدة
وهي المعتمدة حتى يتم نقدها ، ونقضها ، بشكل منطقي وعلمي ..
آمل أن يحدث ذلك خلال حياتي ؟!

ثنائية الزمن والمكان فرضية خطأ ، أو ناقصة وتحتاج للتكملة :
البعد الثالث أو الخامس ، الحياة .
ثنائية الزمن والمكان زائفة .
ثنائية الزمن والحياة حقيقة .
المكان والزمن والحياة ثلاثة ، تدمج معا بحالة واحدة وخاصة داخل مكونات الذرة فقط .
عدا ذلك ، الحياة بعد خامس أو ثالث ( مع المكان والزمن ) ، في الوجود والواقع والكون .
والثلاثة معا ، تشكل الاطار الخارجي والموضوعي للكون وكل شيء .
....
ملحق 2
الاختلاف بين نوعي الفيزياء ، يقبل التفسير العلمي ( المنطقي والتجريبي معا ) أيضا الدقيق والموضوعي :
كل كائن حي يحمل الأزل في داخله ، مع الماضي كله ، وهو يمثل الوجود بالأثر المرحلة الوجودية الثالثة ( بالإضافة إلى الوجود بالفعل ، والوجود بالقوة ) . ولكل كائن حي فرصة احتمالية في الاتصال بالأبد ، عن طريق سلالات الأحفاد المستمرة والمباشرة خاصة . وبنفس الوقت يمثل الكائن الحي الحاضر دوما ، وبمختلف أنواعه ( الزمن والحياة والمكان ) .
الماضي يقيني ، وتجريبي ، وقد حدث سابقا بالفعل .
والمستقبل احتمالي ، يوجد بالقوة فقط .
( مثال الطفل _ة ربما يصل إلى مرحلة الكهولة ، أو يموت باكرا ) .
الحاضر ، بأنواعه وأشكاله المتعددة ، يوجد بين الماضي والمستقبل .
وذلك يفسر الخلاف بين نوعي الفيزياء ، فيزياء الكم الاحتمالية وغير اليقينية بطبيعتها والفيزياء الكلاسيكية ، ومعها فيزياء الفلك ، التجريبية والقابلة للتكرار بطبيعتها .
لكن التقسيم الثلاثي لا يكفي ( الحاضر والماضي والمستقبل ) ، ونحتاج على الأقل إلى ثلاثة تكملها ( الحاضر المستمر ، والماضي الجديد والمستقبل الجديد ) . وسأناقشها بشكل تفصيلي لاحقا .
....
....
2
الثلاثية _ التمييز بين الزمن الجديد والزمن القديم ممكن ، ولكن

سوف تبقى مشكلة الزمن ، وخاصة بين موقفي نيوتن واينشتاين ، إشكالية مزمنة طوال هذا القرن ، وهي تتلخص بشكل دقيق وموضوعي من خلال السؤال المباشر :

هل يمكن أن يكون نفس الحدث ، ولادة أو موت أو سفر ...وغيرها ، في الماضي بالنسبة لمراقب 1 وفي المستقبل بالنسبة لمراقب 2 ؟!
جواب اينشتاين نعم . ذلك ممكن ، وهو يحدث ، ويتكرر دوما .
ومعه ستيفن هوكينغ ويمنى طريف الخولي ، وغالبية الكتاب والمترجمين _ات بموضوع الزمن .
جواب نيوتن لا . ذلك غير ممكن ، مطلقا .
ومعه برغسون وبعض الكتاب بموضوع الزمن .
المشكلة هنا ، توجد مغالطة ومفارقة معا ، وهي سبب الغموض والتناقض في الثقافة العالمية ، لا العربية وحدها .
ما هو الموقف الصحيح ، المنطقي والتجريبي معا ؟
الحل الصحيح بديل ثالث بحيث يتضمن كلا الموقفين معا ، ويحقق التكامل الفعلي بينهما .
.....
المغالطة تقوم على الخلط بين ( نوعين ومرحلتين من الحاضر ، الحاضر 1 والحاضر 2 حيث زمن الحاضر 1 يتحدد بمن هم ما يزالون على قيد الحياة ، عند وقوع الحدث المعين ، وهنا الزمن كله حاضر ) وبين زمن الحاضر المستمر ، أو الحاضر 2 ، هو نفسه الماضي الجديد أو المستقبل الجديد ) .
الحاضر المستمر مزدوج ، ثنائي الإشارة والاتجاه ، بينما الماضي الجديد أو المستقبل الجديد متعاكسان بطبيعتهما ، أو متناقضان ، ووحيدا الاتجاه .
( حركة الماضي الجديد : من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
حركة المستقبل الجديد : من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
حركة الحاضر المستمر ثنائية الاتجاه والاشارة ، تتضمن كلا الحركتين السابقتين . وهنا تتكشف المفارقة بالفعل ) .
فكرة التمييز بين التعاكس والتناقض ، أو بين العكس والنقيض ، مشكلة لغوية وفلسفية تحتاج وتستحق اهتمام الثقافة العالمية لا العربية فقط . المهم في العلاقة بين المستقبل الجديد وبين الماضي الجديد ، هي أيضا من نوع المعادلة الصفرية من الدرجة الأولى :
س + ع = 0 .
الماضي الجديد + المستقبل الجديد = 0 .
....
العلاقة بين الماضي الجديد والمستقبل الجديد ، أيضا بين الماضي والمستقبل بصورة عامة ، جدلية عكسية تماثل العلاقة بين الزمن والحياة . وهما يتساويان بالقيمة ، ويتعاكسان بالإشارة والاتجاه دوما . ربما تكون المفارقة أشمل من المغالطة ، وتتضمنها بهذه الحالة . وفي العلاقة الثلاثية بين الأزمنة أو مراحل الزمن الثلاثة ، الحاضر والماضي والمستقبل ؟! المفارقة بصورة عامة تتمثل ، وتتجسد ، بالظاهرة الثانية : حيث يوجد اليوم الحالي في الحاضر والماضي والمستقبل بالتزامن ، وبنفس الوقت .
أغلب القراء ، وخاصة الجدد ، يخلطون بين المفارقة والمغالطة في العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل .
المفارقة والمغالطة معا ، يتضمنها مفهوم الحاضر ، الحاضر لم يتحول حتى اليوم _ من مفهوم غامض وشبه مبهم _ إلى مصطلح علمي ، محدد بشكل منطقي وتجريبي ، ودقيق وموضوعي معا .
سوف أناقش هذه المشكلة ، في ملحق خاص جديد خلال السنة القادمة ، مع أنني كنت ناقشتها سابقا ( خلال مشكلة العكس والنقيض ، ونوع العلاقة بينهما ) عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن .
....
مشكلة الحاضر أنه نسبي ومضوعي بالتزامن ، وبنفس الوقت .
تتوضح الإشكالية ، يتعذر حلها ضمن أدوات المعرفة الحالية ، في الظاهرة الثانية " اليوم الحالي " :
يمثل اليوم الحالي الحاضر ، وهو يمتد بين اللانهايتين السالبة والموجبة .
يقبل التجزئة إلى ما لا نهاية السالبة ، ويقبل المضاعفة المقابلة إلى اللانهاية الموجبة .
المغالطة ، تتمثل بعملية الخلط بين زمن الحياء ( الحاضر ) وبين زمن الموتى ( الماضي ) وبين زمن من لم يولدوا بعد ( المستقبل ) .
هذه الفكرة معقدة ، ومركبة ، بطبيعتها .
وهي بحاجة إلى اهتمام القارئ _ة الجديد خاصة ، ومنحها الوقت والتركيز والمرونة في التفكير والفهم .
....
ملحق خاص
موقف نيوتن من مشكلة الزمن والحاضر خاصة ، ناقص ويحتاج للتكملة .
موقف اينشتاين يقابل موقف نيوتن ، ناقص ويحتاج للتكملة أيضا .
الموقف الثقافي السائد ، في الثقافة العالمية لا العربية فقط ، يعتبر أن موقف اينشتاين يتضمن موقف نويتن هذا خطأ ، لا يتعدى حدي الغفلة أو الخداع .
موقف نيوتن :
سهم الزمن يبدأ من الماضي ، إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا .
الزمن مطلق ، ولا يختلف بين مكان وآخر ، ولا بين مراقب وآخر .
الحاضر ، قيمة صغيرة ولا متناهية في الصغر ، يمكن اهمالها . والزمن الحقيقي هو الماضي او المستقبل .
الزمن والمكان مطلقان ابديان ، يتعذر تحديدهما أو جمعهما .
موقف أينشتاين :
الزمن نسبي ، وفردي ، يختلف بحسب السرعة والكتلة والمراقب .
سهم الزمن ، ليس له اتجاه محدد .
الحاضر يمثل الزمن كله ، وقيمته لا نهائية .
الزمن والمكان واحد ، والزمن بعد رابع للمادة .
موقف النظرية الجديدة :
حركة الزمن والحياة ، جدلية عكسية بطبيعتها .
حركة الحياة ، تتمثل بعملية التقدم في العمر ( من الصفر إلى العمر الكامل ) ، وهي تبدأ من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا .
حركة الزمن ، تتمثل بتناقص بقية العمر ( من بقية العمر الكاملة إلى الصفر ) ، وهي تبدأ من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي أخيرا .
يتحدد الحاضر بالأحياء ، ويتحدد الماضي بالموتى ، ويتحدد المستقبل بمن لم يولدوا بعد .
الظواهر الثلاثة خاصة ، والسبعة أو العشرة وأكثر ، تكشف العلاقة الحقيقية بين الحاضر والماضي والمستقبل ، وتحددها بشكل دقيق وموضوعي .
ثنائية الزمن والمكان زائفة ، غير مباشرة وتتعذر معرفتها حاليا .
ثنائية الزمن والحياة حقيقية ، مباشرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
الحاضر هو المشكلة والحل معا .
3


نقد كتاب الزمان في الفلسفة والعلم
( للكاتبة يمنى طريف الخولي )

الفصل الأول

تختم الكاتبة " الزمان في الفلسفة والعلم " بالفقرة مع سؤال :
( هكذا تكشف تطورات العلم المعاصر من كل حدب وصوب عن مرونة وفعالية وتجديدات جذرية في معالجة إشكالية الزمان ، فأصبحت موضوعا خصيبا لإنجازات وإبداعات فلاسفة العلم المعاصرين .
وستظل كل إشكالية مطروحة أمام العقل الإنساني موضوعا للإنجاز والإبداع والإضافة والتجديد ، ما دام هذا العقل كائنا في الزمان ، والذي اتفقنا على أنه مجال الحركة والتغير والحدث ، شريطة أن لا يكون زمانا دائريا بل متصلا صاعدا .
فهل من صعود ؟ ) .
هل من صعود ؟
الجواب المباشر على السؤال : نعم .

يشبه الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، من اشكالية الزمن ، الموقف من الأرض بين بطليموس وأرسطو ومن قبلهم وبين غاليلي وكبلر وكوبرنيكوس ومن بعدهم . مع استثناء هام جدا ، حيث أدرك بعض فلاسفة اليونان كروية الأرض ، وقدموا ثلاثة براهين تمثل أدلة علمية بالفعل : أولها الغياب المتدرج للشمس ، وثانيا الظل المتساوي أو الموحد في مختلف جهات وبقاع الأرض ، وثالثا ظاهرة الخسوف والكسوف الجزئية ، وقولهم لو كانت الأرض مسطحة ( كما نشعر بها ) لكانت الظواهر الثلاثة تختلف بالفعل . غياب الشمس كان سيحدث دفعة واحدة ، كما يغيب الجميل في الصحراء مثلا . والظل كان ليتغير ، بحسب القرب أو البعد عن اطراف الأرض . وظاهرة الخسوف والكسوف ، سوف تكون كاملة دوما في حالة الأرض المسطحة .
أعتقد أن الموقف الحالي من فكرة الزمن ، أو إشكالية الزمن ، المشترك في الثقافة العالمية بين الفلسفة والعلم ، يشبه الجدل السابق قبل خمسمئة سنة _ بين معرفة جديدة ناشئة ، وبين معارف ومعتقدات قديمة تحاول طمس الجديد بكل الوسائل الممكنة .
....
غلطة أو مغالطة أينشتاين ، التي لم تنتبه لها الكاتبة تتركز في الموقف التقليدي ، الثنائي ، من الوضع الإنساني : حياة أو موت .
الوضع الثلاثي يكشف المشكلة ، ويوضحها بشكل دقيق وموضوعي معا :
1 _ المرحلة الأولى ، قبل الولادة .
2 _ المرحلة الثانية ، بين الولادة والموت .
3 _ المرحلة الثالثة ، بعد الموت .
يوجد الانسان ، على المستويين الفردي والمشترك ، في أحد المراحل الثلاثة ، وهي مختلفة ، ومنفصلة بالفعل وبشكل موضوعي ودقيق .
1 _ مرحلة قبل الولادة ، تتضمن الحياة والزمن مع الماضي والمستقبل ، وهي مرحلة الوجود بالقوة والأثر معا .
2 _ المرحلة الثانية ، بين الولادة والموت ، تمثل الحاضر ومرحلة الوجود بالفعل .
3 _ المرحلة الثالثة ، بعد الموت تمثل الماضي المشترك .
....
بعد النجاح في تغيير الموقف العقلي من المرحلة الدغمائية الأحادية ، أو الثنائية ، إلى المرحلة الجديدة أو المنطق التعددي _ الثلاثي في حده الأدنى _ يتكشف الواقع بالفعل كما هو عليه ، لا كما تحرفه رغباتنا أو مخاوفنا اللاشعورية وغير الواعية غالبا .
المثال السابق يوضح ذلك ، كما اعتقد ، بشكل دقيق وموضوعي ، وبشكل منطقي وتجريبي بالتزامن .
....
الظواهر الثلاثة الأولى خاصة ، تكشف مشكلة الزمن ، وتحددها بشكل موضوعي ودقيق كما أعتقد :
الظاهرة الأولى ، العمر الفردي المزدوج بين الحياة والزمن وبين الماضي والمستقبل :
يولد الفرد في العمر صفر وبقية العمر الكاملة ، ويموت بالعكس تماما ، في العمر الكامل وبقية العمر التي تناقصت إلى الصفر .
فهم هذه الظاهرة ، ينقل الموقف العقلي إلى مرحلة جديدة .
الظاهر الثانية ، اليوم الحالي يوجد في الحاضر والماضي والمستقبل بنفس الوقت أو بالتزامن :
اليوم الحالي يوجد في الحاضر بالنسبة لجميع الأحياء ،
ويوجد في الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ،
ويوجد في المستقبل بالنسبة لجميع الموتى .
كما توجد حالة رابعة ، وخامسة أيضا ، بالسنبة لمن سوف يولدون أو يموتون خلال اليوم الحالي .
عدا ذلك اليوم الحالي ، وكل يوم جديد ، يمثل الظاهرة الثانية .
يمكن بسهولة نسبيا ، فهم كلا الظاهرتين بالمقارنة .
الظاهرة الثالثة ، أصل الفرد ، قبل ولادة الفرد يكون في حالة الوجود بالقوة والأثر معا ( عبر سلالات الأجداد ، تخيل _ ي نفسك قبل مئات ، وألوف ، السنوات ) . بين الولادة والموت يكون الفرد في حالة الوجود بالفعل ، وهي مرحلة معروفة ومكشوفة . والمرحلة الثالثة بعد الموت ، حيث الماضي المشترك لجميع الموتى .
....
ملحق
( الماضي مشترك والمستقبل فردي )
العلاقة بين الماضي والمستقبل ، تحولت من إشكالية مستعصية _ لا على الحل فقط ، بل على التحديد والتعريف _ إلى مشكلة علمية محددة بشكل دقيق وموضوعي . خلال العقد السابق ، بمساهمة النظرية الجديدة ، تحولت العلاقة بين الماضي والمستقبل إلى مشكلة علمية يمكن تحديدها بشكل منطقي وتجريبي ويمكن تعريفها بشكل علمي ( دقيق وموضوعي ) .
الماضي مشترك والمستقبل فردي .
الماضي يقيني والمستقبل احتمالي .
الماضي موجود بالأثر فقط ، والمستقبل موجود بالقوة فقط .
بينما الحاضر حلقة مشتركة ، بين الماضي والمستقبل أو العكس بين المستقبل والماضي .
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا