الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أناوأنت 2012 (برناردو برتولوتشي): تلميحات من ماضي مخرج كبير

بلال سمير الصدّر

2023 / 12 / 16
الادب والفن


شاب او مراهق في السادسة عشرة من عمره،حاد ويبدو في لقاء مع طبيب نفسي...لاحقا نستمع الى والدته وهي تتحدث على الهاتف:
لينفتح على الناس بحاجة الى شخص غريب،ليس أنا ولا أنت...لورينزو لأسبوع كامل في الثلوج
يقول لوررينزو لاحقا لوالدته:ألا تعتقدين ان الناس الذين يشاهدوننا الان يمكن ان يظنو أننا مرتبطان؟
وكيف للناس ان يظنو بأن هناك طفلا مرتبط بأمرأة في مثل عمري...؟!
حسنا،تبدين أصغر بكثير....(شكليا هذا صحيح)
هل هذا محاكاة أو تكرار لفيلم لويس مال الشهير نفحة من القلب...؟!
هم يظنون أني أمك...علينا ان قص شعرك
لورينزو:لو أتى فيروس مهلك غدا خارجا من معمل تخيلي وقتل الناس،لكن انا وانت وجدنا ترياقا ونجونا وبقينا الوحيدين الباقيان على الارض وكان محكوم على البشرية بالاندثار إلا لو اننا سيكون(المقصود الجماع)
هذا شيء يشبه نفحة من القلب،ويشبه عقدة اوديب ويشبه ايضا قصة كيم كي دك:
الانسان،الفضاء،الزمن،الانسان
هل ما يقوله لورينزو عبارة عن مخ مريض أو شهوة اتجاه الأم أو زنا محارم...؟!
تقول الأم:توقف عن هذا...هيا هذا سينقذ البشرية،انا اعني موقفا متطرفا للحفاظ على البشرية...؟!
ثم تتحرك الأوديبية الى الواجهة.....
لكن هل ما كل ما ذكرناه اعلاه،سوف يتحرك او سوف ينتج شيئا من الممكن الالتفات اليه...؟!
وهل بقي لبرناردو برتولوتشي الذي روى التاريخ الايطالي ذات مرة شيئا ليقوله...؟!
بدل ان يذهب لورينزو الى رحلة الثلوج يحبس نفسه في قبو وهو الشخص المهتم بالأشكال الغريبة للحيوانات...بالنمل والسحالي والقوارض وهناك-في القبو يصادف اوليفيا
الفيلم-المقصود اي فيلم-له علاقة بالمخرج أولا واخيرا وبخلفياته ومستوى ثقافته وطبيعة اهتماماته،فالنص الفيلمي مدموجا مع الصورة ايضا ليس تفكيكيا وليس بنويا...
أوليفيا فتاة مشردة-في مثل عمره تقريبا-يبدو انها كانت تعمل في منزل لورينزو وطردتها الأم بتهمة السرقة،على ان هناك صفات مشتركة بين أوليفيا ولورينزو من الحدة والخشونة والقسوة...
ولكن ما طبيعة هذا اللقاء بينهما،وما الذي سيحدث...في الحقيقة لا شيء...؟!
لورينزو في مخيلته مشبع بالحكايا الفنتازية المحمولة اولا واخيرا على الذات...يقول لإوليفا:
لم اكن اريد ان اخبرك،لكن انا وابي قتلنا الكونتيسة بشوكلاته مسممة وانا هنا لأتأكد ألا يجد هو الجثة...؟!
أوليفيا تمر بمرحلة التخلص من الادمان،تعاني جدا وهو يقدم لها المساعدة بكل الطرق الممكنة،هذا بعد تكور بطيء وغير منطقي في العلاقة بينهما،فأوليفيا تقول له:
إذا كنت تختبا في حفرة وتعتم بامورك الخاصة فهذا لايعني انك أفضل من انس آخرين
ذات مرة كتبنا عن علاقة حشرة كافكا بقبو دوستيوفسكي،ولكن لا مكوث لورينو في قبو يمت بصلة الى دوستيوفسكي ولا اهتمامه الغريب بالحشرات له علاقثة بكافكا...
حتى ان مسار العلاقة بين اوليفيا ولورينزو مفهوم،وبماذا سيؤثر فعليا على لورينزو...؟!
ببساطة وهدوء،فهذه ليست سينما برتولوتشي الحقيقية،هي سينما حتى أقل من المتوقع لمخرج يبدو واهنا،فهذا الفيلم ليس حتى استراحة في مسيرة مخرج كبير،هو غفوة،لكنها غفوة سوف تكون طويلة جدا
توفي برتولوتشي في عام 2018
لاتغرك تلميحات من ماضي مخرج كبير،فزمن التانغو الأخير في باريس قد ولى من غير رجعة...من غير رجعة بالتاكيد
22/7/2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية